مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 7

الموضوع: الذكــ،،ــر الحســ،،ــن

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Angel الذكــ،،ــر الحســ،،ــن

    الذكر الحسن هو ما يترك المرء من خصال حميدة في حياته وبعد مماته وما يذكره الناس ويتناقلونه عبر الأزمان عن شخص ما من تلك الخصال الطيبة والأفعال الحسنة التي تميز بها سواء كانت خلقاً من أخلاقه أو خلةً من خلاله الشخصية أو كانت أفعالاً حميدة متعدية قدمها للآخرين سواء كانوا أقرباء أو أبعدين كالصدق في القول والمعاملة الحسنة والأمانة والكرم والعطف والرحمة والبر والإحسان وغير ذلك؛ قال تعالى عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}

    فالذكر الحسن للإنسان عمر ثانٍ يخلد صاحبه في صفحات التاريخ المضيئة بما يتمتع به من خصال وما يسديه للآخرين من جهود نافعة ولك أن تقرأ وتسمع ما أثنى الله به سبحانه على رسله.


    وما قام به الصحابة والفاتحون والعلماء والمصلحون والملوك من جهود مشكورة في سبيل نشر الإسلام وهداية البشرية ولَمِّ شملها وتحقيق الأمن في ربوعها والقضاء على مشاكلها وتعليمها والأخذ بيدها إلى مرافئ السلام ديناً ودنيا، والنفس البشرية مجبولة على محبة الأخيار والمحسنين وأصحاب السجايا الحميدة حتى ولو كانوا خصوماً.

    ونقرأ ونسمع قصص مَنْ سبقونا وما يُروَى عنهم من خلال طيبة تميزوا بها فمنهم مَنْ ذُكِرَ بالصدق ومنهم من ذكر بالأمانة أو بالكرم أو بالشجاعة أو بالعلم والورع إلى غير ذلك.

    وقد سجل التاريخ أخبارهم وتناقلها الرواة جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلينا غضة طرية تشيد بأصحابها يستفيد منها الخلف بعد السلف ويستلهمون من ذكراهم وأخبارهم العطرة ما ينشرونه بين أهليهم ومجتمعهم كحبات من العقود اللامعة التي طرزوها في جيد الزمن.

    إن أصحاب تلك السِّير الحميدة لم يوصوا بنشرها والحفاظ عليها أو توثيقها وإنما هو الذكر الحسن الذي يبقى ما بقي الدهر ويسير عبر القرون تتناقله الأمم والشعوب فيما بينها، تسعى إلى ترجمته إلى لغاتها لتستفيد من تلك التجارب والخصال ولن تجد على مر التاريخ من يذم الصدق والأمانة والكرم والشجاعة وغيرها مهما كانت ميول الشخص؛ وهذا على مستوى الشعوب والأفراد.

    لقد سبق ديننا الإسلامي الحنيف الجميع إلى الإشادة ومدح الخصال الحميدة والثناء على أصحابها والدعوة إليها ففي القرآن الكريم آيات كلها ثناء على الرسل عليهم الصلاة والسلام على ما يتمتعون به من خصال حميدة أبرزها لتكون نبراساً للناس يقتدون بها ويسيرون على نهجها، ونورد هنا نماذج من الآيات التي ذكرت هذه الخصال وأثنت على مَنْ يحملونها ويتحلون بها ولو كانوا من رسل الله سبحانه؛ نورد نماذج منها لمناسبتها وللسير على منوالها ونعطر بها حديثنا.

    فلقد أثنى الله على رسله في القرآن الكريم بما هم أهله من صفات عالية وأخلاق فاضلة وجهاد ومثابرة في الدعوة إليه وتوحيده والوقوف في وجه الباطل والقضاء عليه فأقرأ بعض ما ذكر الله سبحانه عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ورسله الكرام مما يطول الحديث عنه قال تعالى عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وقوله {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}، وقوله {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}، وقال عن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام {وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}، وقال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ}، وقال تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا}، وقال تعالى عن موسى عليه السلام {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}، {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا}

    وقال سبحانه عن نوح عليه السلام {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}، وقال:{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}، وقال سبحانه عن إسماعيل عليه السلام {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ}

    وقال الله عن داود وسليمان عليهما السلام: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا}، وقال سبحانه {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ، وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}، والقرآن الكريم مليء بالثناء والذكر للأنبياء والرسل عليهم السلام.

    كما حفلت السُّنَّة النبوية الشريفة بالإشادة والثناء على الصحابة الكرام كما أن كتب السير والتاريخ هي أيضاً مليئة بذكر العلماء والفاتحين والمبدعين على مر العصور.

    فالتاريخ وعاء الذكر الحسن وغير الحسن ومخزنه في الحياة وبعد الممات فضع فيه ما تحب أن يُقال عنك سيرةً وخلقا.

    ورحم الله امرأً سعى إلى التحلي بالمكارم ومحاسن الأخلاق ليترك بعده الذكر الحسن والثناء العاطر تقتبسه الأجيال اللاحقة وتستلهم منه العبر والعظات، فإن آثاراً كهذه مصابيح يُستضاء بها لإنارة الطريق أمام الحائرين في وقت كثرت فيه الأوحال والمعوقات ولا سيما في هذا الزمن الذي كثر خبثه وساءت سيرة أغلب أهله وندر فيه أصحاب الهمم العالية والخصال الحميدة فانتشرت الرذيلة وتضاءلت الفضيلة وأصبح المنكر فيه معروفاً والمعروف منكراً لدى أغلب الناس إلا مَنْ رحم الله.

    وتباً للمفلسين من الخصال الطيبة.. ومكارم الأخلاق الذين ضاعوا بأنفسهم وأضاعوا غيرهم وسط الأوحال والمسالك المظلمة فكانوا عناصر سيئة ونقاطاً داكنة في تاريخ أمتهم فلا علم اكتسبوا

    ولا فضيلة نشروا ولا رذيلة أزالوا، يدخلون التاريخ ويخرجون منه كأن لم يخلقوا، يعيشون عيشة البهائم.

    وتباً مرة أخرى للذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فهؤلاء كالدخان تراه في طبقات الجو تحسبه رفيعاً ولكنه في الواقع وضيعاً قال الشاعر:

    وكن كالنجم لاح لناظر

    على طبقات الجو وهو رفيع ولا تكُ كالدخان لاح لناظر على طبقات الجو وهو وضيع وقد ذم الله سبحانه أولئك الذين يحبون أن يُحمدوا بما يفعلوا ومقتهم لانتحالهم لخصال لم يفعلوها ولم يستحقوها.

    والذكر الحسن فألُ خيرٍ للإنسان ومحمدة تخلده بعد مماته بين الورى وما أعد الله له في الدار الآخرة أعظم وما أكثر المكارم والمحامد التي تنفع الناس وتبقى وتبقي معها الذكر الحسن لصاحبها. {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}

    قال الشاعر:

    دقات قلب المرء قائلة له

    إن الحياة دقائق وثوانٍ

    فاختر لنفسك بعد موتك ذكرها

    فالذكر للإنسان عمر ثانٍ


    جعلنا الله ممن رفع الله لهم ذكرهم وحسن عملهم مفاتيح للخير مغاليق للشر ومن الذين يألفون ويُؤلفون؛ والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

  2. #2
    ... عضو مـاسي ...


    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    ....My World....
    المشاركات
    1,269
    معدل تقييم المستوى
    2

    افتراضي

    رائع أخي الكريم

    جزاك الله كل خير

    تحياتي لك

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    طــTAREKــارق

    ويجزاك ربي كل خير

    أشكرك من كل قلبي

    لاهنت

    على تعطير صفحتي المتواضعه

    دمت سعيد

  4. #4
    ... عضو مـاسي ...


    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    الاردن \ ولبنان
    المشاركات
    1,018
    معدل تقييم المستوى
    2

    افتراضي

    [align=center]جزاك الله كل خير

    وجعلها في ميزان حسناتك

    اخي العزيز اشكرك

    على هذا الموضوع القيم

    تحياتي لشحصك الكريم
    الخاطر الحزين
    [/align]

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    الخاطر الحزين

    ويجزاك ربي كل خير

    أشكرك من صميم القلب

    على التواجد الطيب والرائع

    يارب يكون في موازين أعمالك

    دمت لمن تحب

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •