مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تحدرت دمعتاها

  1. #1
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    131
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي تحدرت دمعتاها

    بسم الله الرحمن الرحيم




    في عشية (من عشايا سنة 2007 ) ساكتة لا يسمع فيها إلا الصمت في بيت هادئ لا يرى فيه إلا تلك الأم المتحسرة على حالها وحال أبنائها انطوت على نفسها وجلست صامتة وحيدة تجيل عينيها الضعيفتين في هذه الدنيا الصامتة التي دارت من حولها فتبدل كل شيء وهي لازالت راسخة ثابتة
    كان ترى أبنائها يضيعون من يديها يرددون الأغاني الصاخبة كببغاوات ويسبقون الإعلانات وهم يتراقصون على موسيقاها ويبارون ممثليها في هز الجسم وترقيق الصوت تلك الطاقات الفذة والقدرات الهائلة تجدها مصروفة في ما لا يحسن أن تتوظف فيه وهم المسلمين الذين عليهم إعادة أمجاد الدين وحضارته من جديد لسالف عصرها المشرق كانت تتمنى أن يكون كتاب الله في قلوبهم وألسنتهم لا تتعب من ترديد ذكر الله والإستغفار بدلاً من التفاهات وغث المعاني وتتمنى أن تستثمر طاقات أبنائها في عمل يطور من أدائهم وخبرتهم أو دورة تزيد من قدراتهم ومهارتهم أو القراءة في كتب العلم أو كتب تساعدهم على مواجهة هذه الحياة .. وخاصة أنهم قد حصلوا على إجازتهم الصيفية في مدارسهم وجامعاتهم وأصبحوا يعانون من الفراغ


    أصبحت الأم مهمومة قد تقاسم فكرها العزيزان : أبنائها وأمتها فما تدري ما الذي ينقذهم قبل فوات الأوان وماذا تفعل كي تفعل ما بوسعها ليعود العز للإسلام .. لكنها تذكرت قول أحد المشايخ في كتابه عندما قال : : "إن الله سبحانه وتعالى لفت النظر لأهمية التدبر في القرآن وتعلمه فقال سبحانه: الرحمن (1) علم القرآن(2) خلق الإنسان (3) علمه البيان (4)
    فلماذا قدَّم الله سبحانه وتعالى تعليم القرآن على خلق الإنسان مع أن المشهود أن الإنسان يُخلق أولاً؟ أليست هذه إشارة إلى أن الإنسان لا يكون إنساناً حقيقياً إلا إذا تعلَّم القرآن؟



    في هذه الآونة تسمع الأم حديث نفسها فعلمت أنها أخطأت فلم تقم هي ولا زوجها بتعليم أبنائهم القرآن وحفظه .. كي يكون الفرد منهم إنساناً حقيقياً
    فهي تعلم أن الصفحة البيضاء : الآثار الإيجابية للقرآن تظهر بصورة أكبر على الطفل لأن الطفل يسهل تشكيله وتعليمه وكما قالوا قديماً: "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر".

    لم تعلم الأم من أين تبدأ العمل وجعلت تفكر وهي تمرر يدها على شعرها المنسدل حولها فتذكرت أخواتها في مركز التحفيظ وتذكرت صديقتها سمية وكيف أن إبنها حافظ لكتاب الله وأن الله فتح عليه الدنيا بأسرها لعظم تربية أهله له ورعاية الله سبحانه وتعالى به فتنهدت وقالت : الطفل لما يتعلم القرآن من يوم هو طفل يتميز في كل الأمور عن الطفل الي ما حصل هالخير .. القرآن أعطى أبن صديقتي سمية نفسية قوية وأخلاق تشوفها في كل ميدان وموقف حتى في الابتلاءات .. القرآن أشوفه أعطى عقلية علمية موضوعية لا تقبل نتائج من دون مقدمات ولا تخضع إلا للحجة والبرهان والقرآن مدرسة يتعلم منها ابن آدم الفضائل السلوكية ويجنبه قبيح الأقوال .. أتذكر يوم سمية تقول لي أن أبنها تعلم من القرآن أمور كثيرة منها الدراسة والتخطيط والإهتمام بالنظر والتفكر والتأمل اااااه ودي أن واحد من عيالي يصير مثل ولد السديس إمام الحرم او ولد الشريم إمام الحرم أو مثل العفاسي أو ابن باز أو ابن عثيمين ... ودي لكن هل الأماني تحقيقها بالتمني ..


    تعود الذاكرة بالأم الحزينة لــأختها سمية عندما قامت بمحاضرة لزميلاتها حول فائدة القرآن وهل يصعب حفظه على الأطفال

    تقول سمية: حفظ القرآن يا أخوات فائدة للطفل من جميع النواحي ففي حفظه له استقامة للسانه وحفظ له من التلفظ بالسوء كما يرزقه الله به فهماً يتفرد به بين أقرانه ومن في سنه وتقوى عنده أيضاً ملكة الحفظ ويتعذر اختراق عقله بأوهام الدنيا...
    ألا ترون يا أخوات أن حفظ القرآن أسهل على الطفل منه على الكبير على الرغم من أن البعض قد يظن أن حفظ القرآن يصعب على الطفل لعدم استطاعته فهم معظم ألفاظه لكن هذا ظن خاطئ "فقد رأيت من خلال تدريسي لأبني أنه يستوعب ويحفظ بسرعة ولا ينسى بسهولة كالكبار ربما لأن ذاكرته تكون كالصفحة البيضاء
    ".

    تذكرت الأم قصص الأخوات عندما انتهت صديقتها سمية من الكلمة حول القرآن وقصة كل أم مع أبنها..

    تذكرت أم عمر عندما قالت : بدأ ولدي حفظه للقرآن منذ أن كان في "الروضة" وهو الآن في الصف الرابع الابتدائي وبفضل الله أصبح يحفظ أربعة أجزاء وألاحظ أن هذا الحفظ ساعده على أن يكون ترتيبه الأول في مدرسته كذلك ألاحظ تلفظه بكثير من الألفاظ باللغة العربية حتى في لعبه مع إخوته الصغار.. وهذا أمر رائع".

    وتقول أم نورة عن ابنتها نورة ـ طالبة بالصف الثاني الثانوي ـ: "تحفظ إبنتي القرآن كاملاً، وهي تحترم إخوتها الكبار وتعاملني ووالدها معاملة حسنة وقد تأثرت بالقرآن الكريم فهي هادئة الطبع حسنة الخلق في لسانها فصاحة وهي متفوقة في دراستها فقد أورثها القرآن حسناً في أخلاقها وقوة في لغتها العربية وإتقاناً لعبادتها وحباً للطاعة".


    عادت الأم لرشدها وسطعت لها فكرة كما يسطع البرق خلال الظلام وإن هذا هو سلاحها الأخير رغم أنها تعلم وللأسف أنها لم توجه أبنائها الكبار في صغرهم لحفظ القرآن وتدبره ولم تستثمر إجازتهم الصيفية في ذلك أو في أي آمر يعود لهم بالنفع سواء في الدنيا أو الآخرة بل كانت تدعهم يقضون أوقاتا طويلة أمام التلفاز وفي تبديد الوقت في لعب البلاي ستيشن أو غيره من مبددات الوقت علمت الآن أن قارب النجاة لازال موجود ولازال ينتظر الكثير كي ينقلهم للخير الكثير فلازال لها أبناء صغار وأما الكبار فلازال هنالك أمل وخير كثير .. علمت أن ما حصل لها قبل قليل إنما هو أحد أعمال أعداء الإسلام لنا فهم يريدوننا أن نعيش في حزن وأن لا نرى ولا نتأمل أن هنالك فجر ونور فلقد لجأ أعداء الإسلام لصرف المسلمين عن دينهم عن طريق صرفهم عن القرآن حتى أصبحت صورة حامل القرآن صورة لا يرجوها الآباء لأبنائهم! ففطن من المسلمين من فطن إلى ذلك الأمر واتجه غيرهم إما للأندية والملاعب كوسيلة لتسلية الأبناء أو أنهم لم يقوموا بأي شيء كي يكون لهم أثر على أبنائهم وهؤلاء يحرمون أبناءهم وأنفسهم بركة القرآن والتنشئة عليه فيكون أبناؤهم وبالاً عليهم لأنهم تربوا بلا رادع رباني أو مقوم إلهي وعليها أن تتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ـ منهم ـ: ولد صالح يدعو له" وهذا شرف عظيم ستناله إن حمَّل أحد أبنائها القرآن

    قالت بأعلى صوتها لازال هنالك أمل وقد عزمت على أن أشجع أبنائي على حفظ القرآن والذهاب للمسجد وتحبيبهم في كتاب الله وتلاوته بالأحكام وأن أصلي به أمامهم وأن أرغبهم في حفظه بهدايا وجوائز نافعة لهم .. نعم من الآن سأبدأ في جعل هذا الفراغ لأبنائي لا وجود له وهم بأنفسهم سوف يحصرون على هذا .


    من لديه فكرة يا إخوة في ملئ الفراغ وبمساعدتنا جميعاً في زرع الأمل سواء للصغير أو للكبير في حفظ القرآن أو استغلال الإجازة بما فيه نفع فليخبرنا بالطريقة والأسلوب الأمثل وما هي الأمور التي تحفز الشباب للعمل ..


  2. #2
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    131
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    ولا رد ؟!

  3. #3
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي على النقل والمجهود القيم

    اثابك الله عنا وعن الجميع خير الجزاء

    والله يعطيك العافيه ويجعل ما نقلت في موازين حسناتك

    دمتم في حفظ الرحمن

  4. #4
    ][ ..قلم جذاب.. ][


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    7,052
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    يعطيك العافيه اختي
    وشاكره لك حماسك
    دمتي في حفظ الله

  5. #5
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    131
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    اي نقل استاذة .. هذا من كتاباتي

المواضيع المتشابهه

  1. ** بحيرة الأحلام (1) **
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 27-12-2010, 12:17 AM
  2. كشف بحيرة خمر وسط الجبال
    بواسطة Alameer’’.. في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-02-2009, 08:52 PM
  3. واقعكـِ : بحيرة ألغامـ!!!
    بواسطة نبــض من الخيال في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-11-2006, 01:05 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •