نشأت دلال في منزل بسيط جدا وبين اسرة متوسطة الحال. الاب يعمل موظفا بسيطا، والأم ربة بيت ترعى اولادها السبعة في صمت وصبر. تفوقت دلال عن اخوتها في دراستها، لأنها كانت الوحيدة التي تحب الدراسة، حتى انها عندما وصلت الى الثانوية العامة طالبها والدها بالاكتفاء بذلك القدر من التعليم والنزول إلى العمل لمساعدته في نفقات الاسرة، لكنها استحلفته ان يتركها تدخل الجامعة.
وارسلت له كل اقاربها واهلها ليقنعوه بمنحها الفرصة لاستكمال دراستها الجامعية حتى وافق، على امل ان تحصل على شهادة جامعية تؤهلها لتسلم وظيفة ذات عائد مادي كبير، او تمنحها فرصة زواج ذهبية من رجل ثري يرفع العائلة من تحت خط الفقر.
اكملت دلال دراستها الجامعية بتفوق، وقبل ان تتسلم الوظيفة طرق بابها شاب ثري جدا، لكنه لا يحمل من التعليم سوى الشهادة المتوسطة. ترددت دلال في البداية، لكن والدها النهم للمال بات يقنعها بأنها ستعيش حياة رغدة مخملية، وان وضع الاسرة سيتحسن ايضا بعد زواجها من ذلك الثري.
اقتنعت دلال برأي والدها، وتغاضت عن نقطة التعليم في زوجها وعن الفارق الثقافي الكبير بينهما الذي كانت تعتبره مهما جدا في نجاح الزواج.
وتم الزواج وصوت اخوتها يرن في اذنيها ان تنقذهم من الفقر وترفعهم الى المستوى المعيشي الذي يحلمون به.
لكن منذ الاسبوع الاول لزواجهما اكتشفت دلال ان زوجها الثري بخيل جدا في ماله.
فعلى رغم وفرة عواطفه ووفرة صحته الا انه عند المال يصير شخصا آخر يكشر عن انيابه ويبدي جشعه وخوفه على ماله.
عانت دلال كثيرا من شدة بخله وتقطيره عليها في ابسط امور الحياة. انجبت منه اولادها الثلاثة، ومع كل طفل كانت تتمنى ان يتغير زوجها الى الافضل وان يفرط يده قليلا عليها وعلى اولادها، لكن الحياة باتت اكثر سوءا مع مرور الوقت، لأن الاولاد اصبحوا في حاجة إلى مصروفات كثيرة ومطالب واحتياجات من ملبس ومأكل وترفيه والزوج البخيل يقطر عليها وعلى اولادها.
ضاقت بها الدنيا وقررت اللجوء الى المحكمة لطلب الطلاق وتقديم الاسباب، واهمها بخل الزوج عليها وعلى اولادها. ولم يستطع الزوج تقديم دليل واحد للمحكمة ينفي الاتهامات الموجهة اليه. فأمواله مكدسة في البنوك وحال زوجته وابنائه يرثى لها. فحكمت المحكمة لدلال بالطلاق وبنفقة كبيرة جدا اثارت جنون الزوج الثري، الذي لم يتماسك حتى امام هيئة المحكمة، وانقض على دلال المسكينة يحاول ازهاق روحها والضغط على عنقها بقوة. حاول رجال الشرطة والموجودون في القاعة افلات المسكينة من بين يديه، لكن بلا فائدة فقد كانت بداخله قوة وغيظ شديدين بسبب المبلغ المقرر من المحكمة كنفقة لدلال واولادها.
وبعد جهد كبير جرى تخليص دلال من يد الزوج البخيل المجنون الذي قدم للمحاكمة مرة اخرى بتهمة الشروع في القتل واصدرت عليه المحكمة حكما بالسجن سبع سنوات مع الشغل والنفاذ، بجانب اقرار النفقة لدلال وابنائها ليعيشوا في استقرار وهدوء.
مواقع النشر (المفضلة)