يستغيث ثالث أكبر مساجد مدينة ميونخ الألمانية بالمسلمين لدفع إيجار ثلاثة أشهر مستحقة عليه وإلا سيتم إغلاقه وتحويله إلى نشاط آخر .
المسجديحمل إسم ( مسجد السلام )و كان دارا للسينما استأجرها المسلمون وحولوها إلى أحد أشهر ثلاثة مساجد رسمية يستقبل مئات المسلمين أسبوعيا .يقيمون فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة والعيدين بموافقة رسمية من السلطات الألمانية التي تعتبره رمزا للوسطية والاعتدال .
ويطوف عبد الحليم عليوة فرج رئيس الرابطة الإسلامية بميونخ بعدد من الدول الخليجية لا ستنهاض همم أهل الخير آملا في أن تتحرك جذوة الإيمان في نفوسهم لكفالة المسجد وسداد الإيجار الشهري المتراكم عليه وهو مبلغ ليس كبيرا على من يرغبون في التقرب إلى الله ويطمحون أن يكافئهم ربهم ببيت بديل في جنات عرضها السماوات والأرض . وكانت قطر أولى محطاته حيث زارها وشرح لعدد من المسؤولين في الأوقاف وبعض الجمعيات الخيرية الظروف التي يمر بها المسجد .وبحسب إفادة رئيس الرابطة الإسلامية بميونخ يحتاج المسجد إلى خمسة عشر ألف يورو (72 ألف ريال قطري ) لسداد الإيجار المستحق عليه لمدة ثلاثة أشهر ودفع فواتير الكهرباء والماء .المبلغ يبدو قليلا في نظر البعض لكنه كبير بالنسبة للمسلمين الفقراء الذين يترددون على المسجد فمعظمهم من المهاجرين الذين لم يحصلوا على عمل وليس لديهم مصادر مالية ثابتة. والسلطات الألمانية تعتبر الأنشطة الإسلامية أمرا خاصا بالمسلمين لا تساعده ولا تمنعه .وإذا لم يتم دفع إيجار الأشهر الثلاثة فسوف ينتهي عقد إيجار المسجد . وإذا انتهى عقد إيجاره فلن يجد المسلمون بديلا له.
وأوضح رئيس الرابطة الإسلامية في ميونخ أن المسجد يتمتع بعدة ميزات فهو يقع في قلب المدينة مما يسهل على المسلمين الوصول إليه من كافة المناطق فضلا عن كونه معلما إسلاميا في ثاني أكبر المدن الألمانية . ومساحته تبلغ (1300) متر ويتسع لقرابة (500) مصل وهي ميزات لا تتوافر في غيره.
وذكر عبد الحليم عليوة أن الرابطة الإسلامية التي تشرف على المسجد وتتخذه مقرا لها تأسست عام 1996لتكون تجمعا للمسلمين الألمان الذين يعيشون في مدينة ميونخ عاصمة ولاية بافاريا . وينتمي أعضاؤها لعدة جنسيات . وهي رابطة سنية يلتزم أعضاؤها بمذهب أهل الكتاب والسنة .ومن أ برز أهدافها الحفاظ على المسلمين من الذوبان في مجتمع اغلبيته من غير المسلمين . وتتبع المنهج الدعوي في الوصول لأهدافها . وتسعى لربط الجاليه الإسلامية بالمسجد حيث تنظم دروسا ومحاضرات لشرح مبادئ الإسلام وتعليم اللغة العربية لأطفال المسلمين الذين يوشكون على الذوبان في الثقافة غير الإسلامية .وتحصل الرابطة على مواردها من تبرعات المسلمين القليلة. وسبب قلتها انتشار البطالة بين أبناء الجالية الإسلامية وندرة وجود قادرين ماديا بينهم .
وقال عليوة إن عدد المسلمين المقيمين في ميونخ يصل إلى (30) ألف مسلم من مختلف الجنسيات وأكثرهم من العرب والأتراك . وأشار إلى أن إجمالي عدد المسلمين الألمان يتراوح مابين ثلاثة ونصف وخمسة ملايين مسلم .
وعن التحديات التي تواجه المسلمين الألمان قال إن أبرزها الحصول على فرص عمل لائقة توفر لهم استقرارا ماديا ثم الحفاظ على هويتهم الإسلامية . وذكر أن تنشئة أبناء المسلمين على تعاليم الإسلام في مجتم غربي منفتح جدا تمثل مشكلة كبرى للمسلمين الألمان . ولفت إلى أن الجيل الجديد من أبناء المسلمين لايتحدث العربية وبالتالي لا يستطيع فهم شيء عن الإسلام دينه ودين أبويه .
وأضاف أن الأقلية المسلمة في ألمانيا تفتقد لوجود علماء كبار تتعلم منهم مبادئ دينها . وقال إن الرابطة التي يرأسها تلجأ إلى استفتاء كبار العلماء في الدول العربية حول القضايا المعاصرة التي لايجد المسلمون الألمان جوابا كافيا لها .
وردا على سؤال حول إمكانيات التواصل بين الثقافتين الإسلامية والألمانية قال رئيس الرابطة الإسلامية بميونخ إنها متوفرة جيدا بسبب إنفتاح مدرسة الاستشراق الألمانية على العالم الإسلامي منذ عدة قرون . وأكد أن أكبرعدد من المخطوطات الإسلامية موجود بألمانيا ويقدر عددها بالملايين وأشهرها أهم كتاب عند المسلمين وهو «الجامع الكبير» للإمام البخاري الذي يمثل أكبر موسوعة في الأحاديث النبوية . والكتاب مازال مخطوطا حبيسا في إحدى المكتبات الألمانية وقد أكد الباحث الهندي «المباركفوري» تلك الحقيقة بأدلة لا تقبل الشك .
مواقع النشر (المفضلة)