محمود .. طفل عبر بوابة السنوات الست, لكن الحي الشعبي الذي لجأت إليه أمه بعد طلاقها نهش جسده وعقله فأصبح يعاني من اضطراب نفسي شديد.
والحكاية كما ترويها الأم تبدأ بنزول محمود إلي الشارع دون علمها ثم اختفائه لعدة أيام, تسلي به سائقو الميكروباصات في مدينة15 مايو ثم تلقفه الباعة الجائلون وناولوه عقاقير هلوسة علي انها بمبوني ـ علي حد تعبير محمود الذي ابتلع قرصا فقرصا وأصبح يرقص ويؤدي حركات تسعد الباعة الذين فقدوا ضمائرهم, فواصلوا اللعبة..
لديهم طفل صغير تائه ولا أحد يسأل عنه.. ينام هنا أو هناك تحت عربة أو فوق قفص خشبي أو أمام باب دكان صغير, والطفل يسألهم الطعام وهم يريدون أن يتسلوا ويقضوا أوقاتا سعيدة, فما المانع في مناولته قرص صراصير والتصفيق والفرجة علي محمود..
بعد أن عثرت عليه الأم وجدته طفلا آخر غير ابنها.. طفلا عنيفا مضطربا يريد الـ بمبوني وهي لا تفهم مقصده ولأنها تعاني فضلا عن حمي روماتيزمية من ضيق ذات اليد وتبحث عن عمل ليل نهار, وبالكاد تنجح في إطعام أطفالها.. لجأت إلي مستشفي حكومي لم يعالج محمود بقدر ما حذرها من حالته واحتياجها إلي علاج وجلسات خاصة. لجأت إلي مسئولة بإحدي قري الأطفال لينضم إليها حتي يعالج ولكن القرية طلبت أوراقا وأوراقا ولم تستجب لها..
مواقع النشر (المفضلة)