مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الفشخرة وإيذاء المشاعر

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Thumbs Down الفشخرة وإيذاء المشاعر

    من حق أي شخص أن يتفشخر، أو يتمخطر، أو يتنثر وهذا من حقه الشخصي وأخشي أن يتعثر جراء إفراطه في الفشخرة، وأن تصيبه سهام إبليس النافذة من خلال العين، والعين حق، ولا ريب أن من يظهر آثار الغني، وإبراز وضعه الاجتماعي أمام الناس بصيغة مبالغ فيها، سيؤذي مشاعر الآخرين، والذين لا يملكون ما يملك من مظاهر الثراء، وسيكتفون بمشاهدة هذا الطاووس والحسرة تتفاعل مع أحاسيسهم، وتعزف ألحان الحزن، في تناغم يشي بتلذذ البعض في إيذاء البعض الآخر معنوياً، ومهندس هذه اللذة وصانعها إبليس اللعين، الذي سيستقر في جهنم، ويجر معه ما يستطيع جره، ممن زالت مخافة الله من قلوبهم، إن مراعاة مشاعر الآخرين تسمو بالأخلاق الجميلة، وتحلق بها نحو آفاق الإدراك المعرفي الواسع، والإحاطة الأدبية الشاملة فما برح عنصر الجهل يصول ويجول، ويعيث في العقول فساداً، وتتعدد مصادر الجهل ومقوماته التي يتكيء عليها والأدهي من ذلك كون دعائمه الرئيسة، تنبع تارة من أناس متعلمين، غير أن نزعة التميز وحب السيطرة تكاد تعمي القلوب التي في الصدور، ويدور في ذهني تساؤل لم أبرح مشغلاً تفكيري في البحث له عن إجابة ويتمحور هذا التساؤل في سبب استشراء (العين) في مجتمعات وتضاؤل نسبة حدوثها في مجتمعات أخري، وهذه المقايسة حتماً نسبية وقد تكون صحيحة أو غير ذلك، بيد أنه استقراء فرضي، في حين أن الإجابة ربما تكمن في طبيعة التعايش، وصيغة التعامل. واختلاف أنماطها من بلد لآخر، أو من مجتمع لآخر، ودائماً ما نسمع حينما يقدم إنسان من بلاد الغرب إعجاباً بالبساطة التي يتحلي بها المجتمع الغربي، سواء كان ذلك من خلال اللباس أو الأثاث أو حتي الحوار بين الأطراف.

    وأكاد أجزم بأن من أسباب البساطة بهذا الخصوص عدا عن عدم إيذاء مشاعر الآخرين والاتسام بالخلق في هذه الناحية فإنها الوسيلة الفعالة للحماية، لتجنب الاختراق المهلك للعين وقانا الله وإياكم شرورها، وكما أشرت في المقدمة بأن إظهار التميز من حق كل شخص، إلا أنه يوجب كذلك احترام المشاعر بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان قيمة، وسلوك رفيع، ومن مظاهر الاستعلاء والفوقية السلبية، انتشار الأمراض النفسية، وإذا أضفت زخماً هائلاً من الوساوس فإن عيادات الطب النفسي ستمتلئ بهذه النماذج، والبحث عن الرقية من لدن المشائخ الفضلاء، لمجرد الإحساس بأن ما أصابه أو أصابها عين، وقد يكون هو المتسبب في حدوث هذا الأمر، لظهوره بشكل لافت أمام الناس، وهذه الإشكالية تحيلنا إلي موضوع من الأهمية بمكان ألا وهي صيغة التواصل، وتتشكل الأنماط المختلفة لطبيعة التواصل بين الأفراد، عطفاً علي الأدبيات التي يتكئ عليها المجتمع، وبكل أسف أقولها بأننا لا نتخلق بهذه الأدبيات التي صاغها لنا الإسلام العظيم في التعامل، فتجد التشبث بالشكليات، والابتعاد كلياً عن المضامين، وغياب التآلف بين الشكل والمضمون تجسده بعض التصرفات التي لا ترقي إلي مستوي الالتزام بالمبدأ من حيث إدراك دوافعه وأسبابه الجالبة للخير، في الوقت الذي تجد فيه تبايناً حاداً في نمط التفكير والسلوك بين طرفين، وربما يكونا جارين ولكل رؤيته المختلفة وأنماط عيش متباينة، بالرغم من أن مصدر الاستقاء واحد، إلا أن الالتزام بالأدبيات الخلاقة من مصدر التشريع الواحد، هو المحك للتفاعل مع المعطيات، وفقاً للتحلي بهذه الأدبيات، ولا ريب أن مظاهر التفرد والتميز، تورث البغضاء الحاضنة للحسد والعياذ بالله، وفترة حضانة هذا الداء البغيض هي اللحظات القليلة بين النظرة الأولي الخالية من ذكر الله ، وبين الشعور تجاه الشخص (المتفشخر) الذي يشوبه نوع من الحقد ونحو ذلك، ليوجه الحسد المقيت ضرباته الموجعة، نحو خاصرة (المتفشخرين) ومهما يكن من أمر فإن المتفشخر، لم يرتكب اساءة توجب الرد علي هذا النحو الموجع، غير أنه أي المتفشخر يتوجب عليه كذلك أن يؤثر طريق السلامة، وأن لا يعرض نفسه، للنفوس الضعيفة، فالحسود، حتماً يعاني من مرض في القلب ولا يمكن شفاؤه، إلا بالالتزام، بآداب ديننا العظيم، والأخلاق الفاضلة النبيلة، التي أرشدنا إليها نبي الهدي عليه الصلاة والسلام، وبعيداً عن جهل المتفشخر وسوء أخلاق الحسود فإن هناك عوامل مشتركة كثيرة تجمع الأطراف في إطار التآخي والمحبة والمودة، متي ما تمت تنقية المشاعر، وفلترتها لتلفظ الشوائب المؤذية خارجاً، ويبقي القلب السليم ينبض بالعطاء الزاخر بالمحبة الصادقة، لتتلاقح المشاعر وتثمر عن مجتمع يسوق الأمثال للأجيال ويعبر بحس صادق، عن مدي ارتباط ثقافتنا بالسلوك النبيل، وتفعيله في كل مناحي الحياة، فهل هناك مكسب أكبر وأعز وأجمل من أن تأتي الله بقلب سليم؟

    نسأل المولي أن يرزقنا سلامة القلوب.

  2. #2
    ... عضو مـاسي ...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,354
    معدل تقييم المستوى
    2

    افتراضي

    مشكور اخوي ع هالموضوع الذي يستحق التصفيق

    والوقف امامه بكل قوه وشجاعه

    ولكن دائما نرى الفشخره الزائده عن حدها والغير مرغوبه

    تقبل مروري

    اختك الفرحه اليتيـمه

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    كلمة بسيطة تقال أختي العزيزة

    من تواضع لله رفعه

    الفرحه اليتيمه

    أشكرك كل الشكر على تعطير صفحتي

    وجودك هنا جعلها رائعه

    دمتي بصحة وعافية

المواضيع المتشابهه

  1. همس المشاعر
    بواسطة سطام الشمري في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 27-09-2008, 12:29 AM
  2. الفشخرة وإيذاء المشاعر
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-12-2007, 07:32 PM
  3. رقي المشاعر
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-10-2007, 09:53 AM
  4. نبض المشاعر
    بواسطة خليفه بن سليم في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 26-10-2006, 10:39 PM
  5. حلم المشاعر
    بواسطة am... الواافي ...dm في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-09-2006, 10:31 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •