يشعر الطفل بالضجر والملل من ساعات السفر الطويلة، وقد يصاب بالغثيان والدوار، وأحياناً القيء. وفي بعض الأحيان، يكون عرضةً للخطر نتيجة عدم التزامه بمكانه، كما أن طلباته الملحّة التي لا تنتهي وبكاءه تجعل الرحلة شاقّة يعاني خلالها كل أفراد الأسرة.كيف يمكن أن يحظى طفلك بسفر آمن؟ وكيف تتحوّل ساعات السفر الطويلة إلى أوقات ممتعة؟.
من المعروف أن حركة المركبة وخصوصاً السيارة، غالباً ما تسبّب إصابة الطفل بحالة من الدوار، ما يجعله يشعر بالإجهاد والتعرّق، وقد يصل الأمر إلى القيء والاسهال. وفي هذا الاطار، تنصح استشارية الاطفال الدكتورة فادية محسن بضرورة إعطاء الطفل وجبةً خفيفةً قبل الرحلة، منبّهة الى ضرورة توقف السيارة فوراً إذا ما شعر بالغثيان، مع جعله يمشي ويستنشق الهواء النقي. أما إذا كان السفر بالطائرة، فان الهبوط والاقلاع يسبّبان ألماً فى الأذن الوسطى، ما يدفع الطفل الى البكاء. وللتغلب على هذه الحالة، يجب تقديم «المقرمشات» أو العصير أوقطعة من اللبان (العلكة) للطفل، فعملية المضغ أو البلع تساعد على استقرار المعدة، وتفتح انسداد الأذنين ما يساعد في التغلّب على أعراض الدوار.ومن الممكن استشارة الطبيب لتحديد دواء خاص لعلاج دوار الحركة.
إجراءات احتياطية
وعن الإجراءات الاحتياطية التي ينبغي مراعاتها قبل سفر الطفل، تشدّد الدكتورة محسن على ضرورة التأكد من اعطاء الطفل التطعيمات الأساسية اللازمة، بالاضافة إلى التطعيمات الخاصة بأماكن الزيارة المرتقبة (تطعيمات الحج على سبيل المثال). أمّا إذا كان الطفل يعاني من مرض مزمن أو خطير ما يتطلّب تناوله لبعض العقاقير بشكل دائم، فمن الافضل الحصول على تقرير طبي يتضمن تشخيصاً لحالته وتاريخة المرضي والادوية التي يتناولها وتحديد جرعاتها لتقديمها، إذا لزم الامر، لأي طبيب في أي مكان اخر.
ومن الضروري إطلاع الطبيب المتابع لحالة الطفل بنية السفر، ووسيلة المواصلات، وزمن الرحلة، وذلك لتحديد إمكانية سفر الطفل أو منعه وفقاً لحالته.
كما يجب أن تضمّ حقيبة يد الأم: دواءً خافضاً للحرارة، ومرهماً مرطباً للجلد، وضمّاداً، ومطهراً، ومناديل معطرة لنظافة الأيدي، وفرشاة، ومعجون أسنان. وإذا كانت الرحلة ستستغرق مدّة طويلة، يجب اعطاء الطفل السوائل والمياة تباعاً، حتى لا يصيبه الجفاف.
لسفر آمن
وبالمقابل، يمثّل اصطحاب الأطفال الذين لا يتجاوزون الثلاث سنوات الى الرحلات البعيدة تحدّياً للوالدين! ويؤكد المتخصّصون في علم نفس الأطفال أنّه ليس من السهل على الاطفال في هذه السن أن يظلّوا جالسين في مقاعدهم لفترات طويلة، وعلى الوالدين تقبّل هذه الحقيقة.
ومعلوم أنّ لكل وسيلة مواصلات قواعد أمان يجب أن يحظى بها الطفل، وذلك على الشكل التالي:
< عند السفر بالسيارة
تشير الحقائق العلمية إلى أن أجساد ركاب السيارة تخضع لسرعة السيارة، ما يفسّر اصطدام الجالسين في المقاعد الخلفية بزجاج السيارة الامامي في حال التوقف المفاجئ. وتشير الاحصائيات الى أن الاطفال هم أكثر الضحايا تأثّراً في أي تصادم، ما لم تطبق عليهم قواعد الأمان الخاصّة، والتي تتمثّل في:
< إذا كانت سن الطفل لا تتجاوز الثلاث سنوات، يجب أن يجلس فى كرسي خاص يلحق بمقعد السيارة.
< التأكد من تثبيت كرسي الطفل الخاص بالسيارة بإحكام.
< عدم ايداع أي غرض بصورة غير مثبتة في السيارة، وذلك لتفادي ارتطام هذه الاغراض بالركاب، في حال التوقف المفاجئ.
< يجب على سائق السيارة الالتزام بقواعد المرور والسرعات المحدّدة على الطريق.
< عدم السماح للطفل بنزع حزام الأمان أثناء سير السيارة ولو حتى لدقيقة واحدة. وإذا كان الطفل يقاوم ويحاول الخروج من كرسيه، اجعليه يلهو بلعبته المفضّلة أو اشغليه بلعبة مسلية أو احكي له قصّة.
< من الأفضل أن تكون بداية السفر أثناء الليل لاجتياز أكبر مسافة ممكنة أثناء نوم الأطفال.
< اصطحاب الطفل يتطلّب التوقف كل ساعتين الى 3 ساعات لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، ليمدّد رجليه أو يتناول وجبة خفيفة ما يعينه على تحمّل وقت الرحلة.
< عند السفر بالطائرة
< ان السفر بالطائرة يسبب حالة من التوتر والقلق للراشدين، لذا يجب أن يتحلّى الوالدان بالهدوء حتى لا يشعر الأطفال بالخوف.
< من الأفضل أن يكون الطفل مستيقظاً عند إقلاع وهبوط الطائرة، حتى لا يفيق أثناء ذلك، وينتابه الفزع.
فرصة للتعلم
وللسفر منافع عدّة للأطفال، كما تشرح الاختصاصية زينب صلاح، فهو يساهم في اكتساب الطفل الخبرات العلمية والثقافية، ويعزّز معلوماته التاريخية والجغرافية والطبيعية.ومعلوم أن أفضل طريقة للتعلّم هي التي تتّسم بالتشويق، وليس هناك أكثر تشويقاً من السفر لاعتماده كطريقة فعّالة في تعليم الأبناء.
وتنبّه الى ضرورة التحضير الجيد للرحلة، مع جعل الطفل يشترك في بعض المهام ليشعر بقيمة الوقت، بالإضافة إلى إطلاعه على الأماكن التي نخطّط لزيارتها ما يزيد من تقبله لفكرة السفر ويعينه على تحمّل الوقت الممل.
إلعبي مع طفلك أثناء السفر
إذا كان السفر سيستغرق وقتاً طويلاً، يمكنك استغلال هذا الوقت بلعبة جماعية، ومن الألعاب المسلية التى يمكن أن يمارسها الاطفال:
< لعبة تقليد الأصوات: في هذه اللعبة، يكون كلّ مشترك مسؤولاً عن تقليد صوت حيوان يختاره بنفسه، وفيما تقوم الام بسرد قصة عن مزرعة أو حديقة حيوانات، على كل مشترك أن يقلّد صوت الحيوان الذي اختاره في كلّ مرة يذكر فيها اسم الأخير.
< لعبة التخيّل: إذا كنت تمرّين بالجبال والتلال والأشجار، اطلبي من طفلك أن يشبّه هذه المعالم الطبيعية بأشياء يتخيلها، مثلاً: «هذا الجبل يشبه الفيل»... وهذه اللعبة تزيد من قدرات الطفل، وتنمي خياله.
مواقع النشر (المفضلة)