مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 10

الموضوع: تميز المؤمن بعزته وأخلاقه

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Angel تميز المؤمن بعزته وأخلاقه

    التميز في حياة المؤمن أمر ضروري جداً، خاصة في عصور الغربة، لأن المسلم الصادق يُعرف بتميزه وإصراره على دينه بين الناس، فيوصف بصحة معتقده عند فساد المعتقدات، وبالتزامه بالسنة عند انتشار المبتدعات، وبصدق إيمانه إذا فشا الكذب والنفاق، وبعبادته إذا كان الناس يلهون ويلعبون، وبأخلاقه إذا هدرت الأخلاق وضيعت.

    هذه بعض صفات الغرباء الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (طوبى للغرباء أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم (رواه احمد)

    ومن علامات الصدق لدى المسلم إذعانه للحق، وقبوله من أي أحد كان فالصادق لا تراه إلا باحثاً عن الحق الذي يتعبد به لربه عز وجل ويقربه إلى مولاه، وإذا بان له الدليل ولاح له الحق فرح به ووجد فيه بغيته، ولا يرده أبدا سواء أكان قائله صغيراً أم كبيراً، عدواً أم صديقاً، وإذا وجدت هذه الصفة الكريمة عند المسلم، وصارت من عاداته وأخلاقه، فإنها تنفي كثيراً من الصفات الذميمة مثل الكبر والاستعلاء والتعصب للآراء والتحزب للأشخاص والهيئات، وتورث المحبة والألفة بين أهل العلم والدين، وتنفي الفرقة والاختلاف، كما أن قبول الحق والتمسك به يقتضيان القول به والدعوة إليه من دون لبس أو تردد، فالصادق لا تراه إلا صادعاً بالحق لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يجامل ولا يداهن.


    صدق الإيمان

    إن الصدق في محبة الله عز وجل ومحبة دينه، يقتضي أن يكون أمر هذا الدين هو شغل المؤمن الشاغل، حيث لا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال وهو يرى دين الله عز وجل ينتهك ويقصى من الحياة، وبالتالي يرى الفساد المستطير يدب في عقول الناس وأعراضهم وأموالهم.

    إن المؤمن الصادق لا يقدّم على هذا الهم الأكبر أي اهتمام من أمور الدنيا الفانية، ولكن إلى الله نشكو حالنا، وضعف إيماننا وركوننا إلى دنيانا، حيث إننا إذا رجعنا إلى قلوبنا وإلى الاهتمامات التي تملؤها، لم نجد عند أكثرنا ويا للأسف سوى اهتمامات دنيوية بحتة هي التي تحتل الأرقام الأولِى في تفكيرنا، فمنا من همه الأول منصب يحصل عليه، أو شهادة يستلمها ليعيش بها، ومنا من همه زوجته وأولاده أو تجارته وأمواله... الخ. هذه الاهتمامات الفانية، ثم إن كان هناك فضول تفكير واهتمامات جاء أمر هذا الدين والدعوة إليه بعد الاهتمامات السابقة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف الصدق عندنا في الدعوة إلى الله عز وجل، والجهاد في سبيله.

    يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها، وهو بارد القلب، ساكت اللسان، شيطان أخرس كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق).

    الالتزام بمكارم الأخلاق

    إذن التميز مطلوب في حياة المسلم لأن هذا التميز ينفعه في دنياه وأخراه.. التميز المطلوب هو الذي ينهض بالأمة ويعيدها الى أمجادها من جديد.. التميز الذي يجعل المسلم عنصرا فاعلا في مجتمعه، يحقق المشاركة الفاعلة في بناء الحضارة والمدنية.

    إن التميز في شخصية المسلم يكمن في فكره الوقاد وأهدافه السامية وغاياته النبيلة، لان التميز الحقيقي يكون في الالتزام بمكارم الأخلاق والبعد عن توافه الأمور والمحافظة على الأمور الشرعية والصبر على وساوس الشيطان وحيله.

    هذا التميز هو الذي يدعو دائما الى الفضيلة والعفاف ويدعو الى الحياء والخلق الرفيع بأن يكون المسلم دائما سباقا الى عبادة الله وطاعته والتقرب اليه بأنواع الطاعات، منافسا على فعل الخير والانقياد لأمر الله والتسليم لرسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا”. (الأحزاب 36)

    إن المؤمن المتميز هو الذي يترك الإيمان في نفسه وجوارحه، آثارا جميلة من إصلاح النفس وشعور بالرضا والسكينة ورفض لكل مظاهر التغريب وتمسك بالعادات والتقاليد الإسلامية.

    وهذا لا يمنع المسلم من أن يكون عصريا، يستفيد من تقنيات العصر الحديث، مسخرا إياها في خدمة دينه ومجتمعه، فالحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أحق بها، بل إن المسلم يجب عليه أن يكون سباقا في ذلك مادام لا يتعارض مع تعاليم دينه.

    إننا أمة التميز والفضل والخيرية، لكن ذلك مشروط بقيامها بمهمتها التي كلفها الله بها وهي الإيمان به سبحانه وتعالى، وعبادته وحده لا شريك له والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويوم تفرط الأمة بهذا الواجب تذبل وتضمحل وتصبح أمة لا كيان لها ولا شأن.

    قال تعالى: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..” (آل عمران: 110)

    العزة الحقيقية

    العزة كما يعرفها علماء اللغة: القوة والشدة والغلبة، والرفعة والامتناع. فهي إذن حالة مانعة للإنسان من أن يغلب أو يمتهن وصار العرف الآن يعبر عنها في أكثر الأحوال بلفظ الكرامة، وقد يستعار لفظ العزة للحمية والأنفة المذمومة كما في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنم وَلَبِئْسَ المِهَاد) (البقرة: 206)

    والعزة يطلبها الإنسان ويبتغيها فيما يعتقده من الأديان وهو الأهم، وقد تطلب من عوامل أخرى كالقوميات والأيديولوجيات والتقدم العلمي والنمو الاقتصادي والتفوق العسكري وغير ذلك، بيد أن هذه العوامل أقل شأنا من عامل الدين، على الأقل من وجهة نظر السواد الأعظم من الناس، الذين يمثل الدين بالنسبة لهم قضية حياتهم ومظهر عزهم وفخارهم.

    العزة الممدوحة هي عزة المؤمن بالله العزيز الذي لا يغالب ولا يقاوم. قال تعالى (وَلِلهِ العِزةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِن المُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) (المنافقون: 8) والعزة المذمومة هي تلك العزة الزائفة التي يدعى لها أصحابها من الفضل ما ليس لها - ما أكثر الزيف في عالمنا اليوم - وقد ذم القرآن الكريم في هذا الصدد اعتزاز الكفار بكفرهم فقال (بَلِ الذِينَ كَفَرُوا فِي عِزةٍ وَشِقَاقٍ) (ص:2)

    والعزة لله ورسوله والمؤمنين هي العزة الحقيقية الدائمة الباقية، وأما عزة الكفار فهي الزيف بعينه فلا مرحبا بعز محدود يعقبه ذل ممدود، لكن متى يدركون ذلك؟ (يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَناتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذَابُ) الحديد: ،12 13

    بل إن آلهتهم التي عبدوها من دون الله، سوف تنقلب عليهم وتبرأ من شركهم قال تعالى: (وَاتخَذُوا مِن دُونِ اللهِ آلِهَةً ليَكُونُوا لَهُمْ عِزا، كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدا) (مريم:،81 82) وهنا يحدث الندم وتقع المذلة، وهذا حال كل من يعتز بغير الله، أو يطلب ذلك العز بسخط الله. ولقد قال الأوزاعي ناصحا الخليفة المنصور: إن من طلب العز بطاعة الله رفعه وأعزه ومن طلبه بمعصية الله أذله الله.

    سراب المال والجاه

    يقول أحدنا: مالي هو سندي، الذي لا يحوجني إلى أحد فهو مظهر عزي واستغنائي عن الناس، ولو استبصر لعلم أن ماله هذا فتنة له ووبال عليه إن لم يراع حق الله فيه، وقد يكون سبب ذله يوما ما.

    ويقول الحسن رضي الله عنه: والله ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله. ويقول أحدنا: إنني ضعيف لا عزوة لي، ولا مكانة فلأحتم بفلان ذي الجاه، ذي المقام الرفيع بين الناس، ولو تدبر واقع الناس، لأدرك أنه ما تعلق أحد من البشر بآخر اعتزارا به من دون الله إلا وقعت الفرقة بينهما، ودب السخط والحقد بين حبيبَيِ الأمس، لأن حبهما لم يكن لله بل اعتزازا لأحدهما بالآخر من دون الله، وهذا حال من يسعون لكسب المعارف من الخلق بغية المصلحة أو الوصول إلى غرض، ولربما كان الدواء عين الداء، فكان ذلك التعلق الدنيوي سبب امتهانه وإذلاله.

    عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اعتز بالعبيد أذله الله) وقد جاء في نوادر الأصول للحكيم الترمذي تعليل طيب لما قرره الحديث الشريف جاء فيه (..أن الاعتزاز بالعبيد مفتاحه حب العز وطلبه فإذا طلب العز للدنيا طلبه من العبيد، فترك العمل بالحق والقول بالحق لينال ذلك العز فعاقبة أمره الذلة فإن الله تعالى يمهل المخذول حتى ينتهي به خذلانه إلى أن يستحق لباس الذل.

    ومنا من يعتز بالكفار الذين لا يؤمنون بالله ربا ولا بالإسلام دينا ولا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وهذا وهن في الدين، وأمر خطير، فهو موالاة لأعداء الله، وثمرته معاداة المؤمنين، وهي ثمرة تمجها الأفواه والأنوف وكل الجوارح. وقد حذر الله عز وجل من التدنى إلى هذا المستوى جاعلا إياه وصفا للمنافقين فقال: (بَشرِ المُنَافِقِينَ بِأَن لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً، الذِينَ يَتخِذُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ العِزةَ فَإِن العِزةَ لِلهِ جَمِيعاً) النساء: ،138 139

    وقد حدث هذا فجعل الله علينا سلطانا مبينا، حيث سلط علينا أعداءنا، تكاتفوا علينا، واجتمعوا على كراهيتنا وحربنا، على صورة لم تحدث من قبل، وتحققت فينا نبوءة رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال: حب الدنيا وكراهية الموت).. فاللهم رحمتك يا عزيز

    مفهوم التميز

    إن المؤمن المتميز هو الذي يترك الإيمان في نفسه وجوارحه آثاراً جميلة من إصلاح النفس، وشعور بالرضا والسكينة، ورفض لكل مظاهر التغريب، وتمسك بالعادات والتقاليد الإسلامية. وهذا لا يمنع المسلم من أن يكون عصرياً يستفيد من تقنيات العصر الحديث مسخراً إياها في خدمة دينه ومجتمعه، فالحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أحق بها، بل إن المسلم يجب عليه أن يكون سباقاً في ذلك ما دام لا يتعارض مع تعاليم دينه.

  2. #2
    $$ رحلة بداية النهايهـ $$


    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    %عــــــ للأسف خــاين ــــالم%
    المشاركات
    2,902
    معدل تقييم المستوى
    3

    افتراضي

    جزاك الله كل الخير وجعلها في ميزان حسناتك

    ودمت بود
    سارة@

  3. #3
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    جزاكى الله خير


    على الموضوع المفيد أسأل الله العظيم ان يجعل ما طرحت في موازين حسناتك


    لا يحرمنا من جديدك


    دمتى بحفظ الرحمن

  4. #4
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    سارة@

    وعد

    ربي يجزاكم كل خير

    نورتوا صفحتي البسيطة

    تقبلوا كل شكري وتقديري

    ودمتم سعداء

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    الـ ـشـ رقــ ــيه
    المشاركات
    3,277
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    جزاك ربي الف خير....

    واشكرك على المواضيع الراائعه

    والشيقه دائما في تقدم انشااا ءالله

المواضيع المتشابهه

  1. هل أصبحت الملابس وسيله لتحديد شخصية الانسان وأخلاقه ؟
    بواسطة بطه ستايل في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 13-08-2008, 12:13 PM
  2. بليز بليز اللي يعرف لا يبخل علي
    بواسطة » ريم آلولهانة « في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 17-07-2008, 05:22 PM
  3. صالح بشير وأخلاقه؟؟؟؟؟(مــــــــقـــــطــــع فـــــــديــــو)
    بواسطة $ّانـتـهـيـنـاّ$ في المنتدى الرياضة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 05-12-2007, 10:07 PM
  4. حلي من اللؤلؤ....او اكسسوارات من اللولو
    بواسطة ₪عــ الاحسـاس ــذبة₪ في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 19-05-2006, 05:17 PM
  5. بليز يليز بليز توقيع الله يخليكم
    بواسطة اموت فيك يا عاشق الريم في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-11-2005, 11:43 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •