الله أقوى

كانت أصغر منه بعشرين عاما حين تزوجها رزق منه بولد وبنت أسكنها في قصر فاخر واشترى لها بيتا في جنيف وشقة في لندن وأخرى في لبنان وحين طعن في العمر كانت لاتزال شابة تستهويها الحفلات وعروض الأزياء وجلسات النميمة. أما هو فقد اكتفى من السفر والتجارة وبدا ميالا إلى دفء الأسرة ورفقة الزوجة.
أعطى ابنه الأكبر توكيلا عاما وتفرغ لحفيدة من ابنته و"للحنة"كماتقول هي. و"الحنة" في لغتنا الدارجة الشكوى والتذمر حيث بات يطالب زوجته بتخصيص بعض الوقت لهه ويحتج على غيابها المستمر.أسبوع في لبنان ومثله في سويسرا. وحين تكون في المنزل إما تنشغل بحديث تليفوني أو تستعد للمغادرة وحين فاض به الكيل هددها بالزواج بأخرى وأيضا لم تهتم فما كان مه ألا أن تقدم خاطبا فتاة أصغر من ابنته وتمت الموافقه عليه . عندها ثارت الأولى لكرامتها وانضم الولد والبنت إلى والدتهما وقاطعاه مقاطعه تامة. وبعد شهور انتقلت كل الأملاك باسم الابن البار الذي درس في أفضل جامعات أميركا . وأصيب الأب بجلطة نقل على أثرها إلى المستشفى وهناك خيرته الأولى بين طلاق الثانية وعودة الأملاك .أو أن تبقى الحال كما هي عليه ولاشيء له عندهم . وبكى لرجل العجوز وهو يرمي يمين الطلاق على الفتاة التي وجد لديها بعض الاهتمام . وخرجت المرأه من المستشفى وهي تشعر بالإنتصار وليس في نيتها او نية ابنها إعطاؤه ريالا واحدا .وإذا بها قبل أن تصعد سيارتها تتلقى اتصالا هاتفيا يخبرها أن ابنها تعرض لحادث ومات على الفور. انهارت ونقلت لترقد في غرفة بعيدة عن الكهل الذي وهب لها كل شيء وبعدها بأيام وهي تتلقى العزاء أرسل زوج ابنتها ورقة الطلاق قائلا"إنه لايشرفني أن تكون جدة ابتي امرأة غادرة مثلك" .
هذه الحكاية اختصرتها قدر استطاعتي والهدف منها واضح . فالبقاء لله لاالمال يدوم ولا الصحة ولاخلود لأحد . وحده العمل الصالح يبقى والحساب قد يكون في الدنيا أو الأخرة. الغريب أن كل ظالم يعتقد أنه سينجو بفعلته في الدنيا والاخرة كيف لأدري؟؟؟
المهم أن الثروة عادت للأب