ليس الكبار فقط هم من يحملون الهموم ويشعرون بها، فالأطفال قد يعانون في قلوبهم الندّية من هموم قد يستخف بها الكبار أو قد يتعاملون معها بمقياسهم، ولكنها تشكل عليهم عبئاً كبيراً قد تمنعهم من عيش طفولتهم، وقد تصاحبهم لمراحل أطول من عمرهم.
يشعر الأطفال بالهموم بشكل مختلف عن الكبار، وعادة ما تكون هذه الأخيرة تتناسب مع عمرهم وادراكهم العقلي.
وفي الوقت الذي قد يرى فيه الراشدون هذه الهموم غير منطقية وسخيفة أو لا أساس لها، تكون هذه الهموم هي جوهر المشكلة عند الطفل. وغالباً ما يغفل الأهل عن أن عقول أبنائهم الصغار لا تستوعب المعلومات المعرفية كالراشدين، وبالتالي لا يستطيعون تحليل الأمور، ما يجعلهم لا يتعاملون معها بالشكل السليم أو يهملونها ويقلّلون من شأنها.
كيفية إحساس الأطفال بالهموم :
1 الخوف من عدم الحصول على حب الراشدين وتقديرهم، وخصوصاً الخوف من فقدان حب الوالدين أو أحدهما في مواقف مختلفة كولادة طفل جديد.
2 الحزن والكآبة والشعور بالهمّ من عدم الوصول الى توقعات الوالدين المطلوبة منه، وخصوصاً إذا كان الوالدان يطالبان بالكمال عند انجاز الأمور أو توقع ما هو أعلى مما يستطيع طفلهم القيام به.
3 الخوف من سلطة المعلم أو فقدان حبه، إذ أن الطفل الصغير في الصفوف الابتدائية يبحث عن ارضاء المعلم بشتى الطرق ويعتبر عدم اهتمام المعلم به أو الفشل في تلبية طلباته مصدر إحباط كبير (مثلاً: إذا طلب المعلم علبة ألوان فإن الطفل يرى بأن عليه تلبية ذلك. وقد يرفض الذهاب الى المدرسة إذا لم تتوفر علبة الألوان معه).
وتضيف الدكتورة عودة «إن الأطفال يأخذون ما يقال لهم على محمل الجدّ، وهم لا يميزون المزاح من الجد»، لافتة إلى «أن تهديدات الأم الكثيرة لطفلها في اليوم الواحد والتي قد تنسى غالبيتها أو لا تطبقها يأخذها الطفل على محمل الجد ويفكر بها ملياً، ما يؤدي به إلى الشعور بالتهديد والخوف من فقدان الحب الوالدي. وبالتالي فإن على الوالدين الا يعمدوا إلى تهديدات لن يطبقوها لأن ذلك يضعف موقفهم ويؤدي بالطفل الى فقدان الثقة بهما».
إرشادات عملية للأهل للتعامل مع هموم اطفالهم
1 عدم التقليل من هم الطفل مهما كان سخيفاً، حتى وان كان مفتعلاً وغير حقيقي. فإذا كان الهم مفتعلاً فإن الطفل يبحث عن لفت الاهتمام من قبل والديه وهذا مؤشر على ان الطفل قد يحتاج الى التقدير والاهتمام.
2 على الوالدين أن يستخدما الحوار العقلي المنطقي الذي يتناسب مع قدرات الطفل العقلية.
3 إذا شكا الطفل من مخاوف معينة كمهاجمة «الغول» له، فعلى الأم أن تستهل وإياه حواراً عما اذا كان يصادف في يومياته مخلوقاً يدعى «الغول» أو تطلب إليه أن يرسمه لها، لتقول له في ما بعد أن يمزق هذه الرسمة ويرميها كدليل على اختفاء هذا الاخير.
مواقع النشر (المفضلة)