أقدم رجل أمريكي مصاب بالسرطان على التبرع بعينه اليمنى حتى يتسنى لآخرين الاستفادة منها. بيد أن العين أزيلت وهو لايزال على قيد الحياة. فقد تساءل الرجل البالغ من العمر 52عاماً في هذا الصدد قائلاً: "إذا كان هنالك شخص يمكنه أن يستفيد من العين حالياً، فلماذا الانتظار إذاً؟"
وكان تيري ستيدمان، وهو سائق شاحنة سابق من إيداهو بمنطقة سبيريت ليك، قد تم تشخيص حالته في عام 1994م على أنه يعاني من سرطان غدي كييسي نادر. وبصفته عضواً قديماً في نادي ليونز، أدرك تيري ما ينبغي فعله عندما أفاد الأطباء بأنهم يزمعون إزالة العظام والأنسجة السرطانية من وجهه. وبادر تيري، وهو جندي سابق في مشاة البحرية، بالاتصال بمؤسسة نور ثوست ليونز في سياتل، وهي المؤسسة التي تدير بنك سايتلايف ثاني أكبر بنك للعيون في الولايات المتحدة.
وإثر الخضوع لعملية جراحية مضنية استمرت لمدة 15ساعة في سياتل، تم نقل العين على وجه السرعة إلى مركز جون إيه موران للعيون في مدينة سالت ليك سيتي.
وبرغم أن العين لم تكن مصابة بالسرطان، فإن المرض كان قريباً منها لدرجة أنه لم يكن من الممكن أن تتم زراعتها لشخص آخر. ومع ذلك فإنه يمكن استخدامها لأغراض البحث في مجال السرطان. وفي هذا السياق يتحدث الدكتور كانغ زانغ من جامعة أوتاه قائلاً: "ربما نأخذ منها 100جزء ونستخدمها لمدة ست أو سبع سنوات. ومن الواضح أن هذا ضرب من نكران الذات والتضحية من قبل المتبرع الذي نعرب له عن بالغ امتناننا وعظيم عرفاننا".
أما إيفلين كلارك صديق تيري، فقد تحدث قائلاً: "لقد كانت معنوياته مرتفعة عندما نما إلى علمه أن عينه تم أخذها إلى مركز موران. فقد ارتسمت أكبر ابتسامة ممكنة على وجهه الوارم؛ ونزلت الدموع من عينه".
مواقع النشر (المفضلة)