ما أن تتهيأ جودي روذيرا للنوم حتى تكون أسوأ فترات يومها قد حانت. فهي ترى في أحلامها رجالاً يحاولون طعنها، وصبيان يختفون في داخل الجدران وسقوفاً تهوي على رؤوس الناس وخيولاً تجمح عادية في أنحاء غرفة نومها.وتعاني جودي من اضطرابات النوم التي تجعلها تستيقظ خمس مرات في الليلة الواحدة وهي تصرخ فزعاً أو تلوّح بيدها مختنقة من فرط الرعب. واستضافت محطة البي بي سي جودي خلال تسجيلهم لحلقة خاصة عن اضطرابات النوم حيث أدلت جودي التي تملك شركة خاصة بالأعمال الفنية بتفاصيل معاناتها وروت فصول حكايتها مع هذه الحالة الغريبة. وتقول جودي: لقد عانيت طوال حياتي من اضطرابات النوم المتمثلة بالأحلام الغريبة المؤثرة على اليقظة. لا استطيع غالباً تذكر الحلم بعد استيقاظي من النوم. إلا أني استطيع تذكر بعض الأحلام، وهي بالغة الغرابة. فمن مطاردة مع عنكبوت طوله ثلاثة أمتار إلى رؤيتي للسقف وهو يهوي على رأسي. وكذلك فأنا أرى كوابيس مستمرة عن أشخاص يلاحقوني ويريدون طعني بسكين أو إطلاق النار عليَّ وتواصل جودي حديثها: "هناك حلم يتكرر معي وهو محاولتي تخليص صبي عالق في وسط الجدار. أحاول نبش الجدار من تشققاته حتى أخلص الولد. وحينما استيقظ أعلم أني بذلت كل ما بوسعي لتخليصه لأني أرى أني سرت أثناء النوم وخدشت ورق جدران الغرفة. كل الأحلام التي أراها مرعبة باستثناء ذاك الذي أرى فيه حصاناً صغيراً يهرول في أرجاء غرفتي". وتتابع جودي: أحلم خمس مرات في الليلة الواحدة. "لا يمكن أن يخلو نومي من هذه الأحلام حتى ولو غفوت لدقائق بسيطة. أما ردة فعلي فمتباينة أحياناً استيقظ وأنا ارتعش رعباً أو أصرخ بأعلى صوتي. كما تبدو مني حركات عصبية كأن ألوح بيدي أو أرفس بقدمي. بل إني انهض وأتجول في المنزل وأنا لا أزال نائمة. ويحصل أن استيقظ وأنا ممسكة بعنقي لاهثة".وتواصل جودي: "لا توجد أي علاقة بين واقعي وما أحلم به. فهذه الكوابيس تزورني منذ أن كنت في الخامسة من عمري. كنت أمشي كثيراً خلال النوم. ولا أزال اليوم كذلك إلا أن عدد حالات النوم أثناء المشي قلت. أتجول في المنزل وأنا نائمة وأفتح النوافذ وأحياناً أسير إلى الحديقة. كان والداي يشعران بالرعب، إلا أني لم أكن مدركة لم أفعله. هذه أفعال لا أسيطر عليها. وتؤكد جودي على أن الكوابيس لم تجعلها تخاف من النوم، إلا أنها تشعر بالقلق حيال شريكها الذي لم يعتد حتى الآن على صراخها وحركاتها العصبية أثناء النوم. وهي ترنو إلى مستقبل أفضل ولا تريد أن ينتهي بهما الحال بعد الزواج إلى أن يقيم كل منهما في غرفة مستقلة.وتقول جودي: قررت في الصيف الماضي أن استشير أحد الاخصائيين. ورغم أني كنت أشعر بالخجل على الدوام من أن يسخر أحد مني إلا أن الطبيب العام كان متعاطفاً تماماً وقام بتحويلي إلى الدكتور جون شنيرسون والذي يملك عيادة خاصة بعلاج اضطرابات النوم. كانت البي بي سي هناك وسألوني إن كنت أرغب بالظهور في حلقة البرنامج المخصصة لاضطرابات النوم فوافقت".وتشير جودي إلى أن الدكتور جون كان يخشى في البداية أن يكون سبب الاختناقات التي تشعر بها أثناء النوم هو وجود مواد حمضية في الحلق فأعطاها أدوية مضادة للأحماض إلا أنها لم تجد نفعاً لأن جودي تستيقظ فجأة وليس تدريجياً كما يحصل مع الشخص العادي. كما أن الدكتور كان يخشى من ان تكون مريضته مصابة بصرع النوم. وهي حالة خطرة جداً وتهدد الحياة. غير أن الفحوصات أثبتت سلامة جودي من هذا العارض.وتقول جودي: "وصف لي الدكتور جون دواءً اسمه ريفوتريل. نجح الدواء في إخفاء الكوابيس في بعض الليالي، إلا أن الأعراض الجانبية له كانت فظيعة. توقفت عن تناول الدواء بعد أسبوعين. صحيح أن الأطباء أعطوني أقراصاً من ذات الدواء ولكن بجرعات مخففة. إلا أنني اعترف بأني لم أتناولها حتى الآن. أفضل أن تزورني الكوابيس وأكون بكامل تركيزي الذهني خلال الاستيقاظ على أن أكون مشتتة خلال اليقظة ودون وجود كوابيس في النوم. سأتناول الدواء في وقت لاحق بالتأكيد. فأنا أنوي بالفعل التخلص من اضطرابات النوم وأحلامه المزعجة. لا أحد يحب أن يرى في منامه عنكبوتاً طوله ثلاثة أمتار".
مواقع النشر (المفضلة)