[align=center]
ينتابني شعور دوماً بإننا كـ عرب سريعاً ما تُحطمنا الأزمات ( هذا بالإصل إن كان هُناك أزمات )
وبكل تأكيد فإنني لا أتحدث من باب الشمولية بل من أبواب السلوك الفردي
هُناك خلط كبير لدينا بين الأزمة والفرصة ... فكثير من الفرص تأتي إلينا ولكن لغرابتها أو لخروجها عن المُعتاد نعتقد بأنها أزمات وليست فرص !!
من الملاحظ للكثيرون أن لديهم إعتقاد عميق بأن تغيير هويتنا يبدو أمراً مهدداً لحياتنا الشخصية .. حيث أننا نعشق الثبات بوتيرة واحدة بحياتنا دون مُحاولة تغيير هويتنا من صورة إلي صورة أفضل ( ! )
كيف تكون الأزمة فرصة ؟
سؤال قد يداعب العقل وهذا تساؤل منطقي وحكيم .
الجميع يعلم من هو ( مانديلا ) ذلك الزعيم الأفريقي والذي نال كثيراً من أجل تحرير وتغيير مفاهيم تسكن بلاده .. بكل تأكيد كان الرجل يعيش لسنوات طويلة قابعاً تحت رحمة جلادي السجون .. الرؤية من الظاهر توحي لنا بأن الرجل يعيش بأزمة حقيقة .. ولكن كان ( هو ) وكانت ( هي ) والمقصود بــ ( هي ) زوجته .. كانا يؤمنان بأن ذلك الأمر ليس بأزمة بقدر ما هو فرصة حقيقية حينما تسلطت أضواء العالم على قضيتهما .. وبالفعل تحقق ذلك .. تحقق التخلي عن مفاهيم ومباديء غير سوية تسكن بتلك المنطقة !!
زوجي طلقني !!
هي في الظاهر أزمة حقيقية لأي إمرأة يحدث لها الطلاق .. ولكن في المُقابل قد تكون فرصة حقيقية للتخلص من وضعية سيئة والأندماج بالمجتمع والحياة بصورة أفضل .. ولكن قلة من النساء من يستطعن إدراك أن الطلاق في أحيان كثيرة هو ليس بأزمة بقدر ما هو فرصة حقيقية ... والأمر كذلك للرجل متى ما قمنا بعكس الصورة !!
لدينا إشكالية حقيقية بكيفية النظر إلي الجوانب المضيئة والتخلي عن تصوير الأمر بأنها أزمات مُتكررة .. ولا أستطيع أن أفقد أهمية ما قاله آين رايد ( الثروة هي نتاج قدرة الإنسان على التفكير ) فسريعاً ما نستدعي صور الأزمات وتحوير طاقاتنا إلي البكاء والألم بينما نُغفل عن كيفية إستخدام عقولنا عن كيفية إستغلال الأحداث المُتجددة ،،
فشلتُ في عملي !!
كثيراً من البشر يُصيبهم الإحباط لمجرد الفشل .. وأنا أعترف بأن الفشل أمراً مؤلماً .. ولكن الأهمية الكُبرى تحت بند ماذا سوف نفعل بعد الفشل ؟
كثيرون هم الذين سوف يستمرون بإحباطهم .. كثيرون يتألمون ويستمرون بألمهم من بعد الفشل ... ولكن البعض من الناجحين يؤكدون أنهم لو أنهم لم يفشلوا ببدايات حياتهم لما كانوا ناجحين بصورة ملحوظة ... إذ أن الفشل في أحيان كثيرة يكون فرصة وليس أزمة .. وهذا ما نتغافل عنه دوماً !!
لدي مُشكلة !!
سريعاً ما نقوم بتحوير الأمور الإعتراضية والعادية وتصوريها بالمُشكلة الأزلية .. فنحن بصورة خاصة كعرب لدينا باع طويل بهذا الجانب ... إذ أن حدث إعتراضي صغير نُطلق عليه وصف ( مُشكلة ) وبهذا الأمر تكون وتيرة حياتنا عبارة عن سلسلة من المشاكل المُتتالية إذ أننا نقوم بتصوير كل حدث بأنه مُشكلة !!
إذكر أنه يوماً ما حدث طارئاً سيئاً في عملي .. وكان بجواري مديري وهو من الجنسية الغير عربية .. فقلت له أن هذا الأمر مُشكلة .. فإبتسم وقال :
لا أعتقد بأنه مُشكلة .. إذ أن إطلاق وصف مُشكلة لا يأتي إلا للأحداث التي يكون بها مجال تصحيحها أو تغييرها أمراً مُستحيلاً .. إنه أشبه بمركبة الفضاء ( أبلو ) عندما حدث بها ما حدث فكان الإتصال المُباشر من تلك المركبة قائلين :
هيوسين ليدنا مُشكلة !!
هُنا وصف الأمر بالمشكلة أمراً صحيحاً أما أننا تعميم الأمور الإعتراضية البسيطة وتصويرها بأنها مشاكل فتلك تخلق مجال واسع من الإحباط والتخاذل والألم !!
وبين الأزامات والمشاكل والفرص الحقيقية يكون تكوين حياتنا ( ! )[/align]
مواقع النشر (المفضلة)