تـــــ ع ـــريف الـــ ع ـــزابي
العزابي
هو مخلوق يشبه أسلوبه في التفكير الإنسان
ولكن
يختلف حسب البيئة المحيطة به......
يعيش على الأرض و يمشي على قدمين
و يمتلك الحواس الخمسه....
غرفة العزابي عادة ما تكون مطلة على الشارع
سواء في الدور الأرضي
أو على السطح
ليتسنى له مراقبة الرايحه والجاية
و ليضع المسجل على الشباك و يملاْ الحارة طرباً
تعبق الغرفة أحياناً برائحة الرطوبة الممزوجة
برائحة( جرابات )
تتطاير في زواياها مجموعة ملابس
بحاجة للغسيل
وعلى الجدار كما هي العادة
توجد صورة مقطوعة من مجلة
لسيارة فارهة أو مطربة مايصه!!
توجد علاقة ملابس خلف باب الغرفة
تستصرخ واسلاماه ....لشدة ما حملت من ملابس
السرير مقوس من الوسط
أما تحت السرير فهناك بعض المناديل المستعملة
مصحوب بجوارب بالإضافة إلى الغبار الأزلي
بجاني السرير يوجد مسجل
لا يكاد يظهر من زحمة الأشرطة المهترئة حوله
بالإضافة إلى علبة سجائر و منفضة سجائر
فاضت بما فيها من (قشر بزر)
و أعقاب سجائر وقع معظمها على أرضية الغرفة
توجد على الجدار بعض
الكتابات المعهودة
كرقم موبايل أو تاريخ ميلاد بنت
أو عبارة متداولة بين الشباب تدل على ضنك العيش و اليأس من الأوضاع المهيمنة على الساحة العزابية:36_1_2[1]:
في ركن الغرفة تقبع إحدى كاسات الشاي
التي استخدمها عزابي زائر
أثناء لعبة طرنيب ليطفئ بها السجائر كنوع من اللامبالاة
و على الطاولة - أن وجدت-
ترى بعض كتب الشعر أو الغزل بجانبها دفتر ملون على أهبة الاستعداد لاستقبال قلم العاشق الولهان
ناهيك عن علب العصير الفارغة و قشور الفواكه و أوراق الساندويشات
التي صارت من معالم الغرفة
و لا ننسى المرأة المكسورة على أحدى أبواب الخزانة المخلوعة
و فرشاة الشعر ترافقها علب الجل
هذا وصف تقريبي لغرفة عزابي يأتي أخر الليل إلى غرفته و قد نال كل جزء في جسمه نصيبه من التعب
عيونه ذبلت من النظر إلى الصبايا
ومن كثر النوم
و أذنه قد صدئت من الموبايل
ومن قلة التنظيف
يديه لها رائحة غريبة
قدميه بيضاء من غير سوء لأنه لم يستبدل جواربه منذ أسبوع أما الرائحة فحدث و لا حرج
صدره يئن من دخان الشيشة
يدخل الغرفة و يلقي بما في يده من أشياء مفاتيح لا لزوم لها أو كيس فيه علبة بيبسي و ساندويتشه أو باكيت فايسروي و قداحه
يجلس على السرير و يخلع حذائه ثم يدسه تحت السرير و يخلع جواربه و يضعها على المخدة!!
يخرج الموبايل ليتفقد الرسائل الواردة
ثم يتذكر أنه لم يغير ملابسه فيبدأ بفك الأزرار و هو ما زال دون وعي
يقلب بالمسجات
يخلع ملابسه و يلقي بها عشوائياً في أنحاء الغرفة
وردت له عدة مسجات لم يتمكن من الرد عليها فهو لا يملك رصيد و ليس معه سوى بعض النقود ليشتري باكيت دخان و يمشي نفسه بالباقي إلى أن تحن عليه الماما بالمصروف
يلقي بالموبايل جانباً ثم يشعل سيجارة و يفتح المسجل ليستمع إلى ما تيسر من أغنيات عبد الكريم
يأخذ نفس عميق ثم يتنهد بقوة يبدأ بالتفكير و يسرح في دنيا بعيدة يحلم عادة بالمستقبل يحلم و يحلم و يحلم
هاهو يشتري سيارة فايعة و عنده مليء بالخدم و الجواري
وهاهم أولاده يلعبون حوله
سوف يبني لهم مسبح ويشتري لهم كل ما كان هو محروم منه
هاهو يدخن السيجار الفاخر
و يحلق ذقنه كل صباح
أنه يحاول أن يغطس في المسبح الجديد
1......2........3......
هوب!!!!!!!!!!!!!!
لقد سقط من فوق السرير و ارتطم رأسه بحذائه
مرة أخرى استيقظ ليرى أنه ما زال في ذات الغرفة
و ما زال عبد الكريم عبد القادر ينوح(عانييييييت كم عانيت)
نهض و أقفل المسجل و كفى وجهه على السرير و نام من جديد
:173[1]: ان شاء الله تعجبكم
مواقع النشر (المفضلة)