عبد الله:
هم دائما يق:186[1]:كانوا خمسة أصدقاء متحابين متآزرين، في مدرسة واحدةٍ.
في[size=6] أحد الأيام جاء تلميذ جديد منقول من مدرسة أخرى.. وما إن رأى جَمْعَ الأصدقاء حتى أعجب بهم، وانضم إليهم فأصبح يلازمهم كأنه واحد منهم وكان اسمه محمد.
مرت الأيام.. ولكن بدلاً من أن يصير الأصدقاء ستة فإنهم أصبحوا أربعة؛ فقد تخاصم فجأة عبد الله وأحمد فزعلا ولم يعودا يلتقيان مع بقية الأصدقاء.. وعندما حاول الأصدقاء الثلاثة عمر وحسان ورائد أن يصلحوا بين أخويهم عبد الله وأحمد ، فإن محمد لم يشجعهم وقال:
- كلاهما على خطأ، دعوهما يتصالحا من تلقاء نفسيهما!.
فذهل الأصدقاء الثلاثة مما قاله محمد . قال عمر:
- كلاهما على خطأ، دعوهما يتصالحا من تلقاء نفسيهما!.
فذهل الأصدقاء الثلاثة مما قاله غضبان. قال عمر:
هذا غير معقول، فنحن أصدقاء. ولا بدّ من أن نصلح بينهما من اليوم!.
فسأله حسان:
- وكيف يكون ذلك؟.
رد عمر:
- أقترح أن تذهب أنت مع رائد إلى بيتيّ أحمد و عبد الله وتحضراهما إلى هنا متصالحين، وسأبقى مع محمد بانتظاركما!.
قال محمد بلا مبالاة:
- لا أظنهما يتصالحان، وربما سيجعلان حسان ورائداً يزعلان منهما!.
لكن حسان ورائداً ذهبا في الحال إلى صديقيهما.. وبقي عمر ومحمد ينتظران.. لكن انتظارهما طال وطال حتى يئسا. فقال محمد ساخراً:
- ألم أقل لك؟ ربما جعلا حسان ورائداً يزعلان مثلهما!.
قال عمر وهو يكتم غضبه:
أهذا معقول؟ أربعة أصدقاء يتفرقون هكذا؟ ما الأمر؟ وكيف يحصل هذا؟ سأذهب بنفسي لأعرف الحقيقة
ومضى عمر يسعى في الصلح بين أصحابه. ومضى إلى بيوتهم واحداً واحداً.
لكن المفاجأة كانت صاعقة حقاً، فحين ذهب إلى بيت أحمد ، وكان أقرب البيوت إليه، قابله أحمد وعيناه تشتعلان غضباً وقال:
اُغرب عني، أنت لست صديقي، كفاكم نفاقاً، أنتم تسخرون مني كلما غبت عنكم!.
ثم أغلق الباب بوجه صديقه عمر!.
ذهب إلى بيت عبد الله :
ماذا تريد يامنافق أتريد أن تسخر مني أكثر وأإلق الباب بوجهه
ذهب إلى بيت حسان:
قال عمر :
أهلا
قال حسان:
أهلا بالصديق المزور الكذاب أتيت لتخبرني عنك وعن أصدقائك المنافقين فأنا لم أ‘د صديقكم إغرب عن وجهي
وأغلق الباب بوجه عمر
فذهب إلى بيت رائد فقال عمر :
أهلا رائد
رائد بنفس منزعجه:
أهلا
عمر:
أرجوك يارائد أخبرني لماذا نحن متفرقين
رائد:
لأننا لا نصلح أصدقاء أنتم تسخرونمني إذا غبت عنكم
حزن عمر حزناً عميقاً، وعاد إلى بيته مهموماً، ونام ليلة أرقة. وما إن حلّ صباح الغد حتى كان أول الداخلين إلى المدرسة. وهناك التقى مدرس صفهم وروى له الحكاية العجيبة كلّها. فكر المدرّس عميقاً ثم قال لعمر:
- دع الأمر لي، وجزاك الله خيراً على حسن خلقك.
ثم ابتدأت الدروس. وكان الأصدقاء الأربعة كلّهم حاضرين. وكانوا لا يكلمون إلا محمد ، ولكن لم يكلم أحد الآخر، فقد انتشر الخصام بينهم كالنار في الهشيم.. أما عمر فجلس حزيناً وحده. وبعد انتهاء الدروس قال المدرّس:
- ليبق عمر ورائد ومحمد وحسان و أحمد وعبد الله في الصف، وليذهب بقية الطلاب إلى بيوتهم!.
وبقي الأصدقاء في الصف، فابتدرهم المدرّس بالسؤال:
- ما الذي جعلك يا أحمد تزعل فجأة من جميع أصدقائك هكذا؟.
فقال أحمد وهو يغالب غضبه:
- إنهم يسخرون مني من ورائي يا أستاذ! ويطلقون عليّ لقباً لا يليق بي!
ثم بكى أحمد من الانفعال!.
وفي الحال قال الأصدقاء الثلاثة بأصوات متقاطعة:
- لا يا أستاذ، بل هو الذي يسخر مني!.
ردّ أحمد بانفعال:
- لا بل هو وهم الذين يلقبونني بالبالون السمين!.
رائد:- صدقني يا أستاذ هم الذين يصفونني بالسلحفاة العرجاء!.
حسان:
لا هم الذين يصفونني بالكمثرى المعفنهولون عني أنا فيلسوف زمانهم
وهكذا راح الأصدقاء يُلقي بعضهم اللوم على بعض وينفون عن أنفسهم كل لوم.
وبلطف المدرس الحنون هدأهم كلهم، فسكتوا. وقال المدرس:
ولكن قولوا لي بحق: كيف عرفتم هذا الكلام؟ أسمعتموه مباشرة، أم نُقِلَ إليكم؟ وممن سمعتموه أوَّل مرة؟.
رفع محمد يده ويده الأخرى على بطنه وقال:
- أستاذ بطني تؤلمني فاسمح لي بمغادرة الصف!.
المدرس:
:43ar:
مواقع النشر (المفضلة)