هل جربت الوقوف عاريا أمام أشعة فوكس؟؟

سمعنا كثيرا عن أشعة إكس والأشعة تحت الحمراء والأشعة البنفسجية ...إلخ

نحتاج أحيانا لأخذ أشعة لجزء معين بالجسم تحت طلب الطبيب المعالج.

ومن منا لم يقف مستسلما أمام جهاز أشعة إكس لأخذ صورة شعاعية لجزء

من جسمه في يوم من الأيام ...؟

ونعلم تماما التعليمات التي تعطى لكل من يدخل غرفة الأشعة ...

• يطلب من المريض خلع أي أجزاء معدنية يرتديها أو تكون بحوزته.

• وتحرص الممرضة على ملاحظة وتفتيش المريض تفتيشا دقيقا لإن

• الأجزاء المعدنية تضر الجهاز ولاتظهر الأشعة بالشكل المطلوب ...

وسواء كنت رجلا أو امرأة يتوجب عليك خلع الساعة والأزرار المعدنية

وابعاد جهازك الجوال ...ولو كان في ثيابك أجزاء معدنية مثل السحاب

أو إزرار البنطلون فستضر لخلع البنطلون .....

وقد تطلب منك الممرضة الكشف عن الجزء المطلوب من جسدك لأخذ

الأشعة وفي الغالب تطلب منك خلع كامل الثياب لنتيجة أفضل ...





هذه مقدمة بسيطة لموضوعي عن أشعة فوكس ...والغرض منها التنويه

ووضع صورة واضحة للمقارنة بين أشعة إكس وأشعة فوكس ...

اليوم أتمنى أن يقف الجميع أمام أشعة فوكس وبكل شجاعة ...

أشعة فوكس لاتجرى في مستشفى ولا غرفة مغلقة ولابطلب من طبيب

مختص لغرض طبي ...

أشعة فوكس تجريها أمام جمهور من البشر وتقف فيها عاريا ( من الكذب

والحيل ومشاعر الكراهية والصور الكريكاتورية التي ترسمها في ذهنك

لمن حولك ...) وهكذا فأنت مضطر يابطل للتعري من هذه المشاعر لإنك

لو لم تتعرى منها فستتعرض لمسائلات محرجة ؟؟

أشعة فوكس جهاز ذو معيار دقيق يفوق في دقته جميع الأجهزة المعروفة

وصور الأشعة غير خاصة بل تعرض لجميع من تعرفهم من معارف وأقرباء وأصدقاء ....

أشعة فوكس لاتظهر العظام أو الأعضاء الداخلية البشرية ...

إنها أخطر أشعة اخترعها الإنسان فهي اشعة تخترق عظام الجمجمة وتصل

لجميع المشاعر الشخصية المخبوءة في الذاكرة المؤقتة والدائمة ...

بصورة أبسط ...أنت تقف أمام أشعة فوكس المسلطة على دماغك والقادرة

على استخراج جميع مشاعرك الآدمية تجاه زوجتك وأخوتك ووالديك

وأصدقائك وأعدائك ومعجبيك الذين اجتمعوا لمشاهدة النتائج الباهرة ...


وتخيل عندما تقرأ زوجتك نتيجة الأشعة ...فأنت كنت تخدعها وتكذب عليها

فأنت متزوج عليها بالسر ...أما أخوانك فقد نصبت عليهم عندما استدنت

المبلغ المالي من أجل ديونك ...التي لم تكن سوى حيلة لإستثمار المبلغ

في الأسهم ...أما والديك فأنت غالبا ماتكذب عليهم بأنك قد تغيرت واستقمت

بينما أنت لاتزال على نفس الأسلوب من غش وخداع ...وتختلق الكذبات

لعدم زيارتهم التي لاتكون سوى مرة في السنة ....

صديقك المفضل تسميه المغفل وتسخر منه ومن غباءه لإنك تنصب عليه

صديقتك التي تعبر لها عن مشاعر الحب لم تكن سوى فتاة ساذجة تسلبها

مالها ومشاعرها بكل ذكاء وتشعرها بأنها أجمل فتاة في العالم بينما هي

فتاة بلهاء ناقصة الجمال لديها عقد نفسية ...


وتتسائل ....هل أنا ساذج لأقف أمام اشعة فوكس التي ستقلب كل موازين

حياتي وتؤلب الجميع من حولي ضدي بعد أن يقرأو انطباعاتي عنهم؟

لا لست ساذجا ولا مخيرا بل أنت مجبر ...لإن مشاعرك بدأت تطفو على

السطح وكذباتك البيضاء بدأت تسود وجهك أمام محبيك وأهلك ....

أنت الذي جعلت نفسك مريضا محتاجا لمرآة تعكس بعض الضوء

على حياتك القاتمة المملوءة بالكذب والحيل والنفاق ...


اللهم لاتحوج شخصا للوقوف أمام أشعة فوكس ...فإن أسوأ أنواع الفضائح

هي فضائح المشاعر الدفينة العكسية ...

لكن لماذا نقول عكس مانشعر به ؟ لماذا نقول للصديق أنت أفضل صديق

أنت منتهى الذكاء ...بينما العكس يبدو في عينيه ؟

لماذا نخون الزوج أو الزوجة ونستمر في الخيانة ونحن فخورين بقدرتنا

على اخفاء آثار الجريمة ؟؟

لماذا نداهن وننافق ونتملق بأنواع الكذب ...معتقدين بأننا نعيش بأسلوب

عصري ذكي ..يقول البعض هذا ليس احتيال ولكنه مراعاة لمشاعر الغير

حتى لانجرح مشاعر الزوجة ولا الأهل ولا الأصدقاء ...

لا أعلم مالذي يضطرنا لمعايشة رفيق أو صديق ثقيل الظل غبي الأسلوب

ولا مالذي يضطرنا لزيارة جيران استغلاليين أو أصحاب مصلحجيين

لماذا لانعامل الناس وكأن أشعة فوكس أمامنا دائما ...لماذا لانعامل الناس

وكأنهم يقرأون أفكارنا وشعورنا تجاههم ...

نحن أنفسنا هل سنقبل أن نكون مغفلين وفي موضع سخرية ...عندما نعلم

بأن من حولنا يسخرون منا وينعتوننا بمسميات هازئة ويكرهوننا من

أعماق أنفسهم ولايسيرون معنا إلا لمصلحة ؟؟

أخيرا ...أتمنى أن نقف مع تعاملاتنا الإجتماعية وقفة إنسانية صادقة

فالحياة لاتدوم ...وجهاز أشعة فوكس جهاز لم يخترع بعد ...ولكنه قد

يخترع في يوم من الأيام ....من يدري ...عندها سنضطر لإختراع

رداء يخفي مشاعرنا الملتوية الكريهة عن الأجهزة الفاضحة للمشاعر

...ولكن مايعلمه الجميع أن هناك يوم يقف فيه الإسنان عاريا من كل شيء

ولايقوى على تحوير الحقائق ولا اخفاء الدسائس ...

إنه اليوم الذي يقف فيه عاريا ضعيفا أمام كل الخلائق ليقول فضائحة بنفسه

فلماذا لانحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ؟؟