«فوليو».. رفيق الهاتف الجوال
«بالم» تحاول تحويل الهواتف الجوالة إلى كومبيوترات المستقبل
جهاز «فوليو» Foleo، الذي طرحته اخيرا شركة "بالم"، يحتل موقعه بين دفتر الملاحظات والهاتف الجوال الذكي. وهو ليس بالضبط ايضا جهاز كومبيوتر "ألترا" أو فوق الجوال خفيف الوزن جدا. وتدعوه "بالم" بأنه "المنتج الرفيق للهاتف الذكي"، فهو يتصل بالهاتف الذكي عبر "بلوتوث" مؤمنا شاشة كبيرة ولوحة مفاتيح مع متصفحه الخاص بالشبكة، فضلا عن نظام "لينوكس" للتشغيل، ونظام "واي فاي" اللاسلكي. وهو بمقدوره ايضا تصريف اعمال المستندات العادية مثل "وورد" و"إكسيل"، وملفات "بي دي إف". والعديد من محللي التقنيات وعشاق الاجهزة والآلات، وجدوا انفسهم قبل اسبوعين يحكون رؤوسهم ويفركون ذقونهم ويغزلون عيونهم محتارين غير متأكدين من ضرورة وجود "فوليو" آخر اجهزة "بالم". ولكونه وصف من قبل "بالم" بـ "الرفيق للهاتف الذكي"، فهو ـ اي "فوليو" ـ لا يقارب ابدا كومبيوتر دفتر الملاحظات الكامل، سواء على صعيد القدرة، او تنفيذ العمليات والوظائف. لكن لكونه مجهزا بنظام "لينوكس" الخاص به للتشغيل وبراديو "واي فاي"، فإن هذه الوحدة التقنية هي اكثر بكثير من مجرد شاشة مراقبة ولوحة مفاتيح كبيرة ملحقتين بالهواتف الخليوية!.
وعلى ذلك يعلق روس روبن، المحلل في "إن بي دي"، بأن "فوليو" قد قام ذاته ليواجه منتجا راسخ الجذور، وهو دفتر الملاحظات الالكتروني". ونقلت عنه مجلة "تك نيوز وورلد" الالكترونية، انه "وبغض النظر عما يفعله، وكيف يفعله، فإن هناك امرا واحدا هو ان أداءه يغطي جزءا من عمل دفتر الملاحظات ".
* امتداد هاتفي
* وقد قامت "بالم" بإنتاج "فوليو" لتنفيذ "نظرتها في ان مستقبل العمليات الكومبيوترية الخاصة هي عمليات جوالة، فهذا الرفيق الجوال البالغ سعره 500 دولار، هو في الاساس امتداد للهاتف الذكي الذي يتصل به عبر بلوتوث" على حد قول الشركة. وهو مزود بشاشة كبيرة ولوحة مفاتيح كاملة، التي تجعل من السهل والمسلي مشاهدة البريد الالكتروني والمستندات الكامنة في الهواتف الذكية وتحريرها.
وتلاحظ "بالم" انه بالنظر الى ان "فوليو" والهاتف، متزامنان وبمقدورهما دائما التواصل، فإن عمليات التحرير التي تجري على "فوليو" تنعكس اوتوماتيكيا على الهاتف الذكي والعكس بالعكس. ومثل عملية الجمع القوية هذه، موجهة الى الاشخاص من رجال الاعمال من ذوي العقلية المنتجة الراغبين في حلول جوالة متنقلة اكثر كمالا لأغراض البريد الالكتروني ورسائله المرفقة به والدخول الى شبكة الانترنت كما توضح "بالم".
وبالإمكان تشغيل "فوليو" واغلاقه فورا، مؤمنا قدرة سهلة بسيطة على تشغيله. وهو ذو تصميم صغير مدمج وانيق، مع حياة بطارية تدوم حتى خمس ساعات. وتقول الشركة انه يأتي مع بريد الكتروني ومتصفح للشبكة من نوع "أوبرا"، مع ادوات تحرير، او مراجعة للمستندات الخاصة بالاعمال والمكاتب، مثل "وورد" و"إكسيل" و"باور بوينت" وملفات "بي دي إف". اما الاتصال بالانترنت، فيجري إما عن طريق الهاتف الموصول بـ "فوليو"، او عن طريق نظام "واي فاي" اللاسلكي المبيت بالأخير.
وذكر جيف هوكنكز مؤسس "بالم"، وهو يعلن عن الجهاز الجديد، "ان "فوليو" هو اكثر المنتجات اثارة التي عملت عليها"، لكن مثل هذا الحماس لا يعكسه الكثير من الخبراء المستقلين الذين أعادوا اختباره "فقد بدا اشبه بجهاز اضافي يبحث عن رفيق جوال"، على حد قول نيل ستروثور، المحلل في"جوبيتر ريسيرتش"، الذي اضاف: "لا اعرف من الذي سيقوم بشرائه، ربما بعض المتحمسين القلائل له. وربما قد تكتب له الحياة في النسختين المقبلتين الثانية والثالثة. وانا لا احب ان أبدو كزملائي، لأنه بالنسبة إلي، فهو ليس بذلك الجهاز الذي يحبس الانفاس".
لكن روس روبن له رأي اكثر ايجابية في ما يتعلق بـ "فوليو"، فهو يرى انه قد يملأ فراغا بين شاشات الهواتف الذكية الصغيرة ولوحات المفاتيح ومتاعب حمل جهاز لابتوب كبير "وهو غير غالي السعر نسبيا مقارنة بأغلبية أجهزة اللابتوب "الترا" فوق الجوالة الخفيفة الوزن جدا، كما ان حياة البطارية تبدو جيدة، التي هي مسألة اخرى بالنسبة الى العديد من اجهزة لابتوب الصغيرة هذه" كما يقول، ويضيف: "انت لا تملك بطارية ذات حياة جيدة في ما يخص هذه الاجهزة عادة. ويبدو توافق التصميم وتناسب اجزائه مع الاستخدام البشري جيدين، بما في ذلك لوحة المفاتيح الكاملة الحجم".
* هواتف ـ كومبيوترات
* الهواتف الجوالة ستكون كومبيوترات الغد بالنسبة الى العديد من مناطق العالم. وكان بيل غيتس، مؤسس "مايكروسوفت"، اقترح اخيرا، ويبدو ان هوكينز من شركة "بالم" قد وافقه في ذلك، "ان الهواتف الذكية ستكون اكثر الكومبيوترات الشخصية سيادة على هذا الكوكب، وقادرة في النهاية على القيام بكل الامور التي تقوم بها الكومبيوترات المكتبية". غير انه لاحظ ان الاشخاص في النهاية يحتاجون الى شاشات ولوحات مفاتيح اكبر.
ويقول روبن "إن مسألة وصل الكومبيوتر بالهاتف الذكي، تبدو فعلا مسعى ذكيا، فإذا كنت مهتما بالحصول على جهاز صغير قادر على القيام بالاعمال الكومبيوترية الاساسية، فإن ذلك يبدو امرا مناسبا مقارنة بكومبيوترات لابتوب "الترا" فوق الجوالة الخفيفة الوزن جدا. من ناحية اخرى، فإن سعره هو بسعر جهاز "آي فون" من "ابل". واذا كان هذا الجهاز هو مناسب لعمليات ادخال النصوص والتصفح كما وعد ستيف جوبز، مدير "ابل"، فإن ذلك سيجعل "فوليو" يبدو اضعف من صفقة ناجحة تماما.
وفي آخر تعليق له على مزايا "فوليو" يقول ستروثور، إن الاتجاه العام هو تخفيض عدد الاجهزة وآلات الشحن الخاصة بها والكابلات والملحقات الاخرى، خصوصا للاشخاص الذين يتوجب عليهم حملها في رحلاتهم.. لكن "فوليو" لا يلبي مثل هذه المتطلبات!.
مواقع النشر (المفضلة)