عندما كنا نستمع للإمام وهو يحدثنا في مسجد الجامع ( مسجد العبدالقادر ) تعجبت من حديث الإمام الذي كان يركز في مجمله على النساء فلقد ذكر الشيخ بأن المأموم من ذكر وأنثى إن لم يلحق على الركوع فعليه ركعه لابد من إتمامها بعد التسليم فماذا كانت ردة فعلي وأنا ابن التسعة سنين ( قمت من مكاني وقلت بصوت عالي ندري ندري ) أما عن أبي فلقد نهرني وضربني بسبب سلوكي لكن ما الشاهد في هذه القصة ؟

أيها الإخوة والأخوات
إن كان هنالك فئة من المجتمع لا تنال حقوقها كاملة و تهمل من قبل المجتمع فعلى مقدمتها النساء المسلمات تلكم النساء اللواتي يقتلهم الروتين الممل في حياتهم اليومية بين تربية الأبناء وشؤون البيت وانتظار الزوج من العمل والأشغال التي تحظى منه بلحظات قليلة يطلع فيها على مجريات الأمور في غيابه ويطمئن أن الأوضاع ما زالت تحت السيطرة!

ولا يهمنا هنا الإهمال في مسائل الخروج والنزهات والزيارات فهي على أهميتها في الترويح عن النفوس وتجديد عهد المودة بين الطرفين لا تعدو أن تكون ضرراً قاصراً على أمور الدنيا المقدور عليها لكن أقصد بالإهمال إهمال تربية النساء على أمور دينهن وتعليمهن إتقان العبادات وأسرار التوجه إلى الله والتفقه في أمور الدين فقلة قليلة من الرجال يهتمون باصطحاب نسائهم إلى المساجد للصلوات والاستماع إلى الدروس والمحاضرات المفيدة والضرورية وأقل منهم من يهتم شخصياً بتعليم زوجته تلك الأمور إن كان يعرفها أصلاً وأقل منهم من يضحي بشيء من الوقت وتحمل المسؤوليات المنزلية ليساعد زوجته على التفرغ البسيط لأمور العلم الشرعي وغيره.

أتعلمون ما استغرب منه وأسأل نفسي كثيرا حينها ؟! أستغرب عندما أجد بعض الأسئلة التي مللنا من سماعها كل رمضان وكل يوم عندم تجد السائل يسأل عن موجبات الوضوء والغسل ونحوهم حينها أتسائل ما حال النساء إن كانت مثل هذه البديهيات تشغل الرجال ما حال النساء عندما نجد أن الرجل متاح له الذهاب للمحاضرات والدروس ويسأل مثل هذه الأٍسئلة فكيف بالنساء القابعات في البيوت دون تعلم أو تدبر



أليس من الغريب أنك ترى المسافرين عندما يعودون لديارهم محملين بأوزانٍ من الحلويات والأطعمة المختلفة ولا ترى واحداً منهم يشتري كتاباً ليتعلم منه أمور دينه ودنياه؟ أليس هذا تفضيلاً منا للبطون على العقول وللمتاع واللذة الزائلين على الخير والعلم والفهم؟
وما يدمي القلب أن الكثيرين منا استمرؤوا حياة الجهل وألفوا مصاحبة التراخي وصاروا يكرهون الحركة والتعب وطاب لهم النوم والخمول فصاروا كما وصفهم الشاعر:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

وفي هذه الظروف يعود المرء ليتساءل عن مصير الأسرة المسلمة وأين يسير بها الرجال الذين جعلوا الدين آخر اهتماماتهم والنساء اللواتي لا يفقهن من هذا الدين شيئاً؟