[align=center] عجيب أمرك !

عجيب أمرك يا نفس ... تأتين وتذهبين ... تسرحين وتمرحين ... تلهين وتلعبين ...

تضحكين وتعبثين ... كل هذا وأنت غافلة ... ناسية أو متناسية ... جاهلة أو متجاهلة !

فإذا ما كادت مصيبة تلم بك ، أو مسك ضر ، أو شعرت بالحزن في لحظة ما صمت ّ ...

سكنت ... وربما بكيت ... وعندها .. عند أمثال تلك اللحظات ... عندها تتذكرين !

تتذكرين ما أنت ... من أين جئت ... ولم جئت ... وإلى أين تمضين ؟

تتذكرين نفسك يا نفس !

وتتذكرين الله !

في مثل هذه اللحظات القاسية والأوقات الصعبة تتذكرين الله ... تلجئين إليه ... تشعرين

بالحاجة إليه ... تتمنين أن لو تأنسين بالقرب منه والركون إلى جواره واستشعار

لذة مناجاته

وعندها ليتك تعودين ! ليتك ترجعين ! ليتك تتوبين !


وبعدما يفرج الله ما بك من كرب ، ويكشف ما نزل بك من ضر ، ويخفف ما وجدت من هم

إذا شاء ، فإذا ما عدت إلى سابق طبيعتك تراك هل تظلين تذكرين الله ؟؟

" وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه

من قبل " من سورة الزمر


فإنك بعد أن من الله عليك بإخراجك من ظلمات الضيق وأسبغ عليك هذا الفضل العظيم ،

تبدلت أحاسيسك التي انتابتك أثناء الكرب ، بل انقلبت تماما ، فأين ذلك الهدوء ؟

وأين تلك الاستكانة ؟ وأين ذلك القرب الذي شعرت به من خالقك ؟

لقد ذهب ذلك كله وحل محله اللهو والعبث والكبر وحب الدنيا والتكالب على حطامها

وجحد نعم الله !


نعم ... لقد حدث ذلك بدلا من أن يزداد قربك من ربك واستشعارك لعظيم فضله عليك ،

وشكرك له ، وعزمك على العودة الخالصة إليه ، والتحرر من أسر الدنيا وقيود ملذاتها

إلا ما كان ضروريا منها


هذا هو حالك يا نفس ... حالك الذي تعرفينه ولكن لا تعترفين به حتى لنفسك ... فأرجو

أن أكون بكلماتي هذه قد لمست نقطة من الخلل عندك ، وأكون قد نبهتك لأمرك العجيب

لتتأملي في حالتك وتري مدى رضاك عنها لعلك ترجعين ، لعلك ترجعين ، لعلك ترجعين

إلى من أنت موقنة أنه لا ملجأ ولا منجى ولا مفزع ولا مفر لك إلا إليه


منقول [/align]