كانت جميلة اسما على مسمى، فجمالها المتوحش يسحر الالباب ويدير الرؤوس، الا انها كانت دائما غير راضية عن حياتها، فتطلعاتها اكبر من امكانات اسرتها البسيطة. كانت تحلم بالمنزل الفاخر والسيارة الفارهة والملابس التي تحمل اسماء ماركات عالمية والمجوهرات الثمينة، لكن الواقع كان مختلفا تماما، فوالدها موظف بسيط واسرتها كبيرة تتكون من ثمانية اشقاء هي الفتاة الوحيدة بينهم ولأنها الابنة الكبرى كانت والدتها تعتمد عليها في كل شيء.
وعلى الرغم من تفوق جميلة في دراستها وطموحاتها الكثيرة في دخول الجامعة واستكمال دراستها العليا ليكون لها شأن كبير، وأد والدها تلك الطموحات وارغمها على ترك الدراسة ودخول مجال العمل لمساعدته في نفقات اشقائها. تنقلت جميلة من عمل الى آخر الا انها كانت تتركه بسبب ضعف الراتب الى ان نصحها البعض باللجوء الى الشركات الكبيرة لأن رواتبها بالطبع ستكون كبيرة. وبالفعل التحقت بالعمل كسكرتيرة لمدير احدى الشركات، ليس بناء على خبرتها التي تعادل صفر في عمل السكرتارية، ولكن لمظهرها المقبول ولجمالها، كان مديرها عجوزا متصابيا فرأت فيه الطريق الذي سيوصلها الى كل احلامها.
نصبت جميلة شباكها على مديرها العجوز بعد ان لاحظت نظرات تدل على اعجابه بها ثم تحولت كلمات التودد والاطراء من مديرها الى غزل صريح، لم تغلق جميلة في وجهه الباب لكنها افهمته ان الطريق اليها لا بد ان يمر على المحكمة لعقد القران، فوافق الكهل المتصابي الذي كان يلهث وراء الجمال والشباب.
تزوجها في حفل بسيط جدا لم يحضره سوى اشقائها ووالديها فقط، اعتقدت جميلة انها انتصرت على الفقر بعد ان اغدق عليها زوجها المتصابي المال والهدايا وكل ما كانت تحلم به وتصبو اليه، استمرت هذه السعادة لأكثر من ستة اشهر حتى فاجأت جميلة زوجها بأنها حامل، جن جنونه وطلب منها اجهاض الطفل لأنه لا ينوي اشهار ذلك الزواج حرصا على سمعته وسمعة اسرته، لكن جميلة رفضت بشدة، فخطط الزوج لإجهاض جميلة من دون ان تشعر وأحضر حبوبا من احد الهنود التي تسبب الاجهاض، وأجبر جميلة على تناولها. وعندما شعرت بالاجهاض وتعرضت لنزيف رحمي حاد، نقلها زوجها للمستشفى وهناك اعترفت جميلة لمحقق المستشفى بأن زوجها اجبرها على الاجهاض، فاستدعى الزوج الذي اعترف بشرائه تلك الحبوب من احد الهنود وارشد الى عنوانه فتم القبض عليه.
قدم الزوج للمحاكمة بتهمة المساعدة في الاجهاض واصدرت عليه المحكمة حكما بالسجن سنة مع الشغل، ووجهت الى الهندي الذي يبيع حبوب الاجهاض تهمة ممارسة الطب من دون ترخيص، واصدرت حكما عليه بالسجن خمسة اعوام مع الشغل والنفاذ والإبعاد.
مواقع النشر (المفضلة)