مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيراً عن نفسها إلا في دموع خاشعات

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Love تفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيراً عن نفسها إلا في دموع خاشعات



    في ذكري مرور 125 عاماً علي مولد الشيخ:

    تفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيراً عن نفسها إلا في دموع خاشعات

    القاهرة - نهي سعد صيام : شهد القرن الهجري الماضي بزوغ عدد من قراء القرآن الكريم كتاب الله تعالي ، الذين خدموا بصدق القرآن، وقدموا عصارة حياتهم خدمة لكتاب ربهم، ولا نتجاوز الحقيقة حين نقول إن الشيخ محمد رفعت - رحمه الله - كان في مقدمة أولئك الرعيل، الذين أسهموا في إبلاغ رسالة الإسلام، ووهبوا حياتهم لحمل راية القرآن..

    آفاق الذكرى

    في الذكري الخامسة والعشرين بعد المائة لمولد قيثارة السماء نتوقف معه .. مع الشيخ الجليل الصادق محمد رفعت ..فقد تمتع الشيخ بحس مرهف ومشاعر فياضة، كان إنسانًا في أعماقه، يهتزّ وجدانه هزًّا عنيفًا في المواقف الإنسانية، وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيرًا عن نفسها إلا في دموع خاشعات تغسل ما بالنفس من أحزان.

    عُرف عنه العطف والرحمة، فكان يجالس الفقراء والبسطاء، وبلغت رحمته أنه كان لا ينام حتي يطمئن علي فرسه، ويطعمه ويسقيه، ويوصي أولاده برعايته، وهو إحساس خرج من قلب مليء بالشفقة والشفافية والصفاء، فجاءت نغماته منسجمة مع نغمات الكون من حوله.

    وروي عنه أنه ذهب لزيارة أحد أصدقائه المرضي، وكان في لحظاته الأخيرة، وعند انصرافه أمسك صديقه بيده ووضعها علي كتف طفلة صغيرة، وقال له: "تُري، من سيتولي تربية هذه الصغيرة التي ستصبح غدًا يتيمة؟"، فلم يتكلم محمد رفعت، وفي اليوم التالي كان يتلو القرآن في أحد السرادقات، وعندما تلا سورة الضحي، ووصل إلي الآية الكريمة: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَر"، ارتفع صوته بالبكاء وانهمرت الدموع من عينيه كأنها سيل؛ لأنه تذكر وصية صديقه، ثم خصص مبلغًا من المال لهذه الفتاة حتي كبرت وتزوجت. كان بكَّاءً بطبعه، يقرأ علي الهواء مرتين أسبوعيًّا من خلال الإذاعة (يومي الثلاثاء والجمعة) مدة (45) دقيقة في كل مرة، والدموع تنهمر من عينيه.

    صداقات وتمكن

    كان منزله منتدي ثقافيًّا وأدبيًّا وفنًّيا، حيث ربطته صداقة قوية بمحمد عبد الوهاب، الذي كان يحرص علي قضاء أغلب سهراته في منزل الشيخ بالسيدة زينب، وكثيرًا ما كانت تضم هذه الجلسات أعلام الموسيقي والفن، وكان الشيخ يُغني لهم بصوته الرخيم الجميل قصائد كثيرة، منها: "أراك عصيّ الدمع"، أما عبد الوهاب فكان يجلس بالقرب منه في خشوع وتبتل، وتدور بينهما حوارات ومناقشات حول أعلام الموسيقي العالمية.

    المولد

    وُلِد محمد رفعت، واسمه مركب، في حي "المغربلين" بالدرب الأحمر بالقاهرة يوم الإثنين (9-5-1882)، وكان والده "محمود رفعت" ضابطًا في البوليس، وترقّي من درجة جندي - آنذاك - حتي وصل إلي رتبة ضابط، وحينها انتقل إلي السكن في منزل آخر في "درب الأغوات"، بشارع "محمد علي"، وكان ابنه " محمد رفعت " مبصرًا حتي سن سنتين، إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره، وهناك قصة لذلك، فقد قابلته امرأة، وقالت عن الطفل: إنه ابن ملوك - عيناه تقولان ذلك، وفي اليوم التالي استيقظ الابن وهو يصرخ من شدة الألم في عينه، ولم يلبث أن فقد بصره.ووهب "محمود بك" ابنه "محمد رفعت" لخدمة القرآن الكريم، وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا ب"درب الجماميز"، فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل العاشرة، وأدركت الوفاة والده- مأمور قسم الخليفة في تلك الفترة- فوجد الفتي نفسه عائلا لأسرته، فلجأ إلي القرآن الكريم يعتصم به، ولا يرتزق منه، وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا، حتي عُيِّن في سن الخامسة عشرة قارئًا للسورة يوم الجمعة، فذاع صيته، فكانت ساحة المسجد والطرقات تضيق بالمصلين ليستمعوا إلي الصوت الملائكي، وكانت تحدث حالات من الوجد والإغماء من شدة التأثر بصوته الفريد، وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الثلاثين عامًا؛ وفاءً منه للمسجد الذي بدأ فيه.

    التكوين.

    لم يكتفِ الشيخ محمد رفعت بموهبته الصوتية الفذَّة، ومشاعره المرهفة في قراءة القرآن، بل عمق هذا بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير، واهتم بشراء الكتب، ودراسة الموسيقي الرقيقة والمقامات الموسيقية، فدرس موسيقي "بتهوفن"، و"موزارت"، و"فاجنر"، وكان يحتفظ بالعديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته.

    عفة وزهد

    امتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدًا في الحياة، وكأنه جاء من رحم الغيب لخدمة القرآن، فلم يكن طامعًا في المال لاهثًا خلفه، وإنما كان ذا مبدأ ونفس كريمة، فكانت مقولته: "إن سادن القرآن لا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان"، ضابطة لمسار حياته، فقد عرضت عليه محطات الإذاعة الأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر الحكيم، فرفض وقال: "إن وقار القرآن لا يتماشي مع الأغاني الخليعة التي تذيعها إذاعتكم".وعندما افتُتحت الإذاعة المصرية الخميس (31-5-1934) كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب، وقرأ: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا"، وقد استفتي قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء عما إذا كانت إذاعة القرآن حلالا أم حراما؟ فجاءت فتواهم بأنها حلال حلال، وكان يخشي أن يستمع الناس إلي القرآن وهم في الحانات والملاهي.

    وقد جاء صوت الشيخ رفعت من الإذاعة المصرية نديًّا خاشعًا، وكأنه يروي آذانًا وقلوبًا عطشي إلي سماع آيات القرآن، وكأنها تُقْرأ لأول مرة، فلَمَع اسم الشيخ، وعشقت الملايين صوته، بل أسلم البعض عندما سمع هذا الصوت الجميل،

    أسلم تأثرا بصوته

    يحكي انه في ذات يوم التقي "علي خليل" شيخ الإذاعيين، وكان بصحبته ضابط طيَّار إنجليزي- بالشيخ رفعت، فأخبره "علي خليل" أن هذا الضابط سمع صوته في "كندا"، فجاء إلي القاهرة ليري الشيخ رفعت، ثم أسلم هذا الضابط بعد ذلك.

    وقد تنافست إذاعات العالم الكبري، مثل: إذاعة برلين، ولندن، وباريس، أثناء الحرب العالمية الثانية؛ لتستهل افتتاحها وبرامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت؛ لتكسب الكثير من المستمعين، إلا أنه لم يكن يعبأ بالمال والثراء، وأبي أن يتكسَّب بالقرآن، فقد عُرض عليه سنة 1935 أن يذهب للهند مقابل (15) ألف جنيه مصري، فاعتذر، فوسّط نظام حيدر آباد الخارجية المصرية، وضاعفوا المبلغ إلي (45) ألف جنيه، فأصرَّ الشيخ علي اعتذاره، وصاح فيهم غاضبًا: "أنا لا أبحث عن المال أبدًا، فإن الدنيا كلها عَرَضٌ زائل".وقد عرض عليه المطرب "محمد عبد الوهاب" أن يسجِّل له القرآن الكريم كاملاً مقابل أي أجر يطلبه، فاعتذر الشيخ خوفًا من أن يمسَّ أسطوانة القرآن سكران أو جُنُب.


    مرض وابتلاء

    شاء الله أن يُصاب الشيخ محمد رفعت بعدة أمراض لاحقته وجعلته يلزم الفراش، وعندما يُشفي يعاود القراءة، حتي أصيب بمرض الفُواق (الزغطة) الذي منعه من تلاوة القرآن، بل ومن الكلام أيضًا؛ حيث تعرَّض في السنوات الثماني الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية، منع الصوت الملائكي النقي من الخروج، ومنذ ذلك الوقت حُرم الناس من صوته، فيما عدا ثلاثة أشرطة، كانت الإذاعة المصرية سجلتها قبل اشتداد المرض عليه، ثم توالت الأمراض عليه، فأصيب بضغط الدم، والتهاب رئوي حاد، وكانت أزمة الفُواق (الزغطة) تستمر معه ساعات.

    وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج، فلم يقبل التبرعات التي جُمعت له، والتي بلغت نحو (20) ألف جنيه، وفضَّل بيع بيته الذي كان يسكن فيه في حي "البغالة" بالسيدة زينب، وقطعة أرض أخري؛ لينفق علي مرضه. عندئذ توسط الشيخ "أبو العنين شعيشع" لدي "الدسوقي أباظة" وزير الأوقاف آنذاك، فقرَّر له معاشًا شهريًّا.وشاء الله أن تكون وفاة الشيخ محمد رفعت في يوم الإثنين 9 مايو 1950، نفس التاريخ الذي وُلد فيه، عن ثمانية وستين عامًا قضاها في رحاب القرآن الكريم.

    قالوا عن الشيخ

    قال عنه الأديب "محمد السيد المويلحي" في مجلة الرسالة: "سيد قراء هذا الزمن، موسيقيّ بفطرته وطبيعته، إنه يزجي إلي نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهي ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلي أوركسترا". ويقول عنه "أنيس منصور": "ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها، وسر جمال وجلال صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر علي أن يرفعك إلي مستوي الآيات ومعانيها، ثم إنه ليس كمثل أي صوت آخر".ويصف الموسيقار "محمد عبد الوهاب" صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكي يأتي من السماء لأول مرة، وسئل الكاتب الكبير "محمود السعدني" عن سر تفرد الشيخ محمد رفعت فقال: كان ممتلئًا تصديقًا وإيمانًا بما يقرأ.أما الأستاذ "علي خليل" شيخ الإذاعيين فيقول عنه: "إنه كان هادئ النفس، تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد، كان كيانًا ملائكيًّا، تري في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق، وكأنه ليس من أهل الأرض".

    وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - عندما سئل يومًا عن رأيه في كل من الشيوخ: محمود خليل الحصري ، و عبد الباسط عبد الصمد ، و مصطفي إسماعيل ، و محمد رفعت ، فأجاب بقوله: إذا أردنا أحكام التلاوة فهو الحصري ، وإن أردنا حلاوة الصوت فهو عبد الباسط عبد الصمد ، وإذا أردنا النَّفَس الطويل مع العذوبة فهو مصطفي إسماعيل ، وإذا أردنا هؤلاء جميعًا فهو الشيخ محمد رفعت ، رحم الله الجميع .وقد سئل بعض الكُتاب عن سر تفرد الشيخ رفعت بين قرَّاء زمانه، فأجاب: " كان ممتلئًا تصديقاً وإيماناً بما يقرأ " .

    ونعته الإذاعة المصرية عند وفاته إلي المستمعين بقولها: "أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام".أما الإذاعة السورية فجاء النعي علي لسان المفتي حيث قال: "لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام"!!

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    الله عز وجل أن :
    يشرح صدرك
    وينور قلبك
    ويسهل أمرك
    ويسعد حظك
    ويجب دعوتك
    ويصلح ذريتك
    ويغفر ذنبك
    ويحسن خاتمتك
    ويكون في الفردوس الأعلى منزلي ومنزلك

    بارك الله فيك اخى الرائع وجزاك كل خير ووفقك لكل ما يحب ويرضا

    اخى جعل الله هذى المواضيع القيمه فى ميزان حسناتك يارب

    ربى يغفر لشيخ ويسكنه جنة الفردوس يارب

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    اللهــــــم آميــــــــن

    ياني أحتاج لهذي الدعوات

    بهيــــــــه

    أشكرك أختي الطيبة من كل قلبي

    ربي يوفقك ويحفظك ويسعدك

    بدنياك وأخرتك ويجعل الجنة مثواك

    ولا يحرمك من عزيز يارب .

    دمتي بخير

المواضيع المتشابهه

  1. (التلاعب بمشاعر البنات )
    بواسطة الكـــــايد في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 19-07-2008, 12:52 AM
  2. مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 28-09-2007, 07:24 AM
  3. لا تتلاعب بمشاعر حواء.....
    بواسطة يحيوني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-03-2007, 07:58 PM
  4. فتاة19 عاما تتزوج من نفسها لانها تعشق شخصية نفسها
    بواسطة al-shmaly في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 31-03-2006, 02:30 AM
  5. قبل ان تفيض روحها -قالت ابي حرمك الله ريح الجنه
    بواسطة ][ .. عـتريـس .. ][ في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 25-04-2005, 06:29 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •