مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أصابعي وخيالي عوضاني عن بصري

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Angel أصابعي وخيالي عوضاني عن بصري

    بين مبدعات فن التطريز في مصر تحتل الحاجة صابرين عبيدات ذات الستين ربيعا مكانة خاصة، فرغم فقدها لحاسة البصر وهي في سن الأربع سنوات، فقد عشقت التطريز لتكون أول مكفوفة تبدع لوحات مطرزة جميلة وتحيك ملابس رائعة اختارت ألوانها بلمسات أصابعها، وغزلتها بوحي من خيالها.

    وتعكس لوحات الحاجة صابرين الفنية المطرزة الجميلة، وملابسها التي تحيكها، رحلة نجاح الإرادة في قهر الإعاقة، وتقدم في الوقت ذاته دليلا قاطعا على أن الشخصية المبدعة بحق، لا تعرف المستحيل، حتى لو كان بصرها الذي فقدته هو أهم مستلزمات إبداعها.

    تضم حكاية صابرين مع الإعاقة فصولا مشرقة، فإلى جانب عشقها للتطريز وحياكة الملابس، تضرب المصرية العجوز نموذجا جميلا للزوجة المكافحة والأم الصابرة، بعدما نجحت أن تتقاسم مع زوجها الفقير حياة الكفاح حتى أتمت رسالتها في أن تعبر بأبنائها الأربعة إلى بر الأمان.

    لم تعرف صابرين سببا محددا لفقدها البصر فقد يكون مرضا أو وراثة أو زواج أقارب، إلا أن ما تتذكره جيدا عن طفولتها أنها كان لها شقيق توءم كانا يملآن الدنيا صخبا ولعبا معا، وأنها رأت الدنيا ونورها لمدة 4 سنوات بعدها فقدت البصر هي وشقيقها. تقول صابرين: توالت الأحزان على عائلتي فشقيقي لم تتحمل طفولته البريئة أو خياله الصغير الظلام الذي حاصره فترك الحياة ورحل بعد عام ونصف العام من فقد البصر. وبعدما كبرت واستوعبت أن الله سبحانه وتعالى اختبرني بفقدي لحاسة البصر لم أجد أمامي غير أن أطوي أحزاني وأحاول أن أكون لأمي ولأبي البسمة الوحيدة التي تهون عليهما مرارة فقدهما طفلهما الصغير، وقسوة أن يشاهدا ابنتهما وهي عاجزة عن أن ترى نور الدنيا، أصبحت أضحك وأسخر من كل شيء حتى من نفسي لأرسم ابتسامة على وجه أبوي الحزينين. ولم أعبأ كثيرا من ردود أمي القاسية عندما كنت أحدثها عن أحلامي بفارس شهم نبيل يخطفني على حصان أبيض، كنت اعرف أن أمي تشفق عليّ من صعوبة تحقيق حلمي، فأنا فتاة مكفوفة، ولا يكفي أن نحلم فقط فهناك أحلام يصبح تحقيقها على البعض مستحيلا، إلا أني من داخلي كنت متأكدة أن أحلامي ستتحقق.

    عندما بلغ عمر صابرين 14 عاما بدأ حلمها يتحقق، جاءها فارسها الذي طارت به فرحا، حقا هو شاب فقير لا يملك من حطام الدنيا شيئا، إلا أن ولعه بها كان يساوي عندها كل أملاك الدنيا، تعلقت به أكثر عندما كانت تشعر بمن حوله يستنكرون عليه أن يتزوج بفتاة مكفوفة، ولا يزيده هذا إلا تمسكاً بها، تأكدت أنه لم يستمع إلى صوت العقل الذي كان يؤكد أن هذا الزواج لن يكون ناجحا بل استمع فقط إلى صوت قلبه ومشاعره، فراحت تتحدى نفسها حتى تثبت للجميع أنها تصلح أن تكون زوجة لهذا الشاب المخلص.

    تم الزواج وفي البداية كان الزوج المخلص يفني نفسه في عمله البسيط من اجلها ثم يعود ليقوم بعمل المنزل حتى إعداد الطعام، كان يشتري الخضار ويجلس ليطبخ.

    تملأ وجه صابرين ابتسامة حانية عندما تتذكر هذه الأيام تحكي: كنت لا أعرف الكثير عن تجهيز الطعام أو قضاء الحاجات الأساسية في منزلي الصغير حتى إنني لم أكن اعرف كيف أوقد “وابور الجاز” لكني كنت أتمزق عندما أشاهد زوجي الكريم يبذل جهداً مضاعفاً في أعمال المنزل نيابة عني بالإضافة إلى عمله المرهق وذات يوم اشترى زوجي الخضار وتركها حتى يعود من العمل. وكانت لحظة تحد حقيقية لنفسي فلماذا لا أنظفها وأجهزها له؟ ووجدتني بكثير من الصبر أطبخ الطعام فأخذني الحماس لأكمل تنظيف شقتي الصغيرة. وعندما عاد زوج سألني.. هل زارتك والدتك اليوم؟ قلت له.. لا، وعندما أبلغته أني جهزت الطعام بجانب تنظيف الشقة لم يصدق نفسه من الفرحة، وحتى يؤكد للجميع أن اختياره لي زوجة كان صحيحا، أقام “عزومة” بعد هذه الواقعة بيومين لكل أهله وأصدقائه وأعددت الطعام بنفسي وعندما وجد أصدقاؤه وأهله أني اخدم الجميع وأعد الشاي وأقدم الحلوى أحسست في تعليقات بعضهم انه يشك أني مبصرة لكن ما أثلج صدري حقا هو ذلك الفخر الكبير الذي ملأ صوت زوجي طيلة هذه الجلسة عندما كان يأتي الحديث عني. واستمرت عجلة الحياة بعد ذلك ورزقني الله سبحانه وتعالى أنا وزوجي بستة أطفال توفي اثنان وبقي أربعة منهم جاهدت بجانب زوجي أن نعلمهم وبالفعل واصلوا تعليمهم حتى أصبح واحد منهم مدرس تربية فنية وتزوجت البنات.

    وعن بدايتها مع فنون التطريز وحياكة الملابس تقول: في يوم وأثناء ترتيبي الملابس وجدت بعضها ممزقا وبتلقائية بحثت عن إبرة وخيط حتى أصلحها، نعم احترت في البداية كيف ادخل الخيط في الإبرة لكن وجدتني أضع الإبرة على لساني وأتحسس ثقبها بلساني وعن طريق الحس بدأت ادخل الخيط في الإبرة. وبدأت أتلمس الثياب الممزقة وأتحسسها ثم ادخل الإبرة، كانت فرحتي كبيرة عندما أحسست بأني انجح في ذلك. وشيئا فشيئا شعرت بحب كبير للملابس فبدأت اشتري الأقمشة وأحاول خياطتها لأولادي، أخفقت مرة ونجحت مرات، كنت اختار الألوان بخيالي وبعد صبر أجدت فنون القص والخياطة، كانت أصابعي تتحسس كل شيء وعن طريقها أتعلم كل شيء، وحتى الآن أجد سعادة كبيرة عندما أقوم بالخياطة لأحفادي. وحتى تكون الملابس أجمل وأبهى تعلمت فنون التطريز فكنت اطلب من ابني أن يكتب لي على قطعة من القماش آيات قرآنية، وطلبت أن يلصق على الكلمات ورقا واشتريت خيوطا حمراء وفضية وبدأت أطرزها، كانت أول قطعة قماش أطرزها كتب عليها آية “علم الإنسان ما لم يعلم” ثم عندما وجدت استحسانا ممن حولي للآيات التي اكتبها، عشقت التطريز وبدأت أطرز بنفس الطريقة آيات أخرى من كتاب الله، وبهذه اللوحات شاركت في معارض لمنتجات الأسر المنتجة، ولاقت أعمالي استحسان الكثير ممن شاهدها وبدأت أتلقى طلبات لأنجز بعض أعمال التطريز الخاصة، وأصبح اسمي يتردد في عالم المهتمين بالتطريز حتى وجدتني في بعض الأحيان وأنا المكفوفة قد أصبحت ضيفة على كثير من برامج التلفزيون لا لأحكي قصتي مع الإعاقة ولكن لأتحدث عن أشكال تطريز جميلة يمكن أن تحكيها أي سيدة داخل المنزل.

    وترفض صابرين أن تصبح إعاقتها مصدر شفقة ممن حولها تقول: عشت مكفوفة لكني أحببت حياتي على بساطتها وحاولت أن يكون لي دور فيها وآمنت أن إعاقتي لن تقف في طريق تحقيق هذا الدور، حاولت أن تكون لي أحلامي التي أحققها وأسعد بتحقيقها فالحياة من دون حلم لا يمكن أن تستمر.

    ويتبقى لصابرين بعد كل الأحلام التي حلمت بها وحققتها حلم تتمنى أن تحققه وفاء لشريك رحلة كفاحها زوجها الراحل، فهي أدت فريضة الحج والعمرة ولكنها تحلم باليوم الذي تقف فيه على عرفات الله لتؤدي فريضة الحج عن زوجها الراحل وفاء له على عطائه طيلة مشوار العمر الذي تقاسماه معا بحلوه ومره.

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    في عالم خيالاتي
    المشاركات
    7,326
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    سبحان الله

    اشكرك لنقلك الراائع


    قصه محزنه ولكن فيهاالحكم

    والصبر


    تحيتي

    صمت الوداع

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    صمت الودااااع

    الله يعافيك ويحفظك

    الشكر لك ِ أختي العزيزة

    أقدر لك مجيئك لـ هنا

    دمتي بخير

المواضيع المتشابهه

  1. }{}{انك من الغرب تنشي مزن وخيالي}{}{ولنجد بمرك يارب البيت تجريها }{}{شيلــه
    بواسطة حيران في عالم النسيان في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-12-2008, 04:29 PM
  2. بشرى للبدينااااااااات
    بواسطة هتانه في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-09-2006, 09:12 PM
  3. بشرى ساره...!!
    بواسطة غـ الــزيـن ـلأ ي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 16-09-2006, 01:57 PM
  4. بشرى .... بشرى .... بشرى .... بشرى
    بواسطة الايهم في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 19-04-2006, 01:51 PM
  5. بشرى
    بواسطة بهيه في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-04-2006, 11:58 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •