فهل يجوز تخصيص وقت لهؤلاء لدخول المساجد والتعرف اليها من الداخل مع الالتزام بالآداب الشرعية لدخولها، وبرفقتهم أحد المتخصصين لتعريفهم بالاسلام ورسالة المسجد في المجتمع المسلم مع توزيع بعض الكتيبات باللغات التي يتحدثونها؟
الراجح من أقوال العلماء جواز دخول غير المسلمين للمساجد، عدا المسجد الحرام، اذا كان ذلك لمصلحة شرعية لأن النبي صلى الله عليه وسلم ربط ثمامة بن أثال الحنفي في المسجد قبل ان يسلم كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، وقد كان ربطه في المسجد حتى يسمع القرآن، ويرى المسلمين وهم يصلون ويتحلقون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسمع الحديث، وقد كان في ذلك مصلحة عظيمة فإن ثمامة قد أسلم، وأسلم بإسلامه خلق كثير، ثم خرج لمكة معتمراً مراغماً لأهل مكة، فطاف، وسعى، وأظهر إسلامه، وأغاظهم بذلك، ومنع عنهم الحنطة، وهذه مصلحة تحققت بإسلام هذا الصحابي لما جعل مكان أسره المسجد، وقد جعل النبي صلي الله عليه وسلم المسجد وسيلة لدعوة غير المسلمين فأنزل فيه وفد ثقيف ووفد نصارى نجران قبل ان يسلموا حتى يسمعوا القرآن، ويروا شعائر الله تؤدى من صلاة وذكر، فما كان منهم إلا أن أسلموا، فمشاهدة المصلين والقراء من أعظم أساليب الدعوة.
لذا فإننا نرى ان دخول غير المسلمين الى المسجد اذا تحققت به مصلحة شرعية جائز، ولا مانع من تخصيص وقت لهؤلاء لدخول المساجد، مع الالتزام بالآداب الشرعية لدخولها، وخاصة الحجاب للنساء وعدم اختلاطهن بالرجال، وضرورة وجود شخص يعرّفهم بآداب المسجد، وان يكون ذلك بإشراف الجهات المختصة، والحرص على دعوتهم للإسلام بجميع الوسائل المشروعة. والله تعالى أعلم.
مواقع النشر (المفضلة)