لا شك أن القرآن الكريم يحدث لقارئه وحافظه تميزاً.. كيف لا وهو كلام الله عز وجل الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وتحدى به العرب أن يأتوا بمثله بسورة فعجزوا عن ذلك. وقد أخرج أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الظلمات إلى النور حتى أصبحوا به بعد ذلك في التاريخ وأعطاهم من السمو والتألق ما جعلهم به يسودون على الأمم إلى يوم الدين.
فالقرآن هو المعجزة الكبرى التي أهلت على الدنيا حينما أنزل على رسوله فبلغه حتى ساروا في طريق الحق والهداية.. وهذا بفضل العقيدة التي اعتنقها بعد الجاهلية التي كانوا يعيشونها.
عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) رواه مسلم.
والتميز يكون في الأخلاق والمعاملات وطريقة التفكير والمنهج الذي ينهج في حياته العملية وفي مظهره وتوجهه واهتماماته وعلمه فكأنه قرآن يمشي على الأرض ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث قالت فيه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلقه قالت (كان قرآناً يمشي على الأرض). وقال صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به).
وليعلم أن له أجراً في الدنيا والآخرة، فقد روى عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عن آخر آية تقرأ بها) رواه الترمذي.
فالقرآن يحدث تميزاً كذلك في الشخصية الإسلامية بل إنهم من خيار أفراد المجتمع المسلم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وأياً كان فإن من يحمل في صدره القرآن فهو على خير كثير وهو نور الصدور والقبور.
مواقع النشر (المفضلة)