عندما يكون لدي الأسرة فرد من ذوي الاحتياجات فإن الضغوط تزداد عليها، فتبقي مهمة الأسرة في المجتمع تتمثل في انتاج الأطفال وإمدادهم بالبيئة الصالحة للتحقيق حاجاتهم الجسمانية والاجتماعية، كما أنها تعدهم للمشاركة في المجتمع للتعرف علي قيمه وعاداته.
بل ان وجود ذي العجز بيننا لا يثير الشفقة بل علي العكس يعلمنا الاعتماد علي النفس، والأجدر بنا أن نحترم رأيه وننظر له بفخر وأن لا نخلق له الإعاقة النفسية من شفقة وعطف فهي التي تخلق منه إنسانا عاجزاً.
كما أن المجتمع نفسه لا ينظر إلي المعاق نظره الشخص السليم المعافي ومؤكداً أنه يتأثر من هذه النظرات التي يوجهها له المجتمع، بل ان ظروف الشخص العاجز عقلياً حتماً تختلف عن الأشخاص العاديين.. فينظر للمجتمع بنظره الخوف والسخط والغضب.
كما يعرف ذو الاحتياجات بأنه الشخص الذي يختلف عن المستوي الشائع في المجتمع في صفة أو قدرة شخصيته سواء كانت ظاهرة كالشلل وبتر الأطراف وكف البصر أو غير ظاهره مثل التخلف العقلي والصم والإعاقات السلوكية والعاطفية بحيث يستوجب تعديلا في المتطلبات التعليمية والتربوية والحياتية بشكل يتفق مع قدرات وإمكانات الشخص المعاق مهما كانت محدودة ليكون بالإمكان تنمية تلك القدرات الي أقصي حد ممكن.
فهو يشعر بعجزه عن الاندماج في المجتمع نظراً لظروفه المرضية، فتختلف نفسيته اختلافاً كلياً عن صنوه المعافي، فيبقي حياته مغلفة بالحزن والأسي، كلما تذكر اصابته، اتسعت الهوة بينه وبين مجتمعه، مما يجعله يزداد نفوراً وتقوقعاً.
فتتعدد المواقف مع ذوي الاحتياجات ولكل منهم طريقة للمعاملة فلا نستطيع معاملة الكل معاملة واحدة فلا بد من وجود ضوابط وقواعد للذوق واللياقة تحكم التعامل مع هؤلاء الأشخاص.
ومن أهم الأساليب الخاطئة التي يمارسها الولدان علي طفلهم الإهمال: ويتمثل في ترك الطفل دون تشجيع وقد يأخذ الاهمال مظهر عدم العناية بالطفل من حيث المأكل والمشرب والملبس أو عدم الاهتمام او عدم الحماية او عدم التقدير الأمر الذي حرم العديد من الأطفال من التعليم والتأهيل وإبقائهم حبيسي المنازل فلا يجوز ان يضغطوا عليهم ويفرضوا عليهم اسلوبا للحياة قد لا يتوافق مع ميولهم وشخصياتهم بل ومن الممارسات الخاطئة ان يعطي الاخصائي النفسي للمعاق اختبارا مصمماً للأشخاص العاديين دون معرفة مدي امكانية تطبيقه علي المعاق عقلياً وفي حالة عدم قدرته علي الكتابة، سيستعاض عن الأسئلة المكتوبة بالإشارات أو التمثيل أو اختبارات غير لفظية مناسبة.
بل لا ينحصر مصطلح الاعاقة علي الشخص غير السوي فكل ما يحولك عن فعل اي شيء تريده فهو عائق لا يمكنك من ممارسة حياتك بالشكل السوي، وخاصة الأنشطة اليومية ومن بينها خدمة النفس الذاتية، الأنشطة التعليمية العلاقات الاجتماعية وحتي الاقتصادية منها. لكن هل هذا ينطبق علي الشخص السوي الذي يصدر منه تصرفات يضع من خلالها إطارا لسلوكه يمكن أن تصفه أيضاً بالشخص المعاق.
بل ان كثيرا من ذوي العجز في العالم أثبتوا قدراتهم في الكثير من المهارات فشاهدنا من ذوي العجز مهندسين وميكانيكيين وكهربائيين يقومون بتأدية أعمالهم كما يؤديها الشخص السوي اذن علينا ان نفتح لهم المجال ليمارسوا هواياتهم علي اختلافها ونسألهم عن الهوايات التي يحبون ممارستها لأنهم كما قلنا هم خبراء أنفسهم بل علينا أن ندمجهم معنا في جميع المجالات.
حيث اعتني الإسلام بهم فزرع القيم الطيبة في النفوس، وأعطاهم حقوقهم كاملة في انسانية أخاذة، ورفق جميل، مما أبعد عن المعاقين شبح الخجل، وظلال المسكنة بل ان الإسلام لم يقصر نداءه الإنساني علي المعاقين فقط بل امتد النطاق فشمل المرضي عامة، بل يحتفل العالم بذوي الاحتياجات الخاصة في الثالث من شهر ديسمبر من كل عام. وقد تقرر هذا اليوم لتذكير المجتمعات بقضايا ذوي الاحتياجات والنظر الي مشاكلهم والي طموحاتهم وآمالهم.. بل عقدت الكثير من الندوات وورشات العمل بالتعاون مع المؤسسات الدولية والجمعيات الخيرية العربية والدولية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة مثل منظمة اليونسكو واليونيسيف وذلك لوضع رؤية مستقبلية وتحديد الأولويات المشتركة بين الدول العربية والتنسيق والتعاون بينها للاهتمام بتعليم الصغار والكبار وتأهيلهم ليتوصلوا للاعتماد علي أنفسهم.
إذا لا تكن أنت المعاق بتصرفاتك تجاه هؤلاء الأشخاص بل عاملهم كأنهم أشخاص عاديون، لا يستطيع أحد أن ينكر احتياجاتهم للمساعدة، فلا تحاول إيذاء مشاعرهم بتوجيه الاهتمام المتعمد الذي يشعرهم بحرمان أي مهارة من المهارات الطبيعية التي أعطاها الله للإنسان.
مواقع النشر (المفضلة)