سعيد المليص لـ«الشرق الاوسط» : الوزارة ستعزز دور لجان التأكد من عدم وجود أسئلة صعبة
الرياض: عبد العزيز الشمري جدة: سلطان العوبثاني وأميمية فردان وأمل قبضايا
أعلنت وزارة التربية والتعليم في السعودية أمس أنها مستعدة لاعادة النظر في توزيع درجات امتحان مادة الرياضيات اذا ثبتت صعوبة الامتحان، في أول ردة فعل لها أمام تلويح بعض الطلاب في العزوف عن أداء بقية الامتحانات المقبلة بداعي الرغبة في إعادة السنة الدراسية لضمان الحصول على معدل عال في العام الدراسي المقبل.
في هذه الأثناء اتفق أمس طلاب وطالبات الصف الثالث الثانوي (التوجيهي) في السعودية على ان اسئلة الرياضيات كانت «محبطة ومليئة بالغموض» وارتكزت على مناهج تدرس في دول عربية اخرى، مطالبين وزارة التربية والتعليم بإنصافهم، واعادة تقييم درجات الأسئلة التي كانت من خارج المنهج.
وقال عبد الملك المطلق، طالب توجيهي في مدينة الرياض، إنه «بعد الانتهاء من قراءة الأسئلة، كانت أول عبارة خرجت من فمي لمراقب اللجنة: لأول مرة أرى هذه الأسئلة«، وأرجع عبد الملك السبب في ذلك، بقوله «الطريقة التي وضعت بها الأسئلة كانت بأسلوب مختلف عما درسناه».
وأضاف هشام عبد الرحمن، طالب من مدينة جدة، «الأسئلة كانت عبارة عن أربعة أسئلة أساسية، ولكل سؤال منها ما بين الخمس إلى الثماني فقرات، وكل فقرة منها تحتاج إلى 10 دقائق، خصوصاً السؤال الثالث الذي يتحدث عن التكامل الجذري، والذي حمل لنا أساليب درسناها في مراحل سابقة«.
وتقول آلاء حبيب «أنا من الطالبات المتفوقات وحصلت في الفصل الدراسي الأول على نسبة 98%، وأرى أن الأسئلة كانت صعبة خاصة سؤال الاختيارات والتعليلات في السؤال الثالث» وتضيف «واضع الأسئلة لم يراع الفوارق الفردية».
وأمام ذلك أكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور سعيد المليص نائب وزير التربية والتعليم للبنين أن الوزارة مستعدة لإعادة النظر في توزيع الدرجات للمواد التي تثبت صعوبة الاختبار فيها لطلاب وطالبات الثانوية العامة.
وبين المليص أن الوزارة ستعزز دور اللجان الفنية في المناطق التعليمية هذا العام للتأكد من عدم وجود أسئلة صعبة على الطلبة، مشيرا إلى أن الوزارة لا تقبل أن تضع العقبات أمام أبنائها من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية.
وحول وجود صعوبة في أسئلة مادة الرياضيات قال الدكتور المليص «إن النتائج الأولية التي وصلت للوزارة أمس من مختلف المناطق أوضحت أن الأسئلة غير صعبة، وهناك من الطلاب من حصل على درجات مرتفعة بعد تصحيح جزء من أوراق الامتحان».
وبين المليص ان الوزارة تنتهج سياسة واضحة في أسئلة الثانوية العامة للطلاب والطالبات من خلال قياس درجات الطلاب والطالبات بعد الانتهاء من اختبار كل مادة للتأكد من عدم وجود انخفاض عام في درجات الطلاب لدى جميع المناطق التعليمية، مؤكدا أن الوزارة على استعداد تام في حال ثبوت أن أيا من المواد صعبة فأنه ستتم إعادة النظر في توزيع الدرجات لهذه المادة.
وقال الدكتور المليص إن بعض الطلاب سيصعب عليهم سؤال من مجمل الأسئلة ولكن الأسئلة بصفة عامة تكون متفاوتة الصعوبة إلى المتوسطة إلى السهلة ليتبين الطالب المتميز من غيره وهذه من الأمور التي تسعى الوزارة إليها ولكنها تبتعد عن صعوبة أسئلة الاختبارات بشكل عام.
في حين ردت اعتماد شعيب رئيسة لجنة اختبارات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي بإدارة تعليم جدة على تلك الاتهامات بقولها: «إن الأسئلة كانت سهلة وبسيطة وشاملة للمنهج وتمت مراعاة الفروق الفردية، كما تمت مراجعتها من قبل متخصصين في المادة العلمية لكل مادة فهي بالتالي لم تخرج عن نطاق المنهج الدراسي».
وعن الصعوبة التي وجدتها الطالبات في الأسئلة تقول شعيب «إن مكمن الصعوبة هو تركيز الطالبات على جزء معين من المنهج في الاستذكار حسب توقعاتهن الشخصية».
وفي السياق نفسه استغرب عدد من معلمي مادة الرياضيات أسلوب الأسئلة، التي فسروها بالمحبطة للآمال، و«استعراض عضلات» حسب وصف هشام سندي معلم مادة الرياضيات في مدرسة الثغر, الذي يقول «ما يعيب الأسئلة أنها اعتمدت على الغموض والتفكير، ولم تطرح بالأسلوب العلمي المتعارف عليه في امتحانات الطلاب، بل كانت عبارة عن ألغاز». ويضرب سندي مثالا على ما يقول «بعض الأسئلة كانت تحتاج إلى التحليل، ووقت طويل للقيام به، مع مراعاة أن توقيت الاختبار محدد بثلاث ساعات، هناك أسئلة كانت مناهج الصف الثاني ثانوي».
وكانت ورقة أسئلة مادة الرياضيات للصف الثالث الثانوي قد احتوت على أربعة أسئلة أساسية، قسم فيها السؤال إلى جزءين، الجزء الأول اختياري، بينما حمل الجزء الثاني من السؤال الأول ملء الفراغات، وكانت الأسئلة الأساسية الثلاثة المتبقية عبارة عن معادلات حسابية، وحمل كل سؤال منه فقرتين. وتلخصت أبرز ملاحظات الطلاب والمعلمين على أسئلة الرياضيات في الفقرتين الثانية والخامسة في السؤال الأول بالجزء الأول، والفقرة (د) في الجزء الثاني من نفس السؤال، بالإضافة إلى الفقرة الرابعة في السؤال الثالث، والفقرتين ألف وباء في السؤال الرابع.
واعتبر عبده حسن معلم الرياضيات في ثانوية الفتح أن الأسئلة التي وضعت على مستوى معلم، وليس طالبا، مضيفاً «بعض الأسئلة التي طرحت في الاختبار اختلفنا كمعلمين حول إجاباتها» فما حال الطلاب إذاً؟ وهذه أول مرة يتم فيها استخدام أسلوب غير مباشر في غالبية الأسئلة، خلافاً للسنوات السابقة التي كانت تحمل سؤالا أو سؤالين غير مباشرين»، بينما فسر الأستاذ إبراهيم الشوربجي سبب صعوبة الأسئلة في أنها ليست من المنهج، بل مناهج تدرس في دول عربية أخرى».
وذكرعدد من موجهي مادة الرياضيات في إدارة تعليم منطقة مكة المكرمة (اعتذروا عن ذكر أسمائهم)، أن الأسئلة كانت بالفعل صعبة، من خلال رؤيتهم لها، كما أكدوا صعوبة إعادة الامتحان، بل إعادة تقييم الدرجات، وتوزيعها من جديد على الأسئلة.
مواقع النشر (المفضلة)