الإسلام يطالب المريض بالصبر والالتجاء إلى الله في حالة المرض سواء أكان مرضاً خفيفاً أو ثقيلاً لا ترجى معه السلامة، وشرع الإسلام عيادة المريض للتخفيف عن آلامه وللمساعدة على علاجه.

وبالنسبة لعلاقة المريض مع ربه فهي علاقة الثقة والرضا والالتجاء إليه عز وجل؛ لأنه يحل مشكلته؛ إما بالشفاء وإما بالموت؛ لكن الحياة لما كانت بيد الله، وهو الذي أعطاها كما شاء فهو الذي يبقيها أو ينهيها إذا أراد. فإن طلب المريض الموت فهو نوع من التدخل في الإرادة الإلهية والاعتراض على قدر الله؛ لأنه يرى أن بقاءه في الدنيا شر، وأن وفاته خير. وهذا غير صحيح؛ لأن بقاءه يستفيد به من يساعده ويعتبر بحاله فيزداد خوفاً من الله.

من هنا كان قول رسول الله [ «لا يتمنينَّ أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي. وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي».

فيرجع الأمر إلى الله ويسلم بتصريفه، ويعتقد أن ما يحصل به هو الخير وإن رآه شراً. فقد قال الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم} وعلى الأمة أن ترعى أصحاب البلاء؛ لئلا تتسع دائرته؛ وليحصلوا على معونة الله التي تدفع كل بلاء، والله أعلم.