مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سيدنـــا عمـار بن يـــاسر - رضوان الله عليــه -

  1. #1
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    ` Maze `
    المشاركات
    15,963
    معدل تقييم المستوى
    16

    Sun سيدنـــا عمـار بن يـــاسر - رضوان الله عليــه -

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جمعـت بحثآ مبـارك عن عمـار بن ياسر رضوان الله عليــه

    عمار بن ياسر

    كان الناس في مكّة يعيشون في جهل و ظلام .

    يظلم القويّ الضعيف و يسلبه حقه فلا ينصره أحد ، و كان زعماء قبيلة قريش يشتغلون في التجارة ، فكانت لهم رحلتان تجاريتان كلّ عام .

    في فصل الصيف تذهب قوافلهم إلى الشام ، و في فصل الشتاء يتجهون إلى اليمن .

    و أهل مكّة فيهم فقراء و فيهم أثرياء ، فالأثرياء يظلمون الفقراء و يقهرونهم ، و بعض الفقراء يعيشون عبيداً لا يملكون شيئاً حتى حرّيتهم .

    و في ذلك الزمان عاش سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) ، كان يذهب إلى جبل حراء ، يفكّر في مصير الناس ، و يفكر في قومه و في عبادتهم للأصنام و الأوثان .

    و ذات يوم و عندما بلغ سيّدنا محمّد من العمر أربعين سنة هبط عليه الوحي ، يُبشِّره بالإسلام رسالة الله سبحانه إلى الناس جميعاً .

    و هبط سيّدنا محمّد من الجبل و هو يحمل معه رسالة الإسلام لكي يعيش الناس إخواناً متحابين .

    أصغى الفقراء و المظلومون إلى نداء الإسلام فآمنوا به و امتلأت قلوبهم بحبّ الإسلام .

    و سمع الظالمون من تجّار قريش و أثريائها فحقدوا على سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) و راحوا يكيدون للإسلام و المسلمين .

    كان أبو جهل أكثر المشركين حقداً و كان يؤذي سيّدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) كثيراً .

    دار الأرقم

    كان سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) يجتمع بالمؤمنين سرّاً في دار الأرقم ، حتى لا ينكشف أمرهم فيتعرّضون لانتقام أبي جهل و أبي سفيان و غيرهما من المشركين .

    و ذات يوم جاء عمّار بن ياسر فوجد رجلاً واقفاً عند الباب فقال :

    ـ ماذا تفعل هنا يا صهيب ؟

    أجاب صهيب :

    ـ جئت أسمع كلام محمّد . . و أنت ؟

    قال عمّار :

    ـ و أنا أيضاًَ جئت أسمع كلامه .

    و دخل عمّار و صهيب ، و راحا يصغيان بخشوع إلى كلمات الله و آيات القرآن الكريم .

    شعر عمّار بالإيمان يملأ قلبه ، كما تمتلئ السواقي بماء المطر .

    و عندما أراد عمّار و صهيب أن يخرجا قال سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) :

    ـ امكثا هنا إلى المساء .

    كان رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يخشى عليهما من انتقام قريش .

    انتظر عمّار حتى حلّ الظلام فخرج من دار الأرقم و أسرع نحو منزله .

    كانت اُمّه تنتظر عودته بقلق ، و كذلك كان أبوه هو الآخر ينتظر عودته .

    عندما دخل عمّار ، عمّت الفرحة البيت الصغير . و راح عمّار يحدّث والديه عن الإسلام دين الله .

    آل ياسر

    ينتمي عمّار في نسبه إلى قبائل اليمن ، و لكن ما الذي جاء به إلى مكّة ؟

    جاء والده ( ياسر ) مع أخويه الحارث و مالك يبحثون عن أخيهم الرابع الذي انقطعت أخباره .

    بحثوا عنه في كلّ مكان ، ثم جاءوا إلى مكّة للبحث عنه فلم يعثروا على أثر له .

    أراد الحارث و مالك العودة إلى اليمن ، و لكن ياسراً فضّل البقاء في مكّة قرب بيت الله الحرام .

    لجأ ياسر إلى قبيلة بني مخزوم و أصبح كأحد أفرادها و تزوّج جارية اسمها سميّة .

    و تمرّ الأيام و تنجب سميّة صبياً فسمّاه أبوه عمّاراً .

    عمّار

    ولد عمار بن ياسر قبل عام الفيل بأربع سنين أي قبل ولادة سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) الذي وُلد في عام الفيل .

    و عندما أصبح شاباً ، تعرّف على سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) و أصبح صديقاً له .

    كان يحب سيدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) لأخلاقه و أمانته و إنسانيته .

    و ذات يوم كان يتمشى مع سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) بين جبل الصفا و جبل المروة و كان عمره تسعاً و عشرين سنة و عمر سيدنا محمد خمساً و عشرين سنة ، جاءت هالة أخت خديجة بنت خويلد و تحدّث مع عمار حول فكرة زواج سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) من خديجة ، و وافق سيدنا محمد حيث تمّ الزواج المبارك .

    و عندما بعث الله سيدنا محمداً برسالة الإسلام آمن عمار و والده ياسر و اُمه سميّة .

    الانتقام

    سمع أبو جهل بإسلام عمار و والديه فجنّ جنونه .

    قاد أبو جهل جماعة من المشركين و اتجهوا إلى منزل ياسر . كانت في أيديهم المشاعل فأحرقوا الدار و اقتيد ياسر و عمار و سمية إلى الصحراء خارج مكّة .

    قيّدوهم بالسلاسل ، و بدأوا بتعذيبهم .

    في البداية انهالوا عليهم بالسياط حتى سالت الدماء .

    ثم جاءوا بمشاعل النار و راحوا يكوون أجسادهم .

    و ظلّت هذه الأسرة الصغيرة المؤمنة ثابتة على إيمانها .

    جاء أبو جهل بالصخور و وضعها فوق صدورهم ، كانوا يتنفسون بصعوبة و لكنّهم ظلوا على إيمانهم .

    حان وقت الظهر و اشتدت حرارة الشمس فعاد أبو جهل و المشركون إلى مكة و تركوا الأسرة تحت أشعة الشمس الحارقة .

    و في الأثناء مرّ سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) و رآهم على هذه الحالة فبكى رحمة لهم و قال :

    ـ صبراً يا آل ياسر إنّ موعدكم الجنّة .

    قالت سميّة و قد ملأ قلبها الإيمان :

    ـ أشهد انّك رسول الله و أن وعدك الحقّ .

    عاد الجلاّدون يتقدّمهم أبو جهل و بيده حربة طويلة و بدأ يعذّبهم بالحديد و النار .

    فقد عمار و ياسر و سمية وعيهم ، فرشّوهم بالماء ، و عندما أفاقوا صاح أبو جهل بسمية :

    ـ اذكري الآلهة بخير و محمداً بسوء .

    بصقت سميّة في وجهه و قالت :

    ـ بؤساً لك و لآلهتك .

    شعر أبو جهل بالحقد ، فرفع الحربة عالياً و سدّد ضربة إلى بطنها و راح يمزّق جسمها بالحربة حتى قتلها ، فكانت سميّة أول شهيدة في تاريخ الإسلام .

    و اتجه أبو جهل إلى ياسر و راح يركله بقدمه على بطنه حتى قتله و استشهد ياسر تحت التعذيب الوحشي .

    رأى عمار ما حلّ بوالديه فبكى . و انهال عليه أبو جهل و المشركون بالسياط و أنواع العذاب ، و صاح أبو جهل :

    ـ سوف أقتلك إذا لم تذكر آلهتنا بخير .

    لم يتحمّل عمّار ذلك التعذيب الوحشي فقال :

    ـ اعل هبل .

    ذكر عمّار آلهتهم بخير لكي يكفّوا عن تعذيبه ، عندها حلّوا وثاقه و تركوه .

    الإيمان في القلب

    جاء عمّار إلى سيدنا محمّد يبكي ، لم يكن يبكي من أجل والديه و لا من أجل نفسه و ما رآه من عذاب ، جاء يبكي لأنه ذكر الأوثان بخير .

    الجهاد في سبيل الإسلام

    مرّت الأيام و الشهور و شاء الله سبحانه أن يثأر للمظلومين من الذين اضطهدوا للمسلمين في مكّة و نهبوا أموالهم و صادروا حقوقهم .

    وقعت معركة بدر ، و كان عمّار في طليعة المقاتلين ، الذين خرجوا لاعتراض قافلة لقريش قادمة من الشام .

    جاءت الأخبار المشركين في مكة قد ألفوا جيشاً بقيادة أبي جهل و أنهم يتجهون نحو المدينة .

    استشار النبي أصحابه ، و استقر الرأي على مواجهة المشركين .

    بعث سيّدنا محمّد عمار بن ياسر و عبد الله بن مسعود لجمع المعلومات عن عدد أفراد الجيش و عن عدّتهم .

    قام عمّار بمهمته خير قيام و كان شجاعاً جريئاً فاقترب من قواتهم ليلاً و طاف حول معسكرهم لجمع المعلومات .

    عاد عمّار و معه صاحبه إلى سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) قال عمّار :

    ـ إن القوم مذعورون خائفون ، و أن الفَرس يريد أن يصهل فيضربه صاحبه على وجهه ، و السماء تسحّ عليهم بالمطر .

    كانت المعلومات التي قدّمها عمّار حسّاسة جدّاً ، فقد أشار إلى حالتهم المعنوية المتردّية ، و حالة الخوف المسيطرة عليهم ، كما أشار إلى غزارة الأمطار و طبيعة الأرض و الطين التي ستحّد من قدرتهم على الحركة .

    و في الصباح عندما استيقظ المشركون وجدوا آثاراً غريبة فجاء " مبنه بن الحجاج " و كان عالماً بالأثر ، فصاح : و اللات و العزى هذا أثر ابن سمية و ابن اُم عبد أي عبد الله بن مسعود .

    المعركة

    في صباح يوم السابع عشر من شهر رمضان سنة 2 هجرية وقعت معركة بدر الكبرى . . أوّل معركة في تاريخ الإسلام ، و نصر الله المؤمنين على المشركين .

    كان عمّار يقاتل بحماس المسلم الذي يؤمن بالنصر أو الشهادة .

    و عندما انهزم المشركون ، شاهد عمّار " أبا جهل " جثة هامدة ، فتذكّر تلك الأيام التي كان فيها أبو جهل يؤذي المسلمين و يعذّب والديه الشهيدين ياسر و سميّة . و ها هي سيوف المظلومين تقتصّ من الظالمين .

    رفع عمّار عينيه إلى السماء و شكر الله سبحانه على نصره .

    عمّار مع الحق

    بلغ عمّار من العمر ستين سنة ، و لكنه كان يفوق الشباب في حماسه من أجل الجهاد في سبيل الله .

    كان عمّار عميق الإيمان بالله شديد الحبّ لرسول الإنسانية سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) و كان النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) هو الآخر يحبّ صديقه القديم الذي رافقه شبابه و آمن به و نصره و وقف إلى جانبه .

    كان سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) يشيد بمنزلة عمّار في المناسبات ، فمرّة قال ( صلى الله عليه و آله ) :

    ـ عمّار مع الحق و الحقّ مع عمّار يدور معه كيفما دار .

    و فيه قال :

    ـ طوبى لعمّار تقتله الفئة الباغية .

    ـ إن عمّاراً قد ملئ إيماناً إلى أخمص قدميه .

    ـ يا عمّار تقتلك الفئة الباغية و آخر زادك من الدنيا ضياح ( إناء ) من لبن .

    و تمرّ الأيام و الشهور و الأعوام و عمّار إلى جانب سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) يجاهد في سبيل الله أعداء الإسلام و الإنسانية .

    وفاة النبي ( صلى الله عليه و آله )

    في السنة الحادية عشر من الهجرة توفي سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) فحزن المسلمون جميعاً ، و بكى عمّار رسول الله و صديقة القديم و تذكّر أيام الشباب في مكّة و أيام الجهاد .

    و ظلّ عمّار ( رضوان الله عليه ) وفيّاً لإسلامه مجاهداً في سبيل الدين ، يقول كلمة الحق و لا يخاف أحداً إلاً الله .

    كان عمّار يحبّ عليَّ بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) لأنّه طالما سمع سيّدنا محمّداً يقول :

    ـ يا علي لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق .

    ـ يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انه لا نبيّ بعدي .

    و في عودته من حجّة الوداع رأى عمّار ( رضوان الله عليه ) سيّدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) يمسك بيد سيّدنا علي بن أبي طالب و يرفعها عالياً و يقول :

    ـ من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه

    اللّهم والِ من والاه و عادِ من عاداه

    و انصر من نصره و اخذل من خذله

    لهذا كان عمّار يعتقد أن عليّ بن أبي طالب هو خليفة سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) .

    تحياتي

  2. #2
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    ` Maze `
    المشاركات
    15,963
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    وين الردود ....؟

المواضيع المتشابهه

  1. حكم من سب الله - الدين - الرسول - الصحابة رضوان الله عليهم
    بواسطة اميرالقلوب في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-07-2008, 10:26 PM
  2. الصحابــه - رضوان الله عليهم-
    بواسطة !.همسة العسكرٍي.! في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-09-2007, 02:23 AM
  3. مصير من يسب ابو بكر وعمر - رضوان الله عليهم-
    بواسطة !.همسة العسكرٍي.! في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 07-06-2007, 01:24 PM
  4. ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
    بواسطة جنون إنسان في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-01-2007, 09:36 AM
  5. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29-08-2006, 07:04 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •