مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 6

الموضوع: قبل أن يحل بنا سخط الله

  1. #1
    ::.. عزي إيماني ..::


    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في دار سأغادرها يوم ما !
    المشاركات
    3,189
    معدل تقييم المستوى
    4

    Email قبل أن يحل بنا سخط الله

    [align=center]

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله ، وصلوات ربي وسلامه على النبي، وآله، وصحابته، والتابعين بإحسان، أما بعد،،،



    إخوة الإسلام : أسئلة تحتاج إلى إجابة! واستفهامات تستدعي أولي الفهم والنجابة:



    متى يُشد الوثاق المتين الذي تتماسك به عرى الدين، وتحفظ به حرمات المسلمين؟ متى تظهر أعلام الشريعة، وتفشو أحكام الدين؟ متى يعلو أهل الإيمان، ويندحر أهل الطغيان؟ متى تكشف الشبهات، وتمنع الشهوات؟ متى تفيق الأمة كلها رجالها ونسائها، صغارها وكبارها، متى تفيق من غفلتها؟ متى يستعلن صاحب الحق بحقه ولا يبالي؟ ويستخفي صاحب الباطل بباطله ويُداري؟







    نعم متى يا قومي متى؟! لا جواب . لأن ذي العزة أجاب بأن هذا لن يتحقق إلا عندما تعود الأمة إلى مكمن خيريتها، وسرِّ عزها وقوتها، فما هو؟ {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ...[110]}[سورة آل عمران].



    إنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: حصن الإسلام الحصين، صُدت به نزوات الشياطين، وزويت به دعوات الأفاكين والفاجرين، التأريخ يشهد لكم كان درعاً واقياً من الفتن، وسياجاً دافعاً من المعاصي والمحن .



    جعله الله فيصل التفرقة بين المنافقين والمؤمنين:{ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ...[67]}[سورة التوبة]..{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ...[71]}[سورة التوبة].



    عز المؤمن وذلُّ المنافق فيه: يقول سفيان رحمه الله:'إذا أمرت بالمعروف شددتَّ ظهر أخيك، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق' .



    كفاك أنه مهمة أفضل خلق الله ألا وهم الأنبياء والمرسلون: قال الله في وصف إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم:{ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ...[157]}[سورة الأعراف].



    وقال في شأن نبيه إسماعيل عليه السلام:{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا[55]}[سورة مريم].



    وما من نبي إلا قال لقومه:{...اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ...[59]}[سورة الأعراف].



    وهو ركن ركين للتمكين في الأرض:{ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[41]}[سورة الحج].



    أما أهله فأكرم بهم:


    لهم الفلاح بأمرهم ونهيهم:{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[104]}[سورة آل عمران].



    وبُشروا برحمة الله في آخر الآية التي وصفت المؤمنين بالأمر والنهي:{ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[71]}[سورة التوبة].



    وسبحان الله يعطون مثل أجور من سبق من هذه الأمة: قال صلى الله عليه وسلم: [ إِنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمًا يُعْطَوْنَ مِثْلَ أُجُورِ أَوَّلِهِمْ يُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ] رواه أحمد وصححه الألباني.



    وما أعظم منـزلتهم: وهذا ما استنبطه الحسن رحمه الله من قوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ[21]}[سورة آل عمران]. قال الحسن رحمه الله: ' إن في هذه الآية دليلاً على أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر تلي منـزلته عند الله منـزلة الأنبياء، فلهذا ذُكر عقيبهم ' .



    ولقد كان السلف يرون من لا يأمر ولا ينهى في عداد أموات الأحياء: قيل لابن مسعود: من ميت الأحياء؟ فقال:' الذي لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكرًا' .



    سنن الله تعالى في خلقه ثابتة لا تتغير، ولا تحابي أحداً، ولا تتخلف عند وجود أسبابها:



    هذه صرخة نذير، وصيحة تحذير، ألا يا قوم انتبهوا قبل أن تحل اللعنة، إنها لعنة لعنها الله في كتابه، تذكرة وعبرة:{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ[78]كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[79]}[سورة المائدة]. فرحماك ربي، إنا لا نقوى على لعنتك







    من لعنات ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:



    1- كثرة الخبث : عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: [لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ] وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ:' يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ' قَالَ: [نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ]. رواه البخاري ومسلم. والخبث يكثر إذا أعلن المنكر في المجتمع ولا يوجد من ينكره، عندها يقصر المعروف ويعدم، فيعم الفساد، ويستوحش الأخيار، ويهلك العباد .



    2- إيذان الله بالعذاب الإلهي العام، والهلاك الشامل: وقد قال الله سبحانه عن أصحاب القرية:{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ[165]فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ[166]}[سورة الأعراف].



    وعَنْ جَرِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلَا يُغَيِّرُوا إِلَّا أَصَابَهُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتُوا]رواه أبوداود وابن ماجة وأحمد.



    3- الاختلاف والتناحر : وإن مما يدل على الارتباط الوثيق بينهما، انظر ماذا قال الله بعد قوله:{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[104]} قال بعدها مباشرة:{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ[105]}[سورة آل عمران]. وانظر لحال كثير من مجتمعات المسلمين خير شاهد على ذلك.



    4- عدم إجابة الدعاء: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ] رواه الترمذي وأحمد. إنها لعنة العظيم إذا غضب، وماذا يبقى للناس إذا أوصدت من دونهم رحمة الله؟ لمن يلجئون؟ فالبدار.. البدار قبل أن تحلَّ اللعنة .



    5- ظهور الجهل، واندراس العلم، واختفاء معالم الدين: فيكون الدين غريباً، فالمنكر إذا ظهر فلم يُنكر؛ نشأ عليه الصغير، وألفه الكبير، وظنوه مع مرور الزمن من الحق، عندها ينكرُ على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ويعظم الساكت، قال الإمام أحمد:' يأتي على الناس زمانٌ يكون المؤمن فيه بينهم مثل الجيفة، ويكون المنافق يُشار إليه بالأصابع' قيل يا أبا عبد الله: وكيف يُشار إلى المنافق بالأصابع؟ فقال :'صيروا أمر الله فضولًا' . وقال: المؤمن إذا رأى أمراً بالمعروف، أو نهياً عن المنكر؛ لم يصبر حتى يأمر وينهى- يعني: قالوا في هذا فضول- والمنافق كل شيء يراه قال بيده على فمه، فقالوا:نعم الرجل، ليس بينه وبين الفضول عمل'.



    وها هو اليوم يقال في كثير من المجتمعات لمن يأمر وينهى أنت تتدخل فيما لا يعنيك، ليس لك شأن، حتى أصبح المعروف منكراً، والمنكر معروفاً.



    6- تسليط الأعداء: فإن الله عز وجل قد يبتلي المجتمع التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأن يسلط عليهم عدواً خارجياً، فيؤذيهم، ويستبيح بيضتهم، ويتحكم في رقابهم وأموالهم .



    والتاريخ حافل بشواهد على ذلك، انظر للمسلمين في الأندلس كيف تحولت عزتهم وقوتهم منعتهم لما شاعت بينهم المنكرات بلا نكير إلى ذل وهوان سامهم إياه النصارى حتى بيع سادة المسلمين آنذاك في أسواق الرقيق وهم يبكون، كما قال الشاعر :




    فلو رأيت بكاهم عند بيعهـملهالك الوجد واستهوتك أحزانُ




    7- الأزمات الاقتصادية : نعم إن المجتمع الذي يُفرِّط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تتلاطم به أمواج الفقر والضوائق، ويذوق ويلات الحرمان، فالربا يعلن فيه ويستعلن به، والرشوة يجاهر بها، والغش يضرب بأطنابه في بيوع المجتمع، وأكل أموال الضعفاء، والشفاعات التي يؤخذ بها حقوق الغير، كل هذه وغيرها إذا سكت عنها ولم تنكر، عندها تحل بالمجتمع ضائقات المال، وما ظلمهم ربك ولكن بما كسبت أيديهم .{فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ[102]}[سورة يونس].



    8- بالنسبة للفرد: اسوداد قلبه وتنكيسه: قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ] رواه البخاري ومسلم.



    ألا إنها حقاً لعناتُ واسعة، وعقوبات قاضية، لكنها سنة الله الماضية، وصدق الغزالي رحمه الله إذ يقول في الإحياء: ' فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم لهذا الدين وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، ولو طوي بساطه، وأُهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد ' . لذا نقل طائفة من أهل العلم الإجماع على وجوبه، وأنـه من شعائر الإسلام الظاهرة كالنووي والجصاص وابن حزم وغيرهم، بل وقرر شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى بما أنه من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة، فإنه تقاتل الطائفة الممتنعة عنها .


    أصناف وشبهات المخذلين عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:



    1- من الناس: من يجالس أصحاب المنكر وهو يعلم مُنكرهم، ويخالطهم وهم متلبسون به، ويتعلل بأنه ليس مقراً لهم وأنه منكر عليهم بقلبه



    فلمثل هذا يقال: إن الله لم يُعذرك أن تنكر بقلبك فقط إلا عندما لم تستطع بلسانك ويدك، فكيف تسكت وأنت ترى المنكر، ومن يمنعك عن الكلام أم أنه خوف المعاتبة، وقطع العلاقة بينك وبينهم، وخشية السخرية، وهب أنك حقاً لم تستطع الإنكار بلسانك، ولا يدك، فإن الإنكار بالقلب يستلزم مفارقة أهل المنكر ومنكرهم:{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ...[140]}[سورة النساء].



    2- ومن الناس: من يتعلل بقوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ...[105]}[سورة المائدة]. فيفهم أنه إذا اهتدى، فلا عليه من أحد فلا يأمر ولا ينهى.



    ولمثل هذا يقال: عن هذه الآية سئل حذيفة بن اليمان، فأجاب: ':{عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} إذا أمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر' .



    3- ومن الناس: من يتعلل بأن هذا الأمر مسئوليته على العلماء ، أو الهيئات وأهل الحسبة.



    ولمثل هذا يقال: أين هؤلاء من حديث: [ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ]رواه مسلم. [مَنْ رَأَى] إذاً: هو لكل مسلم رأى ذلك .



    ولاشك أن العلماء وطلبة العلم والهيئات عليهم من الحق ما ليس مثله على غيرهم، لكن سكوت المجتمع واكتفاء أفراده بحوقلات وأنات في زوايا المجالس، هذا الأمر لا ينفع ولا يجدي، بل لابد من الإنكار بالطرق الشرعية، وإلا الساكت شيطان أخرس .



    4- ومن الناس: من يكون الحياء وعدم الجرأة على الحق، والخوف من الرد شبحاً شيطانياً ماثلاً أمام ناظريه، تجده يقدم رجلاً ويؤخر أُخرى، والشيطان يقول له انتظر، قف قليلاً، حتى يفعل صاحب المنكر منكره ويمضي وهو يتعلل بلعل وعسى.



    ولمثل هذا يقال: صاحب المنكر يعلن منكره أمام الناس، ويجاهر به ولا يبالي، وصاحب الحق لا يستعلن بحقه بل يخفي ويداري، ألا تخشى اللعنة قبل أن تحل، وما هذا إلا فعل بني إسرائيل { كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[79]}[سورة المائدة]. وإنها لتحتاج إلى كسر حواجز الأوهام، ومن ثم يُصبح الأمرُ أمراً عادياً عند الشخص . وهب أنه رَدَّ عليك، أو استهزئ بك، فالأنبياء والرسل أشرف منك، وحصل لهم ذلك وأعظم، فاصبر وصابر، وأمر وبادر .



    5- ومن الناس: من إذا وقع المنكر وطُلب منه الإنكار يتعلل بأنه قد وقع وانتهى الأمر، فليس في الإنكار فائدة.



    ولمثل هؤلاء: يردَّ الله سبحانه، فيقول:{ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[164]}[سورة الأعراف]. إن الله لم يطلب منا النتيجة، بل أمرنا بالبلاغ وبذل السبب، والله سبحانه من وراء ذلك . وسواء تغير المنكر أم لم يتغير كفاك أنه إبراء للذمة أمام الله، ناهيك أن الرائي يرى أن المنكر إذا أُنكر لاسيما من أناسٍ كثيرين؛ غُير هذا المنكر، أو خُفف ضرره، أو تأخر شرٌ كثيرٌ كان سيأتي تباعاً بعده .أما أن تقع الفواجع، ويُقال: وقعت وانتهى؛ فلا، لأن الشر خطوات، وشياطين الإنس والجن لا تكفََّ عن الوسوسة .



    نحن في زمنٍ كثرت فيه الفتن والمنكرات، والشهوات والمغريات، ورسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكاد تضعف في أوساط كثيرٍ من الناس، لذا ينبغي أن تكون تلك الرسالة مسئولية الجميع، تمارس في بيوتنا ومحيط أُسرنا، يمارسها المعلمون والمعلمات مع طلابهم وطالباتهم، يمارسها الطلاب فيما بينهم وهم يرون بينهم من المنكرات ما قد لا يراه غيرهم، يمارسها الموظفون في دوائر أعمالهم، الجيران مع جيرانهم، انظر إلى البيت الذي يليك: فيه ولدٌ لا يصلي ماذا قدمت له؟ انظر إلى ذلك البيت الذي أمامك في أعلاه طبق فضائي هل نصحت صاحبه؟ بادر أُخي قبل أن تحل اللعنة .







    انظر إلى شوارع المسلمين وما فيها ماذا قدمت؟ هل أمرت هل نهيت؟ يقول ابن القيم رحمه الله:'وأيُّ دين، وأيُّ خيرٍ فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تُضاع، ودينه يُترك، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يُرغب عنها، وهو بارد القلب، ساكتُ اللسان؟ شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم؛ فلا مبالاة بما جرى على الدين... '.



    ألا وإنه مما ينبغي التنبيه عليه: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مجرد عاطفة تثور ثم تخبو، ولا مجرد حماس طارئ ثم ينتهي، وهذا مكمن خطأ ينبغي النظر إليه، وهو ألا نعيش حياتنا ردود أفعال، بل يواصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل وقت وآن، فأهل المنكرات يبذلون لباطلهم ولا يفترون، ويجتهدون ولا ينقطعون، والصراع بين الحق وأهله، والباطل وأهله قائم يوم أن قامت السموات والأرض، ومستمر حتى قيام الساعة .







    من محاضرة:'قبل أن تحلَّ اللعنة‍ !‍‍‍‍‍!' للشيخ : فيصل الشدي

    منقول[/align]

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    ][ عالمي .. الخاص ][
    المشاركات
    11,044
    معدل تقييم المستوى
    12

    افتراضي

    صفوووه

    الله يبارك فيك خيو / خيتو

    والله يجعله في موازين حسناتك

    تقبل مروري

  3. #3
    ... عضو ذهبي ...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    601
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    يسلمممممممممممموا
    ع الموضوع الراااائع

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    رائع بارك الله فيك وجوزاك كل خير على الطرح الرائع وربى ينفع بك ويثيبك اختى الكريمه


  5. #5
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي



    جــــزاك اللـه كــل الخــير

    وســلمت أنـاملك لما طــرحــته لنـا

    وبــارك اللـه فـيك

    ويــعطـيك ربـي الـعافـية وجعله في موازين حسناتك

    دمتم بخير

المواضيع المتشابهه

  1. باريس 18000 بسم الله ما شاء الله تبارك الله باكستان في قلوبنا
    بواسطة ¶ بــآريــس ¶™ في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 18-05-2011, 01:00 PM
  2. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-10-2007, 08:12 PM
  3. مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 15-06-2006, 05:17 PM
  4. مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-06-2006, 10:08 PM
  5. الله الله اكبر(النحل يكتب اسم الله على شكل خلية))صور!!!!!!!!!!!!!!!!
    بواسطة برنس الاشواق في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 27-07-2005, 03:07 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •