[align=center]

بيت البسام بمحافظة عنيزة

جنادرية مصغًَّرة في قلب نجد
محافظة عنيزة ثاني أكبر المحافظات في منطقة القصيم تقع في الجهة الجنوبية من وادي الرمة أطول وأشهر الأودية في المملكة العربية السعودية، وتشتهر بمبانيها التراثية الطينية القديمة، ويعتبر بيت البسام أحد أهم هذه المباني، كما أنها رائدة السياحة في منطقة القصيم.




تم البدء في تشييد بيت البسام عام 1374هــ، وكانت فترة بنائه على عدة مراحل ابتداء من الجهة الشمالية إلى أن انتهى العمل فيه عام 1377هــ، أي أن العمل به استغرق ثلاث سنوات.

ويمثل البيت إحدى فترات تطور العمارة في منطقة القصيم عامة وفي محافظة عنيزة على وجه الخصوص، حيث يمتاز ببنائه على طراز معماري فريد في نوعه، فهو يمثل البيت النجدي القديم، ونظراً لتصميمه الرائع والمتنوع فقد اهتمت به وكالة الآثار والمتاحف وصنفته من ضمن المعالم الأثرية البارزة في المملكة.





وقد استخدم في بنائه الطين كمادة أساسية، ويتميز الطين بأنه مادة عازلة للحرارة أثناء فصل الصيف، ويكون البناء عادة إما على شكل (عروق) أو (مداميك) من اللبن ويسمى (الملبن)، وهو عبارة عن أربع قطع خشـبية على شــــكل مستطيل مفتوح من الأعلــى والأسفل يوضع الطين بداخلها ثم يرفع الــقالب ليأخذ الطين شكلاً ومقاساً موحداً، ومن المواد الأساسية المستخدمة في بناء البيــــت أيضاً (الحجر) فيـــدخل الحجـــر في أعمال الأساسيات، وكذلك (الجص) الذي يستخدم في أعمال الربط بين الحجارة على الأساسات والأعمدة، كما يدخل في أعمال اللياســة النهائــية ويمكـــن عمل النقـــوش والأشـــكال الجمالية من الجص، ويتم استخدام الأخشاب في عــــمل الأسقف للبيت.


التشكيلات الزخرفية
تتعدد الأنماط والتشكيلات الزخرفية داخل وخارج بيت البسام، فهناك (المصاريع) وهي عبارة عن نوافذ في المجالس، ويوجد في المجالس تجويف داخل الجدار الطيني توضع فيه الحاجات التي يكثر استعمالها بشكل يومي يٌسمى (الروزنه)، أما بالنسبة للأباريق والدلال فيتم وضعها في دولاب من الجص مقسم إلى أرفف، وأيضا هناك (الوجار) الذي توقد فيه النار، وتوجد داخل البيت غرفة صغيرة مفتوحة بدون باب تستخدم لتخزين الحطب وتسمى (الطاق)، أما (القوتالة) فيتضح من اسمها أنها ذات أهمية وقت الحروب والخوف فهي عبارة عن بروز إلى خارج المبنى تتيح رؤية من في الخارج بسهولة وغالباً ما تكون فوق البوابات للتعرف على الطارق



أما فيما يتعلق بالملابس فيتم تعليقها على ما يسمى (الوتد)، وهو يكون مثبتاً في الجدار ومصنوعاً من خشب شجر الأثل.


مخطط البيت واستخداماته
يمكن تقسيم البيت إلى خمسة أجزاء:
• قسم إدارة الحرف والتجارة:
يقع هذا القسم في الجزء الشمالي من المبنى ويحتوي على فناء واسع ومجموعة من الغرف إضافة إلى وجود مدخل كراج كبير لعمليات التحميل والتفريغ.


جناح استقبال الرجال
ويطل على الناحية الشرقية من البيت ويحتوي على مجالس استقبال الضيوف، وتتميز هذه المجالس بطولها الملحوظ، ولهذا الجناح مدخل خاص على الشارع الشرقي، ويحتوي على (قهوة) وهي مجلس مستطيل يتوافر فيه (كما) و(وجار) و(طاق) ونقوش جصية و(إيوان)، وهو مساحة مكشوفة تفصل بين المجلس ومكان تقديم الطعام أو ما يعرف بــ (المقلط).

كما يوجد أيضا بالقسم (الخلوة) وهي عبارة عن قبو يكون مستواها أدنى من المستوى العام لأرضية البيت، وتتميز ببرودتها صيفاً ودفئها شتاءً.



جناح العائلة
يطل هذا القسم على الجهة الشرقية من البيت، وهو مقسم لقسمين قسم على شكل (رواق) من أربع جهات مكشوفة وتتوزع فيه الغرف بمساحات أقل بحيث أنها تختلف عن غرف استقبال الرجال، أما القسم الثاني فهو على شكل ممر تتوزع فيه الغرف على الجانب الأيسر للداخل من المدخل النسائي.



• الحديقة والملاحق
تقع في الجهة الغربية من البيت وتحتوي على مجموعة من الأشجار وهي متنفس للبيت وتزرع فيها بعض المحاصيل التي تستخدم في إعداد الطعام.



• جناح التخزين
يقع في الجزء الجنوبي ويتيح له موقعه التعرض الدائم لأشعة الشمس وخصوصاً في وقت الشتاء.





فعاليات البيت الصيفية
تقوم إدارة البيت بالعديد من البرامج الصيفية فهناك فعاليات للرجال وللنساء وكذلك للأطفال، فلمدة عشرة أيام تقوم إدارة البيت بتنظيم فعاليات للرجال وذلك لتعريف الزوار ببعض الحرف القديمة كالنجارة والخرازة ودباغة الجلود ونقش الأبواب الخشبية والصناعات المعدنية كجلي الدلال وتنظيفها، وكذلك بعض الأهازيج الشعبية.



أما فيما يتعلق بالفعاليات النسائية فهي تتلخص في مسابقة الأكلات الشعبية وبيع المنتجات الخوصية المصنوعة من سعف النخل بالإضافة إلى التعرف على طريقة غزل الصوف القديمة، كما يتم عرض طريقة زفة العروس قديماً، ويوجد كذلك ألعاب شعبية قديمة للأطفال.



ويتخلل هذه الفعاليات برنامج مزاد التراث الشعبي حيث تقوم مجموعة من هواة التراث بعرض مقتنياتهم في غرف داخل البيت بغرض بيعها إضافة إلى الشرح الذي يقدمونه للزوار للتعريف بمقتنياتهم.[/align]