بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين تبني أحلامك
وتخطط لبناء أسوار حولها حتى لاتتحطم
يباغتك أحياناً طوفان تجريح من الناس او تثبيط للعزم
فتتحطم الأحلام
وانت ممسك بأول لبنة من لبنات أسوارك التي كنت تهم بإنشائها لحماية أحلامك
فهناك أناس تغضب وتستسلم
فيضربون بتلك اللبنة في الأرض ثم يخرون بجانبها باكين مولولين متكسرين
فتضيع أيامهم وربما شهور أو سنين من حياتهم وهم تارة يبكون
وتارة يحاولون الوقوف
وثم يتذكرون ذلك الطوفان
فيبكون من جديد
وبهذا تضيع حياتهم دون أدنى إستثمار لها
فيسلمون دفة حياتهم لشخص قد لايحسن قيادة هذه الدفة
فيغرق صاحبها في دوامات الضياع وانعدام الشخصية
ولكن هناك أناس أخرون يتصرفون بشكل آخر
فبدل أن يضربوا بتلك اللبنة في الأرض
ويخرون باكين بجانبها
فهم يمسكون تلك اللبنة ليجعلوها أول حجر لهم في بناء أحلامهم
فيبنون حياتهم من حطام ماضيهم
ومن قساوة تجاربهم
فهؤلاء
مع كل لبنة أو حجر يضعونه
يزدادون قوة وثباتاً وثقة بالنفس
هؤلاء
هم من يستطيعون أن يقودوا دفة سفينتهم إلى بر الأمان
من واقع خبرات في تجاربهم
وحسن تصرف في ردود أفعالهم
لا أريد أن أطيل الفلسفة أكثر
ولا أريد أن اكون في دور التربوي الناصح
بل أنا أنصح نفسي وأطرح أمامكم النصيحة ولا ألزمكم بها
فمادعاني أن أكتب الكلام أعلاه
هو كتاب قرأته منذ فترة
يتكلم عن كيفية تكوين الذات من العدم
والمقصود
هو كيفية بناء الشخصية من الحطام
فلكل منا في حياته سر
قد لايعرفه أحد
وقد يعرفه شخص أو اثنان
أو قد لايكون سراً
ولكن لايحب أن يطلع عليه مجموعة من أصدقائه
ومادعاني أن اكتب هذا الموضوع بصدق
هو سر في حياتي
حين قابلت شخصاً عزيزاً على قلبي
وأكتشف هذا السر بمجرد مقابلتي له بعد فترة طويلة من الانقطاع
قال لي:
أهنئك على هذه الروح التي لديك
وأهنئك على حبك للحياة
فلو كنت مكانك لما استطعت ان اكون بمثل حالك
فلم أجد مبرراً لتهنئته تلك
فكل ماهنالك
أنني مسلم
وأنني موكل أمري إلى الله
وأنني أحب الحياة كما يحبها كل الخلق
فلا داعي لأن أضيع أيام عمري في حزن وعزلة
بسبب أمر من الله وقضاء
فقد يكون هذا إبتلاء من الله
ليرى مدى تحملي وقبولي لما إبتلاني
فعلي أن أعيش يومي بابتسامه
وأصبر على ما أمر الله به
ولكن هذا لايعني أن لا أدعوه وأتوسل له وأرتجيه أن يرفع عني البلاء
ولكن كل هذا لايمنع أيضاً من أن لا أبني نفسي من حطام الماضي
ولايهم إن كان الطوفان جاء من الناس
أو جاء من الظروف
فكلها طوفان
ولكن من منا يستطيع أن يبني نفسه من بعد طوفان يحطم الأحلام
فهنا
تكمن الشجاعة وقوة الإرادة
وأنا وأعوذ بالله من أن أكون لنفسي مادحاً اوللناس مرائياً
شجاااااااع وقوي الإرادة
كلمات خرجت من صدري أعزي بها نفسي وأحاول أن أشد بها أزري
قد يقرأها البعض بعثرة حروف وكلمات
ولكن ستصل لمن يعرفني جيداً على أنها بعثرة آلام وأنين تجتمع لتكون صرخة مدوية في وجه الطوفان
لأتحدى بهذه الصرخه
عجز لساني
واتحدى بطيبة قلبي وصفاوة عقلي وتفكيري
كل من لايفهم حديثي
فأنا كنت جنون إنسان
ولازلت جنون إنسان
بعقله وبمنطقه وبأسلوبه
ولن يأثر فيّ
ما أخذه الله مني
أو بمعنى أصح إسترده له
بعد أن وهبني إياه
فله الحمد والمنه
فما أنعم علي به خير كثير وفير
فالأجدر أن أحمد ربي على ما أبقى لي
خير من أن أندب حظي على مارده إليه الله مني
كلمات مبعثرة
أتحدى بها نفسي
وأصبر نفسي على نفسي
والحمدلله على كل حال
ودمتم في حفظ الله
أخــــــــوكـــــــم
(( جـــــنـــــون إنـــــســـــان ))
مواقع النشر (المفضلة)