أعذب أنواع الحب
الحب من أجمل المشاعر الإنسانية الرقيقة في الحياة. الحب صفوه القلب ومنتهاه. الحب أسطورة حلوة وسيمفونية من الأحاسيس والمشاعر تجوب الوجدان وتعبر الصعاب وتحقق المحال. الحب صفاء وهدوء ورومانسية فوق الوصف وفوق كل شيء.
أعذب أنواع الحب هذا الحب الذي يكون من طرف واحد تتجلي فيه كل المثالية والخيال يري المحب في حبيبه كل معاني الجمال والعشق. يسمو المحب بحبه فوق كل شيء يسمو فوق المشاعر والأحاسيس يعبر كل الموانع والسدود. يحب وتعذب وقد يتلذذ بعذابه في هواه فالمحب عاشق متيم هائم في بحر الخيالات متعد الواقع والمعقول وسارح في دنيا لا وجود لها إلا في خياله هائم في عشق دون هدف وبلا بداية أو نهاية.
الحبيب الذي يعشق ويحب من طرف واحد هو إنسان صاف عاشق يحب ويعشق في صمت إنسان خيالي لأبعد الحدود إنسان متردد خائف من كل شيء ومن اقل شيء خائف حتي من مواجهة حبيبه بحبه خوفا من أن يصدم أو يقابل حبه بالصد والجفاء فهو لا يستطيع أن يستحمل صد الحبيب. لهذا نجده دائما الهروب من المواجهة دائم التردد في التعبير عن حبه واشتياقه. نجده قد يتعذب في حبه وعدم شعور حبيبه بشوقه وعشقه.
هذا النوع من المحبين يتعذب في حبه ويتعذب أكثر لعدم مقدرته علي التعبير عن حبه لمن يحب. فهو يفضل أن يعشق ويتعذب في حبه ويشعر بلذة في ذلك ولكن لا يفكر أبدا في التعبير والتصريح بهذا الحب. وقد يكون السبب في ذلك هو ضعفه عن مواجهة حبيبه أو خوفه من عدم قبول الحبيب لهذا الحب. وتكون المشكلة الكبري إذا كان يشعر بداخله فالفرق الكبير بينه وبين من يحب ويشعر داخليا بعدم التوافق بينهم أو يري أن حبيبه في منزلة عالية لا يستطيع هو الوصول إليها ويشعر باستحالة قيام أي علاقة عاطفية تجمعهما معا.
يرسم المحب مملكة عشق جميلة يسرح فيها بخياله مع حبيبه ويعيش في قصر عاجي عال لا يري الواقع ولا يحب أن يتعرف عليه. يرفض كل شيء قد يبعد بينه وبين حبيبه. يرسم قصة حب ومشاعر متبادلة رقيقة بينه وبين الحبيب ويعيش في خياله أجمل قصص الحب والعشق والاشتياق التي لم يسمع عنها أحد. يري العالم جميلا ورديا دائما هو مع حبيبه وينعم بلحظات عشق وهيام تفوق الخيال وتعلو فوق كل العالم المادي الرديء الذي لا يعرف للحب مكانا.
غالبا ما يحيا هذا الحب سنوات وسنوات حتي لو افترق المحب عن حبيبه وصار هذا الحبيب ملك حب آخر وقلب آخر. فهو لم يعترف يوما أن هذا الحبيب لم يكن له ولن يعترف انه أصبح الآن لغيره. طريقة واحدة فقط التي تنتزع هذا المحب من خيالاته لأرض الواقع وهي أحدي أمرين إما أن يحدث الصدام مع الحبيب ويصدم بعدم حبه له وهنا يتحطم قلبه ويتوه في عالم من الأشجان والأحزان وقد يعود لطبيعته بعد فترة أو يدمر لفترة كبيرة إلي أن يجد من يداوي جراحه وينتزعه من أحزانه. والطريقة الأخري أن يجد الحب الحقيقي الذي يدق قلبه في الوقت المناسب لينتزعه من خيالاته وأوهامه ساعتها يعرف كم كان خياليا في عشقه الوهمي وكم أضاع من عمره من طرف واحد بدون أن يشعر به حبيبه. هذا وقديما سمعنا عن المحب الذي ظل يتغزل في حبيبته التي تطل عليه من سطح المنزل إلي أن يكشف فجأة انه كان يغازل هوائي التليفزيون المعلق علي سطح البيت. وعجبي لهذا الحبيب وهذا الحب.
كلمات عاشت :
أن تحب هذا شيء جميل وأن تكون محبوبا فهذا شيء أجمل، ولكن الأكثر جمالا هو أن تحب وأن تكون محبوبا في الوقت نفسه .
مواقع النشر (المفضلة)