المواجهة كلمة ثمينة تتضمن معاني جليلة فهي تعبر عن الصدق والصراحة وقول الحقيقة دون أن يزخرفها كذب أو يزينها خداع أو يحتويها غش ونفاق.

أن يواجه الإنسان نفسه أي أن يصارح نفسه بالحقيقة وأن يعترف بعيوبه وأخطائه حتي يسهل إيجاد الحلول لها لا أن يخادع نفسه بأنه منزه عن فعل الأخطاء وذلك بدافع الكبرياء والغرور فيوهم نفسه بأنه أكبر من أن يقع في أي خطأ، وكيف يكون هذا؟! ولا يوجد في هذه الدنيا كامل غير الله سبحانه وتعالي المنزه عن كل نقص.

لذلك يتجلي معني المواجهة حيث إذا واجه الإنسان نفسه وصارحها بأخطائه وعيوبه فهذا يجعله يفكر ألف مرة كيف يصلح من نفسه ولا يقع في أخطاء وقع فيها من قبل لأنه أدرك أنه أخطأ ولم ينكر ويتعالي عن هذا فليس من العيب الاعتراف بالخطأ ولكن العيب كل العيب في الإصرار علي فعل الأخطاء والاستمرار عليها دون محاولة إصلاحها. فأصحاب المواجهات يكتسبون القوة في الشخصية الناتجة عن الثقة بالنفس فيستطيعون مواجهة مشاكلهم بقوة تحمل وثبات وإرادة لأن من يمتلك الشجاعة لمواجهة نفسه يمتلك الشجاعة لمواجهة أي مصاعب في هذه الحياة المليئة بالمصاعب، وكذلك يمتلك الشجاعة لمواجهة أي شخص بقوة لأنه يتخلي عن الجبن وضعف الشخصية واتسم بالثقة والتحمل والقدرة علي مواجهة المشكلات. وفي نفس الوقت فإنه لا يكتسب الثقة الزائدة أي ما يؤدي إلي الغرور بل يتصف بالتواضع لأنه يعلم عيوبه وإذا علم الإنسان عيوبه ولم ينكرها فإنه لا يتكبر ولا يتعالي.

ومن جهة أخري فإن من يتسم بالقدرة علي المواجهة يستطيع أن يعلم أبناءه كيف يواجهون أنفسهم أولاً وبالتالي لا يخشون مواجهته بالحقيقة عند وقوعهم في الخطأ فيجعل منهم رجالاً يبنون الأمة لا يرهبون عند الفزع، لأن المواجهة ليست كلمة وحسب بل إنها كلمة تحمل مباديء كثيرة كالصراحة والصدق والأمانة والتحدي والقوة والشجاعة فهي تجعلك تنأي بنفسك عن الخداع والكذب والغش والنفاق وقول الزور والجبن والضعف والفرار وتذكر دائماً أنه من يستطع المواجهة يصبح له القدرة علي التوجيه وتقبل التوجيه من الآخرين أيضاً.

وبكل هذه الصفات الحميدة لأصحاب المواجهات فإنك تكتسب محبة الآخرين لك وقبل كل ذلك تكتسب رضا الله تعالي عنك والله ولي التوفيق.