مما لا شك فيه أن النقلة النوعية التي شهدتها برامجنا الإعلامية المفتوحة أو الموجهة لإثرائها بموضوع معين تعطي مؤشراً لكل متابع لقنواتنا وإذاعاتنا من خارج البلاد، أو ممن يعيشون في بلادنا ويتابعون تلك البرامج باختلافها، إلا أن ثمة تصرفات غريبة عجيبة دخيلة لا نقبلها ولا نرحب بها بل ونمقتها ونحزن لوجودها كونها تنسب لشباب بلادنا ولثقافتهم وتربيتهم.

إن من يتصل ويداخل في البرامج المباشرة التي لا يمكن ترشيحها وتنقيتها لابد وأن يحس أنه يمثل وطنا بأكمله!! فلماذا يستهتر أولئك الشباب من أجل إضحاك شلة من الشباب قد تحلقوا في إحدى الاستراحات أو الملاحق؟؟ كيف يسمح ذلك الشاب لنفسه أن يتلفظ بتلك الألفاظ النابية الساذجة الساقطة المنافية للأدب والذوق العام على الهواء مباشرة؟!! إن المشاركة وإبداء الرأي لابد وأن تكون بأسلوب راق واع متطور حضاري يتناسب مع تطور وتقنية الأجهزة التي نستخدمها. أما أن تتطور آلاتنا وسياراتنا واتصالاتنا ونتخلف بأدبنا وقيمنا وأخلاقنا فهذا مالا نرضاه ولا نرحب به من شبابنا على اختلاف توجهاتهم وتنوع مشاربهم.

ومن يتتبع برامجنا المباشرة يجد العجب العجاب، فمن تضييع للوقت في السلام على مذيع البرنامج: بكيف حالك، وش أخبارك، منور البرنامج، أشكركم على البرنامج الناجح، ممكن أشارك!!! وقد يسأل المتصل عفواً وش موضوعكم اليوم؟؟ بعدها يطلب المذيع من المتصل أن يخفض صوت التلفاز أو الراديو على حسب مصدر البرنامج!! تتكرر هذه الممارسات بشكل ممل في كل برنامج وعلى اختلاف البرامج مما يسبب هدر الوقت وتراخي المواضيع المطروحة وإصابة الضيف أو المذيع بخيبة أمل بتكرار هذه الممارسات.

ولا أبالغ إذا قلت إن نسبة ليست بالقليلة بعد السلام والترحيب يستأذن المتصل بقوله (ممكن اهني؟؟) إننا متى ما أحسسنا أن العالم كله يسمع مشاركتنا وأننا نمثل بلداً بأكمله وحرصنا على أن يكون تمثيلنا له مشرفاً وإلا ستكون الكارثة في أن نوصم ونوصف بالتخلف وقلة الحياء وركاكة الأسلوب.. فهل نجد تغييراً على ساحة الواقع؟! أتمنى ذلك