عندما يشيد الجسر علي أسس واهية فإنه لا محالة سيتأرجح يوماً.. ثم لا يلبث أن يترنح ليخر بعدها ممزقاً إلي أشلاء يصعب لملمتها.

طارت قيمنا بضعف ديننا.

المسلم قولاً وليس فعلاً..

يسرق ينهب يظلم يزني يعصي ويقول مسلم؟

القلوب تبلدت وتحجرت من فتن الدنيا.

غارقون في فضائيات ومال

والأسرة ترعي كأنهم غنم

الصلاة تقضي في دقيقة

والجلوس علي التلفاز ساعات وساعات

يعصي الله في نصف ليل

والرب في سمائه الدنيا ينتظر

والناس غارقون في منام أو هوي نفس

فبذلك القلوب تبدلت


ذلك هو واقع حال المسلم.. لقد انتشرت الأمراض عند المسلمين وتفشت ولا تنصلح إلا بعلاج النفس إنها أعدي أعداء الإنسان نفسه التي بين مكامن الهوي والشهوات والغرائز عند الإنسان.

إن الروح معرضة للأمراض النفسية والجسد كائن حي مادامت الروح كامنة فيه يعتريه من الأمراض الحسية المختلفة ما يعتريه في سمعه وبصره وقواه المتعددة في ظاهر كانت أم باطن.. ونظراً إلي أن الله تعالي قد ميز الإنسان في خلقه وفضله علي كثير من خلقه بعقل يدرك الخير من الشر والهدي من الضلال وبقلب يعي ويبصر وبمدارك تهدي إلي ماتقضيه فطرة الله التي فطر الناس عليها ومن ذلك القدرة علي التدرج في آفاق العلم واختراق حجب الكون.

وأعلم أن حياة القلب وحياة غيره ليست مجرد الحس والحركة الإرادية أو مجرد العلم والقدرة فإن القلب الحي يكون صاحبه حياً فيه حياء يمنعه عن القبائح فإن حياة القلب هي المانعة من القبائح التي تفسد القلب أنه يمكن للمرء أن يعرف أن المرض لا يكون فقط في الجسد بل أيضاً يكون في النفس فمن المعلوم ان النفس تمرض كما يمرض الجسد.

كما تتفاوت النفوس فهناك من يسعي إلي المال فمتي ما كان المال في القلب أعمي صاحبه وأرداه قتيلاً لهم جمعه، فإن سلم من أمراض الجسد لم يسلم من أمراض النفس وهي أشد داء وأصعب دواء.

فالنفس إذا أحبت شيئاً سعت في حصوله بما يمكن حتي تسعي في أمور كثيرة تكون كلها مقامات لتلك الغاية فيفعل لأجله ما هو محرم أو ما هو مأمور به لله فيفعله لأجل هواه لا لله.. فيسوء خلقه وتثقل نفسه حتي يقضي وطره.

إنها ثمرة مرة، ونتائج تجلب الأسي والحسرة، وهذا الصنيع له أسباب قد تجتمع كلها أو ينفرد بعضها، ومنها: الجهل الذي يغيب به ما جاء في الكتاب والسنة من عظم حرمة المسلم في دمه وماله، وعرضه، ومنها: عدم الإدراك بالواقع العصيب للأمة المسلمة ومنها أمراض النفوس.

فيجب علي كل فرد أن يعالج نفسه بصحوة ومحاسبة نفسه وذلك لإصلاح النفوس وتطهيرها عن طريق العلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المحظورات تزكية للنفس.