الشاعر وضاح اليمن
شاعر غزلي رقيق
وله قصة مع أم البنين زوجة الخليفة الوليد بن عبدالملك
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،
كان وضاح اليمن - كما ذكر الرواة قد نشأ مع
أم البنين فأحبها وأحبتهُ, فلما حج الوليد بن عبد الملك رأى أم البنين فأعجبتهُ,
فتزوجها ونقلها إلى قصرهِ في الشام. فجن جنون وضاح وطار لبه, فراح يطوفُ
بقصرها ويبحثُ عن وسيلة للوصول اليها. ثم تمكن من التعرف على إحدى وصيفاتها,
فأخبرها خبره وطلب منها أن تخبر أم البنين بمكانه. فلما أخبرتها الوصيفة قالت أم
البنين: اوما يزال وضاح حياً. ثم ادخلتهُ قصرها. فكانت تقضي معهُ ماتشاء من الوقت
حتى اذا خافت عين الرقيب خبأتهُ في أحد الصناديق التي عندها. وكان قد أُهدي إلى
الوليد جوهر ثمين فأراد أن يدخل السرور إلى قلب زوجتهِ أم البنين فأهدى إليها ذلك
الجوهر وأرسلهُ بيد أحد خدمه, فدخل الخادم على أم البنين من غير إستئذان فقامت
بإدخال وضاح في الصندوق, فرأى الخادم ماصنعت دون أن تشعر بهِ. فخرج الخادم
فأخبر الخليفة بذلك. فدخل الوليد على زوجتهِ وطلب منها أن تمنحهُ ذلك الصندوق,
فقالت: إن فيه شيئا يخص النساء فأختر غيره. قال: لا أريد غيره, قالت: فهو لكَ. فأمر
غلامين فحملا الصندوق ثم أمر فحفرت لهُ حفيرة حتى اذا بلغ موضع الماء, إقترب الوليد
من الصندوق وقال: لقد بلغنا عنكَ أمراً فأن صح ذلك فقد دفنا سرك ودرسنا أثرك وأن
كان كذباً فما علينا بدفن صندوق, ثم طرح الصندوق في الحفرة وألقى عليه التراب.
وأم البنين المذكورة هي إبنة عبد العزيز بن مروان وإخت الخليفة الصالح عمر بن عبد
العزيز. وكانت إمرأة ذات جمال ولها مع الحجاج قصة تدلُ على بلاغتها وحسن بيانها
فكيف لابنة أمير وزوجة خليفة وإخت خليفة وربيبة البيت الأموي أن تكون محلاً لمثل هذة التهمة الشائنة.
وكان طه حسين - كما يحضرني- قد أنكر هذة القصة في (حديث الأربعاء) بل أنكر
شخصية وضاح اليمن وذهب إلى أنها مختلقة. قال الرواة: سمى وضاح اليمن لجماله
واختلفوا فى اسمه فقال الذهبي في تأريخ الأسلام هو عبد الله بن أسماعيل. وقال إبن
خلكان في وفيات الأعيان: هو من صنعاء وإسمهُ عبد الرحمن بن إسماعيل. وذكروا أنهُ
وفدَ على الوليد بن عبد الملك فأكرم وفادته وأحسن صلته.
وكان هشام بن السائب الكلبي قد ذكر أن أم البين كانت عند يزيد بن عبد الملك وأن
قصتها مع وضاح قد جرت وهي عند يزيد. فلعل أم البنين المذكورة في هذة القصة - إن
صحت القصة - هي إحدى جواري يزيد بن عبد الملك وكانت تكنى بإم البنين وكان
وضاح اليمن يتغزل بها كعادة كثير من الشعراء حيث يتخذون من الجواري مادة لغزلهم.
كما كانت ليزيد بن عبد الملك جارية معروفة إسمها حبابة وكان يزيد كلفاً بحبها. ذكروا
أنهُ أشتراها من عثمان بن سهل الأنصاري بأربعة الأف دينار زمن خلافةِ أخيهِ سليمان
فغلبت على عقلهِ. يقال أنها غصت بحبة رمان فماتت. فحزن عليها حزنً شديداً فلم
يدفنها حتى تعفنت وجافت, فدفنها, ثم مات بعدها بأيام.
وكان وضاح اليمن قد شاهد حبابة هذة في الحجاز فأحبها وكتب فيها شعراً. وقصتهُ معها قريبة الشبه بقصة أم البنين التي يقول فيها: [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حتام نكتم حبـنا حتامـــا = وعلام نستبقي الدموع علامـا
يارب متعني بطول بقائهــا = وأجر بها الأرمال والأيتامــا
قد أصبحت أم البنين مريضةً = تخشى وتشفقُ أن يكون حماما[/poem]
قال صالح بن حسان: افقه الناس وضاح اليمن حيث يقول:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اذا قلتُ هاتي نوليني تبسمــت = وقالت معاذ الله من فعل ما حرم
فما ناولت حتى تضرعتُ عندها = وانبأتها مارخص الله في اللمـم[/poem]
وذكر إبن النديم في الفهرست أن من الكتب المؤلفة في العشاق, كتاب: وضاح اليمن وأم البنين. ولوضاح اليمن في كتب الأدب قصيدة شهيرة يقول فيها: [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قالت إلا لاتلجن دارنــا = إن أبانا رجل غائر
فقلتُ إني طالب غرة منه = وسيفي صارم باتر
قالت فليث رابض بيننـا = فقلت إني أسدٌ عاقر
قالت فحولي إخوة سبـعة = قلتُ فإني غالب قاهر
قالت فإن القصر من دوننا = قلتُ فإني فوقهُ ضاهر
قالت فإن الله من فوقنـا = قلتُ فربي راحم غافر
قالت لقد أعييتنــا حجة = فاتي اذا ماهجع السامر
وأسقط علينا كسقوط الندى = ليلة لاناه ولا زاجــر[/poem]
مواقع النشر (المفضلة)