عندما تغيب الثقة بين الزوجين تتولد الشكوك.. الشك مرض يصيب الزواج في مقتل.. وقد يعصف به من الجذور باعتباره يمثل إخلالاً بأهم مقومات هذا البنيان المقدس.
وفي حياة كل زوجين لحظة شك تظهر حين يفقد أحدهما الثقة في شريكه فتؤدي إلي شرخ عميق في صلب علاقتهما.. فقد يصبح أحدهما ضحية لشكوك الآخر والتي بنيت كلها علي أساس واه من الوساوس والظنون.. وكان من الممكن معالجة الأمر بشيء من الوضوح والحوار.
فتعالوا معي نستمع لقصة هذه الزوجة التي رمزت لاسمها ع. ع ومعاناتها مع شكوك زوجها نحوها.
تسرد صاحبة هذه القصة في ذلك قائلة:
عندما تزوجنا كان حسن النوايا متوفراً عندي وعند زوجي إلي أبعد الحدود وكانت الظروف تقضي بأن يسافر هو للخارج.. وبعض الوشاة أوقعوا بيني وبينه بأنني لا أراعي غيابه عني أثناء سفره.. ونظراً لقرب هؤلاء الوشاة لقلبه فإنه صدقهم.
ومنذ هذا اليوم وهو يشك في تحركاتي وتصرفاتي ونواياي.. ولا يصدق أنني أعامله بصدق وأحتويه بإخلاص.. وأخذ يتربص بي.. وينتظر لي خطأ واحداً حتي يدمر حياتي.
وعلي الرغم من أنني لم أخطيء في حقه ولم ير مني سوي كل جميل وطيب سواء في خدمته أو رعايته أو مساندته في الأزمات وألبي كل رغباته ولم أرفض له طيباً.. وعلي الرغم من أنني أسير وفقاً لمبادئي التي تربيت عليها وهو يدرك ذلك جيداً ولا أخاف من محاولاته الدائمة الإمساك بي متلبسة بغلطة لأنني أحافظ عليه في حضوره وغيابه.. إلا أنني أتضايق كثيراً من هذا الأسلوب وأتعجب لماذا يقابل ثقتي فيه وحسن نواياي بكل هذا الاستخفاف والشك والظن..؟
وأتساءل.. متي يثق بي..؟ ويعتبرني شريكة حياته فعلاً.. وينسي شكوكه وظنونه التي زرعها فيه هؤلاء الوشاة..؟ متي يصدق أنني مخلصة وصادقة في حبي له ولم ولن أفعل شيئاً يشينه أو ينال من شرفه أو كرامته أو مكانته..؟
إن أسوأ شعور يمكن أن تمر به الزوجة هو عدم الأمان بجوار زوجها الذي استأمنته علي حياتها ومستقبلها وحافظت علي بيته وعياله وماله وعاشت معه في السراء والضراء.. فهل هذا هو الجزاء..؟ وهل تتعلق حياتها وسعادتها علي سوء فهم عارض..؟ إنني أتركه يفعل ما يشاء حتي يصل بنفسه إلي اقتناع بأنني أهل للثقة.. ولكن من داخلي أشعر بحزن عميق وجرح غائر بسبب تربصه بي وينسي لي كل صنيع طيب ويترقب لي الخطأ.. وهل يسلم الأمر..؟ قد يحدث سوء تفاهم.. أو أخطيء فعلاً في تصرف ما.. فهل تنتهي حياتي حينئذٍ..؟
أشعر بعدم الأمان وبأنني رخيصة لديه مهما قدمت من تضحيات لأجله.
إنني التمس الأعذار له.. ولكن ان طال هذا الوضع وتأكدت من أنه شكاك بطبعه وليس شيئاً عابراً فستكون لي وقفة أواجهه فيها.. وأرفض هذه التصرفات التي تسيء إلي كرامتي حتي لو أدي الأمر إلي الطلاق.
مواقع النشر (المفضلة)