ساعدوني .. عاااجل
السلام عليكم ..
دخلت المسجد لأصلي صلاة العصر ، وتقدمت لأداء تحية المسجد ، وكان بجانبي رجلُ
كبير السن يجلس على كرسي خلف الإمام . وما إن كبرت تكبيرة الإحرام إذا بي أشعر
بشيئ يطعن و" ينغز " جنبي ويدفعني للتنحي جهة اليسار .. حتى هممت بقطع الصلاة
إلى أن تبين لي أن تلك النغزات المؤلمات لم تكن إلا عصا الرجل المسن !! وبالفعل
ابتعدت قليلاً جهة اليسار .
بعد أن أنهيت صلاتي التفت إلي الرجل وقد تمعًر وجهه ونظر إلي نظرة عتاب قائلاً : ( لا
عمرك تصلي يا بزر فيذا !! هذا متسان (يعني مكان ) أبو محمد !! ) .(r)
ابتسمت في وجهه وقد احمر وجهي خجلاً ..
أخذت المصحف لأقرأ ما تيسر من القرآن الكريم ... وهنا دخل أبو محمد المسجد من الجهة
الشمالية وصلى ركعتين لم أر في حياتي أقصر منهما ! وما إن انتهى إلا وهو يبادر
الرجل المسن بصوت مرتفع : ( ما شاء الله عليك يا ابو علي اليوم مزيون لا تكون معرس !
تراكم يا الشيبان منتو سهلين ) !
قهقه ( ضحك ) أبو علي بصوت كدت انخلع منه .. وقال ( يالله على يدك ترى منيب رخمة
أتراجع عن كلامي ) !! (z)
وتعالت ضحكاتهم في أرجاء المسجد ..
ثم نظر إلي ابو محمد وسألني : (أنت ولد سليمان ) ؟ وضعت المصحف وقلت بحياء ( نعم
انا ابنه ) .. ثم استلمني بالأسئلة عن دراستي وعملي ، وسرد لي قصصاً عن أبناءه
وأحوالهم .. حتى أقيمت الصلاة .
وجاءت صلاة المغرب فذهبت للمسجد ، وإذا بالرجلين في نفس الاماكن المحجوزة لهما
مسبقاً .. سرد ابو محمد قصص أصحابه أيام العسكرية وعن مقالبهم في بعضهم
البعض ..وبالتأكيد كان الرجل المسن يشاركه حتى أقيمت الصلاة ..
بدأت أتهرب من الجلوس بجانب هذا الرجل المسن الطيب والغثيث في نفس الوقت وأيضاً
رفيق دربه أبو محمد .
وكنت أرفع صوتي بالقرآن الكريم حتى يحسا أنني منسجم مع القرآن فلا يزعجوني
ببطولاتهم القديمة والتي لا يليق أن يكون المسجد مكانها .
خطرت لي فكرة أن لا أصلي خلف الإمام مباشرة بل علي أن أنتقل للجهة اليمنى وإذا
برجل مسن أيضاً مستند على أحد الأعمدة سلمت عليه ورد بكل أدب وهدوء ..
فرحت بذلك وانصرفت أتلو كتاب الله .. ولما أقيمت الصلاة ودخلنا فيها وبجانبي هذا
الرجل اللطيف ! وإذا به يتجشأ بصوت عال مقرف ومرعب في نفس الوقت ..
ارتعت في البداية ثم قلت في نفسي لعل الصوت خرج رغماً عنه !
لكنني فوجئت بأن هذا الرجل يتعمد الضغط على بطنه ليتجشأ !! وتجشأ عدة مرات ..
حتى لقد خشيت أن تظل هذه الغازات طريقها فتخرج من الأسفل !!
وقد هممت بقطع الصلاة لكن الله صبرني .. حتى انتهينا من الصلاة ..
أخذت موقفاً مؤلماً من هذه الجهة بسبب هذا الرجل المؤذي .. فقررت التحول للجهة
اليسرى ..
وإذا بشاب بجانبي يمسك سواكاً ويتفل الشعيرات العالقة بأسنانه بصوت قوي ومقرف ..
حتى خشيت أن يصيبني بلل من رذاذه !
اصبت بضيق شديد ولا أدري أين أصلي ؟
فخطر لي ان اصلي في آخر الصفوف ، وإذا بالأطفال تقوم بينهم جولات من المصارعة
الحرة ، وكل واحد يتفنن في جذب ثوب الآخر ، وآخر يدلع لسانه لزميله ..والأصوات
مرتفعة دون وجود رقابة لوالدهم ..
ما ذا أفعل إذا صرت أواجه مثل هذه الآلام في بيوت الله ؟
ألا من حلول لمثل هذه الأخطاء التي توجد في كثير من مساجدنا ؟ ..
مواقع النشر (المفضلة)