مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كبريائي.. دمر حياتي

  1. #1
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    43
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي كبريائي.. دمر حياتي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    لم يكن في حسباني أن أرى بأم عيني، ما شاهدته وأنا في كامل وعيي ويقظتي
    وقواي العقلية، ولكن أحياناً يحدث أن يرى المرء ما لا يسره، ولا يستطيع أن يفعل
    شيئاً خصوصاً إذا كان هو المتسبب في ذلك.


    ذات مرة وبينما كنا عائدين من جولة ترفيهية، زوجي وأنا، وابنتنا الصغيرة (رشا) والخادمة الآسيوية (الهادئة) وكانت السيارة تتهادى عبر الطريق الخالي من الحركة إلا في فترات متقطعة.. حدث خلاف في الرأي حول أحد الموضوعات التي تهمنا، واحتد الكلام بيننا وتعصب كلانا لرأيه، رفض التنازل فهو رجل له شخصيته وليس من السهل أن ينثني، وأنا اعتبرت المسألة تتعلق بالكرامة وعزة النفس، وقلت طالما أنا على حق.. فلن أرجع عن رأيي.

    نصف مسافة الطريق تقريباً، أمضيناها في صمت رهيب، كأننا ركاب في أحد القطارات الأوروبية، حيث لا يعرف أحد الراكب الذي بجواره، ولا حديث ولا مؤانسة، ومرت تلك الدقائق ثقيلة ومملة وقاتلة، حتى وصلنا إلى منزلنا، وبعد أن أدخلنا ما معنا من أمتعة دخل كل منا غرفة، ولم نجلس سوياً.. كان يتوقع أن أعتذر له، وأتودد إليه، وأذهب إليه في الغرفة التي بقي فيها كنوع من الترضية وتطييب الخاطر. لكنني لم أفعل شيئاً من ذلك.. صار لا يكلمني ولا يقترب من غرفتنا التي نقيم فيها سوياً، ولا يطلب أكلاً ولا شرباً ولا سلام بيننا، تأزمت الأمور ووصلت حد القطيعة، صار يذهب إلى المطاعم ليتناول الوجبات، ويعود إلى المنزل ليقضي تلك السويعات في غرفة خاصة به، حتى إذا طل الصباح نهض وأعد نفسه للعمل.. وإذا جاء ومعه بعض الأغراض أو المواد التموينية، ناولها للخادمة لتضعها في أماكنها المحددة.

    كان يتحرق من الداخل ويتألم ولكنه لا يبوح بذلك.. حيث كان يأمل أن آتيه سعياً أو (حبواً) لكنني (للأسف) لم أفعل ذلك.. كنت مثله أيضاً.. أحترق داخلياً وأتألم.. وربما أكثر منه، لكن لم تبدر مني كلمة تعبر عن فقدي له بجواري واحتياجي له في كل الأوقات، وعذابي النفسي لابتعاده عنا.. وكنت أكتم ذلك أشد ما يكون الكتمان.. لكن الكبرياء والغرور.. جعلني أتجاهل كل معاناتي وأصر على ألا أنكسر له، وأقول في نفسي: طالما أراد ذلك فليكن له ما أراد، ولا شك أنه كان يكظم غيظه، ويعتصر ألمه، ويداري معاناته، ولكن ماذا كان يجري في الخفاء؟ الله وحده أعلم بذلك..

    لم يتراجع أحدنا ويتنازل للآخر، مرت الأيام، والقطيعة قائمة، ومتفاقمة، والأثر النفسي يفيض، ويبدو أن حالته كانت أسوأ مما أتصور، خصوصاً أنه كان يتوقع ألا تطول مدة القطيعة، وألا أعامله بتلك القسوة.

    خلال هذه الفترة، كانت علاقته بالخادمة أكثر مما سبق حيث كانت هي التي تعد له مستلزماته، وتجهز ملابسه وتستلم منه الأغراض المحضرة من السوق، وتبلغه بالطلبات الناقصة في البيت. فكان التواصل معها تمليه ظروف عدم التواصل بيننا.. لكن هذه العلاقة – فيما يبدو – لم تقف عند حدود الضروريات وقضاء الحاجات.. بل تعدت ذلك ووصلت إلى مستوى الزيارات والمحادثات، وقد أحسست بذلك قبل أن أراه بأم عيني.

    ذات ليلة استيقظت في ساعة متأخرة، وسمعت صوت حركة مشي داخل البيت، وخرجت أتتبعه، وقبل أن أعرف عنه شيئاً سمعت باب غرفة الخادمة يغلق بعنف.. اتجهت نحوه وقلبي يخفق، فوصلت عنده وطرقت الباب فإذا هي مستيقظة، مرتبكة.. قدمت من الغرفة التي ينام فيها زوجي.. وبتوجيه الاتهام لها والضغط عليها انهارت وأقرت بأنها كانت معه على اختلاء.

    وفيما بعد عرفت أنها كانت تزوده بالخمر عبر طرف ثالث بواسطة أحد السائقين من بني جلدتها.. فاكتشفت أن الضغط النفسي الذي تعرض له، وأن وجود فرصة لتواصله مع الخادمة كانا سبباً في أن يضعف أمامها وينحرف في الهلاك.. لا أخفيكم انهارت الثقة بيننا بعد أن انكشف المستور، وتم القبض على الخادمة والشبكة التي تتعامل معها من أبناء جلدتها.

    المجرم الخائن.. الذي يمكن أن يطلق عليه (الضحية) أصبح هائماً.. تعيساً، يعيش بمفرده في شقته، ومبلغ علمي أن ظروفه العملية ساءت، وكذلك حالته النفسية، صار كثير الغياب عن العمل وكثير السفر، والانزواء بعيداً عن الأهل والأصدقاء.

    أما أنا فقد عدت إلى بيت أهلي، أحمل (رشا) الصغيرة وأحمل هماً في رأسي، وهماً في أحشائي، وفقدت زوجي ولم أرض نفسي، وكان بالإمكان معالجة الأمر في مراحله الأولى.. ولكن ذلك لم يحدث.. وبسبب عنجهتي وكبريائي.. أضعت زوجي ومستقبل ابنتي وكذلك المجهول الذي حملته في بطني.. والذي صار اليوم (الشاب ف). أما الحد الفاصل في العلاقة مع أبيهما.. فكانت علاقته بالخادمة فأصبحت بعد ذلك كل علاقاته الاجتماعية سيئة، وتجاربه فاشلة، فلم ينجح في الزوجة الثانية، ولا الثالثة ولا في حياته العملية..

    إنها مأساة إنسانية لا أبرئ نفسي من المشاركة في صنعها، وإزكاء النار التي احترق فيها زوجي السابق كإنسان!!.

    المعطف

    ترك الباب مفتوحا في منتصف الليل .. وخرج ..
    كان الثلج قد بدأ يهطل ..
    [ حتى أنتِ تركتيني ]
    اتكأ قليلا على عصاه .. وتابع ..
    [ كنا نشكو من الأولاد .. وعندما كبروا .. تركونا .. أنتِ قلتِ ذلك .. لم يكن هذا بعيدا ..]
    اشتد هطول الثلج الصامت ..
    [أربعة وخمسون عاما .. تحت سقف واحد .. كيف طاوعك قلبك .. لم أكن أتخيل أنك سترحلين ..]
    أصبح خارج المدينة .. واقتربت شواهد المقبرة .. فلفه الخشوع من كل الجهات ..
    [ كلما جاءنا ولد ذبحنا خروفين .. ثلاثة أولاد بستة خرفان .. وبنتان بخاروفين ..]
    جلس قرب قبر مازال ترابه طريا ..
    [السلام عيكم .. أتذكرين يا أم وجدي .. كم من المسرات منعناها عنا .. لأجل الأولاد ..]
    شرق بالدمع ..
    [ حتى وأنتِ ميتة .. لا أرتاح إلا معكِ ..]
    تحسس ترابها بأصابعه ..
    [ أتشعرين بالبرد ..؟ ]
    نزع معطفه .. وغطى ترابها ..
    [ كنتِ تشعلين المدفأة بيديك .. حتى في الأيام الدافئة .. كنتِ شديدة التأثر بالبرد ..]
    نزع كنزته أيضا ..
    [ عندما تخرج ابننا البكر طبيبا .. كانت فرحتكِ لا توصف .. وقلتِ لي .. لم يعد يهم .. ابننا سيداوينا ..]
    غطى وجهه بكفيه ..
    [ بعد غياب طويل .. رأيته في عزائك ..]
    وضع عصاه بحيث يسند إليها رأسه ..
    [ والباقون .. لم يكونوا أفضل منه ..]
    سرى الخدر في أطرافه ..
    [ ليس لكَ غيري .. كنتِ تقولين ذلك دائما ..]
    انفتحت كوة في السماء شديدة البياض .. ورأى الملائكة يهبطون إليه ..
    [ مَن قال إني سأترككِ ..]
    وحملوه معهم ....



    لكم قلبي ...

    تقبلو موضوعي اخوكم:

    ][`~*¤!||!¤*~`][المحب دومن][`~*¤!||!¤*~`][

  2. #2
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الامـ rak ــاراتــ
    المشاركات
    180
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    تسلم شيخي ع القصه ونرقب يديدك و بالتوفيق ياربي .....

  3. #3
    ... عضو مـاسي ...


    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    1,608
    معدل تقييم المستوى
    2

    افتراضي

    شكراااااااااااااااااا

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    في عالم خيالاتي
    المشاركات
    7,326
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    تجاوزفي النشر

المواضيع المتشابهه

  1. هذي أنا .. ببقى أنا .. وهذي حياتي .. هي حياتي .. ومن إختياري ..
    بواسطة ♥ĹŐĹĨŤĂ♥ في المنتدى مدونات الذات
    مشاركات: 121
    آخر مشاركة: 16-02-2012, 09:09 AM
  2. كبريائي فدوتك !! أكسره ملعوووووووون ابوه
    بواسطة عميق الجرح في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 05-01-2009, 03:15 PM
  3. مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 08-02-2008, 10:25 AM
  4. علمني كبريائي؟؟
    بواسطة صقر سبيع في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 17-02-2007, 05:59 PM
  5. جرح كبريائي
    بواسطة فارس بلا فتاه في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-06-2006, 05:25 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •