السلام عليكم ... هذه خاطرة من خواطري وهي نتاج تجارب حياتية :

في مشوار الحياة الطويل نلتقي بأناس ، ونعطيهم ثقتنا ، محسنين الظن بهم ، ونعتقد

أن وجودهم

خطوتنا الأولى نحو الفرح ...

وأنهم الفرج الذي طال انتظارنا له ...

وأن الحياة معهم ستكون أروع ، وأن الحزن قد غادرنا بلا رجعة ...

صافحتهم قلوبنا قبل أيدينا ...

وارتشفنا ماء الحياة معاً .. حياة القلوب .. حياة الصفاء ..

كم فتحنا للأمل نوافذنا ، حالمين بغدٍ أفضل ...

هؤلاء .. فتحنا لهم مغاليق قلوبنا ، ومنحناهم أصدق أحاسيسنا ...

وفجأةً !

وفجأةً !

نستيقظ على صدى تحطم آمالنا فيهم ...

نتجرع كأس مرارة الألم ...

وهول الواقع التعيس ...

هاهم .. يقهقهون بصوت مجلجل تتجاوب أصداؤه في أرجاء المكان ...

ينتشون سكرى انتصارهم البغيض على مشاعرك وحلمك ...

نتذكر بأسى وحزن :

فما الناس بالناس الذين عهدتهم *** ولا الدار بالدار التي كنت أعهد !

ونتذكر بمرارة :

وخان الناسُ كلهمُ *** فما أدري بمن أثقُ

رأيت معالم الخيرات *** سُدت دونها الطرق

فلا حسبٌ ولا أدب *** ولا دينٌ ولا خلق !

توقف لحظةً ...

دعهم يرحلون ...

اخسر بقاياهم .. بقايا أمسهم الذاهب ...

ابكِ إذا شعرت برغبةٍ في البكاء ...

لملم جراحك ، والعق ألمك ..

تناس تكسيرهم مجاديفك ، وقطعهم حبال نجاتك ...

تأكد أنك حين تنكسر لن يرحمك سوى نفسك التي بين جنبيك ...

وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك ...

أعد ضخ الحياة في قلبك من جديد ، وروضه على تجرع الآلام ، وغصص الحياة ...

اقلب صفحتهم من كتاب حياتك !

وإن شئت مزقها نهائياً !

فكتاب حياتك يجب أن لا يحوي سوى تاريخك الجميل ..

وصفحاتك المضيئة
...
أخوكم :
خالد1