*بسم اللة الرحمن الرحيــــم*


قصة قصيرة معبرة .. نقلتها لكم من جريدة الرياض



يقول الكاتب:حكى لي صديق أثق في قولة قال:كنا في بلد غربي مجموعة أصدقاء من

الطلاب..وكان لنا زميل متمرد على كل القيم الدينية،وكان ملحداً شديد الإلحاد،وكان

يقول أنة لاجنة ولانار..!وأن الجنة الحقيقية على الأرض وليست في السماء،وأن الدين

كلة اختراع بشري قديم..!!وأن الانسان لافرق بينة وبين الحيوان،أي أن الحمار والدودة

والانسان تجمعهم خصائص مشتركة سواء في الوجود او الحياة او الفناء..!!وأنة لاروح

ولاشئ اسمة العقل وان مايتميز بة الانسان عمن سواة هو مجموعة معارف تكون ثقافتة

او هو مانسميةنحن بـ"العقل" وان الانسان محكوم بقانون فيزيائي وكيميائي يحدد

موتة وفنائة..وانة بعد ذلك لابعث ولا نشور!..اي ان هذا الزميل كان ذا مزاج "عقلي"

صرف وحاد لايدع فسحة ولا نسمة لوعي الروح..وكان حافظاً حفظاً كاملاً وواقعا تحت

تأثير مايقرأة عن فلاسفة الالحاد وفلاسفة الوجود منذ قدم الازمان وحتى اليوم والذين

يعتبرون نظام الكون ومافية من تناسق،وابدع ودقة ومافي الجسد الانساني من اسرار

والغاز وخفايا دقيقة يقف العلم حائراً امامها ماهو الانتيجة لمصادفات دهرية اوصلت

الكون ومافية والانسان وماهو علية بمحض الصدفة..!تماما كما قال ماركس عن ذلك:((لو

افترضنا ان قردا ظل يضرب على آلة كاتبة لمدة مليون سنة فإنة حتما سيكتب بيتا من

شعر شكسبير مصادفة)).!

قال:وذات مرة اخذنا اجازتنا وتوجهنا الى الوطن وكان هذا الزميل معنا في الرحلة وكنا

قد اتفقنا على اننذهب الى مكة لأداء العمرة وحينما اقتربت الطائرة من حدود المناسك

لبسنا الاحرام وكنا ثلاثة،وهو رابعنا،فصاد هذا الزميل يضحك منا،ويزدرينا،ويرمينا

بالجهل، والتخلف، وقلة العقل،ويقول أن ثقافتكم واطلاعكم على الغرب وأمريكا لم تجد

معكم شيئاً..فطلبنا اليو ان يكف عن سخريتة..وبعد خروجنا من المطار اخذنا سيارة

خاصة تقلنا الى مكة..وطلبنا من الزميل انتظارنا في جدة حتى عودتنا إلا أنة اصر على

الذهاب معنا..وكان مستمراً في تندرة بل كان احياناً يعابثنا بسحب الإحرام تارة

والسخرية تارة أخرى حتى إذا وصلنا حدود"الحمى"مابين مكة وجدة وشرعنا في

التهليل،والتكبير وهو لايزال في عبثة،اوقفنا السيارة وطلبنا الية الصمت فإن هو لم

يلتزم سوف نقذفة في الطريق و نتركة فوعنا بالالتزام،والكف عن العبث

والحديث،وسرنا في الطريق نهلل ونكبر..وكنا خلال ذلك نتحدث أحياناً أحاديث عامة

وكان يشاركنا، فلما دخلنا مكة من جهة"البيان"اجتهدنا فب الدعاء اما هو فقد صمت

صمتاً مطبقاٌ..!وكان الطريق مزدحما بالسيارات..قال:وظلت السيارة تسير بنا ببطء

وتصعد نحو مشارف الحرم فلما علونا"ربع الرسام"الريع المطل على الحرم من تلك

الناحية واشرفنا على البيت ولاحت لنا منائرة وجلالة وهيبتة،كبرنا تكبيرة

واحدة،وبصوت مرتفع قال:وفجأة وعلى حين غرة انفجر صاحبنا بالبكاء وصار يجهش

وينتفض والدموع تسيل غزيرة من عينية وأصابتة حالة من الوجل والاضطراب مما حدا

بصاحب السيارة أن يقف فنزلنا جميعا وأخذناة بين ايدينا وأحتضناة وإذا هو يسترسل

في البكاء والنشيج وهو يقول:لا إلة ألا اللة،لا ألة ألا اللة خذوني الى اقرب مكان اريد

أن اعتمر أريد ان اغسل ذنوبي وأوزاري قال:فبكينا جميعا وكان مشهدا تجلت فية

روح ربانية..وأحرم هناك وعدنا الى الحرم ملبين مكبرين سوية..وصار صاحبنا هذا فيما

بعد اكثرنا التزاما وخشية وإيمانا..

وكان يقول عن تلك الحادثة إنة كان يشعر وكأن في صدرة نافذة مغلقة من حديد تجعلة

لا يستفيق من شئ،ولايقبل الحديث في شئ عن الدين..وأن في صدرة تعتلج

وتختلج،وتنحبس أشياء لا يعرف كنهها،إلا أنها ترفض مسألة الطاعة للة..وأن على قلبة

قفلاً ثقيلاً حتى كانت تلك اللحظة،حيث تحطمت النوافذ والأغلال وأشرق النور في

صدرة،وإنزاح الظلام الثقيل عن بصرة وقلبة..((ويهدي اللة لنورة من يشاء)).





المصدر:جريدة الرياض
زاوية:بالفصيح
للكاتب:عبداللة الناصر
25/9/1426هـ