مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 10

الموضوع: على دربهم نسير ( إدار أردت أن تكون .. فستصل للطريق )

  1. #1
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    131
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي على دربهم نسير ( إدار أردت أن تكون .. فستصل للطريق )




    بسم الله الرحمن الرحيم



    مدخل

    لا يوجد قائد ناجح في جميع المجالات الحربية والتجارية والسياسية والإدارية والأسرية والعلمية يحقق إنجازات ايجابية في هذه الحياة إلا وتبرز فيه صفة الإصرار ..

    الإصرار = تكرار المحاولة والاستمرار فيها حتى الوصول للغاية
    الإصرار = تحمل النتائج السلبية
    الإصرار = النفس الطويل
    الإصرار = العناد دون تراجع
    الإصرار = عدم التأثر بالمثبطين
    الإصرار = تغيير الوسائل حتى الوصول للهدف


    هل الإصرار صفة إيجابية على الدوام ؟

    على الرغم من جمال صفة الإصرار للوصول إلى الأهداف وتحمل المشاق في سبيل ذلك إلا أن هذه الصفة تكون من أسوء الصفات عندما يكون الهدف باطلاً أو مكروهاً مثل الوصول إلى الزنا أو السرقة أو القتل أو تناول الحرام والإصرار على الذنب والبقاء عليه دون الالتفات إلى نصائح الناصحين أو الاعتبار بعقوبة المخالفين .



    ما هي سمات الإصرار الناجح ؟

    يقوم الإصرار الناجح على أسس وهي :

    1- التوكل على الله : وهو الثقة بالله وحسن الظن فيه وتفويض الأمر له بعد بذل الأسباب الدنيوية دون الاعتماد عليها ونسيان رب الأسباب

    2- الهدف المشروع : فلا يصح الإصرار إلا إذا كان الهدف مشروعاً مباحاً لا تشوبه أي شائبة من حرام أو شبهة

    3- الوسائل المشروعة : وكذلك الوسائل المستخدمة للوصول إلى ذلك الهدف المشروع يجب أن تكون مشروعة وليست محرمة

    4- تجنب الأخطاء : فأصحاب الإصرار الناجح يتعلمون من أخطائهم ويوقنون ان طريق النجاح يمر عبر بوابة الأخطاء والكبوات وعبر النتائج الغير مرضية فيعد مل محاولة للوصول للهدف يجلسون مع أنفسهم ويقيمون ما فعلوا فيطورون من الخطوات ويتجنبون الأخطاء

    5- الثقة بالنفس : فأصحاب الإصرار الناجح يتعرضون للكثير من المحبطين والمتهكمين والفاشلين ولكنهم لا يتأثرون بهم بل إن ثقتهم بأنفسهم وبإمكانياتهم وقدراتهم تقف كالسد المنيع أمام هذا السيل من الاستهزاء والإحباط

    6- إعطاء الإيحاءات الإيجابية : فهم دائماً يعطون لأنفسهم إيحاءات إيجابية " أننا سنصل إلى الهدف " بل إنهم يتصورون الهدف ماثلاً أمامهم ويعيشون صورته على الدوام


    قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وإصراره :

    إنك لا تكاد ترى الإصرار متمثلاً بجلاء كتمثله في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم فبالرغم من كل ما عرض عليه من المغريات والجواذب وما هدد به من العقوبات وما نفذوه من هذه العقوبات عليه وعلى آل بيته وأصحابه إلا أنه كان مع كل هذا مصراً على الوصول إلى هدفه ..

    فمنذ أن بدأت الدعوة الجهرية امتثالاً لأمر الله تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وما تلقاه أثناءها من الأستهزاء والسخرية وتطور الأمر للضغوط على النبي صلى الله عليه وسلم من خلال إرسال قريش وفداً إلى عمه أبي طالب للتدخل وتشكيل مجلس استشاري لكف الحجاج عن الاستماع للدعوة والذهاب لكل قبيلة بقصد تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم .. استمر الرسول صلى الله عليه وظل مصراً على دعوته بالرغم مما استخدموه من أساليب متنوعة من السخرية والتحقير وإثارة الشبهات وبث الدعايات الكاذبة ومعارضة القرآن بأساطير الأولين قم حاولوا معه بطرية المساومة بأن يجمعوا الإسلام مع الجاهلية في منهج مشترك ثم أسلوب الإغراءات بالملك والجاه والمال والنساء ..

    إلا أن كل ذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر إصراراً على دعوته وعندما لم تنفع هذه الأساليب بدؤوا مرحلة الاضطهادات من المقاطعة لبني هاشم في الشعب وتعذيب صحابته الكرام ولم تنفع وظل رسول الله مصراً ثلاثة عشرة عاماً حتى جاءت الكوكبة الأولى من الأنصار وكانت بيعة العقبة الأولى وبداية انتقال الدعوة إلى مرحلة التمكن ..


    إصرار الصديق رضي الله عنه :

    ارتدت معظم قبائل العرب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في وقت كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كلف الصحابي الجليل أسامة بن زيد على جيش لملاقاة الروم فعندما تغيرت الأوضاع رأى جمع من كبار الصحابة العدول عن توجه هذا الجيش والاستفادة منه للحفاظ على المدينة خوفاً من زحف القبائل المرتدة على المدينة وعندما عرض هذا الرأي على الصديق رفض رفضاً قاطعاً وتجلت صفة الإصرار على ما يعتقد أنه الحق فوقف خطيباً وخاطب الصحابة قائلاً (لو خطفتني الكلاب والذئاب لم أرد قضاء قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم )
    لم يكن هذا الإصرار من الصديق عبثاً من غير قناعة نابعة من أصول ثابتة بل انطلق من إيمانه رضي الله عنه ان النصر والكفاية من الله تعالي ومادام ينفذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن المؤكد أن الله سيكفيه شر المرتدين وهذا فعلاً ما حدث فبعد أن تبقى فقط مائتا مقاتل في المدينة بعد مغادرة جيش أسامة للمدينة ومرور هذا الجيش في ديار القبائل المرتدة تراجعت هذه القبائل عن نيتها للهجوم على المدينة ..



    لنا في سيرة الإمام أحمد بن حنبل قدوة :

    اقنع المعتزلة الخليفة المأمون بمسألة ( خلق القرآن ) ووصل به الحال إلى اعتناق هذه العقيدة المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة بل أمر بامتحان الناس في ذلك وافتتن الناس سنين طويلة امتدت حتى خلافة المتوكل مروراً بالخليفة المأمون والمعتصم والواثق وممن أمتحن في مسالة ( خلق القرآن ) الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه فقد قبض عليه في زمن المأمون لما رفض القول بخلق القرآن ونقل من بغداد إلى طرسوس وسجن هناك وهو مصر على قوله وتوفي المأمون وهو في السجن ثم جاء عهد المعتصم ودخل عليه كبار العلماء آنذاك يرجونه أن يستجيب إلى وقل المعتزلة حتى يرفعوا عنه العذاب فأصر على قوله ولم يجبهم بل كان يقول لهم " وكيف تصنعون بحديث خباب إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه " حتى يأسوا منه

    اشتدت المحنة على الإمام أحمد في عهد الخليفة المعتصم وازداد هو إصراراً على الحق فكان يرسل إليه في كل يوم من يناظره في عقيدة خلق القرآن فلا يحصل منه على شيء سوى الإصرار على الحق وبعد كل مناظرة كانوا يزيدون في قيده حتى أصبح في رجله أربعة أقياد ثم أرسل له من يهدده بالضرب وبالتعذيب فلم يلين ولم يكن يرد إلا في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . بل وصل به الحال إلى أن يتوسل إليه المعتصم أن يجيبه إلى ما يريد وهو الخليفة ومع ذلك لا يزيد الإمام أحمد إلا إصراراً على الحق فما روي أن المعتصم كان يقول " والله لئن أجابني لأطلقن عنه بيدي ولأركبن إليه بجندي ولأطأن عقبه " وكان يقول له " يا أحمد أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي فيرد عليه أعطوني شيئاً من كتاب الله عز وجل أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم " وبعد أن يأس المعتصم من أحمد أمر بالجلادين أن يجلدوه بالسياط وبعد كل وجبة من التعذيب يقول له المعتصم " ويحك يا أحمد أجبني " وما كان يزيد على قوله " أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم " وظل على هذا الثبات والإصرار حتى انجلت الفتنة ونصر الله به الدين "




    فتح القسطنطينية :

    منذ أن بشر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية قبل خمسة عشر قرناً من الزمان بقوله صلى الله عليه وسلم " لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها " ومحاولات المسلمين لم تنقطع جيلاً إثر جيل والخيال يداعب أسر الملايين من المسلمين أن يكون ذلك الفاتح هو ابنها أو حفيدها فقد حاول المسلمون تسعا وعشرين عاماً من عام 654م حتى فتحت في عهد الخليفة محمد الفاتح عام 1453م وهم بعد كل محاولة يصرون على فتحها ويقدمون الشهداء تلو الشهداء بإصرار عجيب على فتحها حتى فتحها الله على يد القائد محمد الفاتح

    هكذا هم الأقوياء دائماً يصرون على الوصول إلى هدفهم مهما كلفهم ذلك من الجهد والمال والدماء لقد سيطرت فكرة فتح القسطنطينية على محمد الفاتح فما كان يسمح لأحد في مجلسه أن يتحدث عن شيء سوى الفتح وأعد عدته وحاصر أسوار القسطنطينية بآلاف الرجال وخاض معركة ( غلطة البحرية ) مع السفن الخمسة القادمة من البابا وقتل في هذه المعركة من رجاله آلاف الرجال ورأى مصرع جنوده أمامه ورأى انتصار الأعداء ونجاة السفن الخمسة ودخولها القسطنطينية ومع ذلك فلم يفت ذلك من عزمه بل أصر على مواصلة محاولة الفتح وكان أهم أسباب الهزيمة استحواذ الرومان على ميناء القسطنطينية وإغلاق مدخل الميناء بسلسة عظيمة تمنع دخول أية سفينة سبعين سفينة من البوسفور إلى الفرن الذهبي بتسييرها على الأخشاب المدهونة عبر الحقول وتم كل ذلك في ليلة واحده ( واستيقظ أهل المدينة البائسة صباح 22 أبريل على تكبيرات الأتراك المدوية وهتفاتهم المتصاعدة وأطلقوا من فوق أسوارهم فرأوا تحت أعينهم سبعين سفينة عثمانية في الميناء برجالها ومعداتها )
    وبدأت المعركة البحرية ثانية وتوالت الانتصارات البحرية والمدفعية الإسلامية تدك حصون القلاع حتى سقطت القسطنطينية ودخلها السلطان محمد الفاتح فاتحاً

    وخطب في جنوده مذكراً لهم ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم ( لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش )





    في الختام :

    ما أجمل أن يصر أصحاب الحق على حقهم ويمضوا حتى نهاية الطريق فإما نصر وإما شهادة وكلاهما في تصور المؤمن نجاح لا يحققه إلا الأقوياء ما أجمل أن يتحلى أصحاب الدعوة بهذه الصفة العظيمة التي لا يتحقق الهدف النبيل من دونها ..

    هل يوجد ناجح في هذه الحياة لم يكن الإصرار ملازم له حتى وصوله للهدف ؟ من هنا كان كل من خلد التاريخ صورهم من الناجحين لهم قصة مع الإصرار ..



  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    [align=center]بارك الله فيك اخى وجزاك ربى كل خير على الموضوع االمفيد وربى لا يحرمك الاجر

    دمت بصحه وسعاده وأسأل الله سبحانه لك الجنه وما قرب اليها من قول وعمل
    [/align]

  3. #3
    ? What Can I Do


    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    12,915
    معدل تقييم المستوى
    13

    افتراضي

    موضوع جداً جداً جداً قيّم


    أشكرك أخي وجزاك الله كل خير



    ودمت في حفظ الله

  4. #4
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    131
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    حياك الله اختي بهيه

  5. #5
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    131
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    جنون انسان ربي يحفظك

المواضيع المتشابهه

  1. وداعية النغم للزين... ((( كأنني حجرا ً في دربهم قعـــــــــــدا )))
    بواسطة النغم المهاجر في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 29-11-2007, 05:40 PM
  2. وزير عربي يهاجم المعتزلات و يرفض تحجب زوجته!!! هذا وزير !!!
    بواسطة ابراهيم الشدي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-02-2007, 11:45 PM
  3. عندما تريد أن تكون ...ولا تكون
    بواسطة الهــــارب في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-11-2006, 12:49 PM
  4. ألطريق الى الجنه
    بواسطة !.همسة العسكرٍي.! في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 26-07-2006, 09:19 PM
  5. هل اصبحت وزير للمعارف ؟؟ انا قررتك وزير !!!
    بواسطة اسير الود لعيون الاحباب؟؟ في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-09-2005, 01:59 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •