لو قلت لأحدهم: ما عليك لطلب الرزق إلا أن تقيم الليل شهرا كاملا تترك فيه فراشك قبيل الفجر بساعة لتسجد وتبتهل إلى الله سائلاً ومتوسلاً لوجدته يستصعب هذا الأمر من ناحية ولوجدت الدهشة وعدم التصديق عليه من الناحية الأخرى.. ولو قلت له: عليك أن تحزم حقائبك وتلتحق بعمل شاق في منطقة نائية في قلب الصحراء تحصل به على مرتب كبير لوجدته مستعدا للسفر ويقدم نفسه في الموعد ليقينه من أن هذه الوظيفة فيها الرزق الوفير الذي يبحث عنه..

* هكذا معظم الناس.. يظنون أن الرزق يأتي من باب العمل والسعي والكد.. فتوقفوا عنده وطرقوا عليه بكل قوتهم وهم لا يعرفون أن للرزق أبوابا أخرى عديدة غفلنا عنها وهجرناها رغم أننا نتمثل فيها قدرة الله على العطاء للإنسان.

* وأبواب الرزق الأخرى معروفة عند المؤمنين.. فكلها أبواب أشار الله تعالى عليها في القرآن الكريم وحث المسلمين على اللجوء إليها. ولكن أكثر الناس غفل عنها أو ربما عرفها وتجاهلها ظنا أن الرزق يأتي بالذراع والتدبير.. والذكاء.. لذلك من الضروري أن نستعيد معرفة هذه الأبواب ونتوقف عندها.

* ورد أن من أسباب زيادة الرزق ستة أبواب وجب علينا الطرق عليها بقوة ليزيد المال وتحل البركة عليه.


1 - الصلاة:

لقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } (132) سورة طه.

* ولكن كثيراً منا لا يعرف كيف يستخدم صلاته لكي يفتح بها خزائن الله..!!.

2 - التقوى:

لقول الله تعالى: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}(3) سورة الطلاق.

ورغم ذلك لا يحتسب المسلم تقواه وورعه وخوفه من الله فيرزقه الله رضاه.

3 - التوكل على الله:

لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم توكلتم على الله تعالى حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطاناً). فالتوكل يعني الاعتماد على الله والثقة فيه والإخلاص له.

4 - الاستغفار:

لقول الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}(نوح 10- 12).

وقليل من الناس من يعرفون لذة البقاء في الاستغفار ويكتفي بعبارة واحدة يلقي بها دون يقين عليها.

5 - الحركة في سبيل الله:

لقول الله تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} (25) سورة مريم.

وهذا الباب المفتوح على مصراعيه يدخل إليه كثير من الناس لبذل الجهد والعرق.

6 - صلة الرحم:

لقول النبي صلى الله عليه وسلم ومن أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) ولقوله صلى الله عليه وسلم: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل ومثراة في المال منسأة في الأثر.

والمثراة هي الزيادة.. ومنسأة في الأثر يعني ذكره بعد وفاته بالذكر الحسن والدعاء الصالح له أو الاقتداء به في صالح علمه.

* فهل تطرق هذه الأبواب الستة ابتغاء مرضاة الله تعالى وطلبا لرزقه أم تظن أن الرزق لا يأتي إلا بالعمل وبذل الجهد فتقف عند باب واحد وتهجر خمسة أبواب انت في أمس الحاجة لأن تطرق عليها؟.

ابحث عن نفسك هنا:

من هم أولياء الله... وهل أنت منهم؟

هم أولئك الذين تعرفهم من تلك الصفات فابحث عن نفسك فيها: هم ينتظرون الأذان بشوق ويتهافتون على بدء الصلاة مع تكبيرة الاحرام.. مولعون بالصف الأول وعلى وجوههم علامات السنة.. ألسنتهم دائماً ذاكرة لله. يكدون ويتعبون طلباً للحلال. يتركون دائماً ما لا يعنيهم، يرضون بكفاف العيش. ويسعون دائماً لتعلم الوحي كتاباً وسنة. وجوههم بشوشة طلقة، يتوجعون لمصاب غيرهم من المسلمين، يتركون الخلافات ويصبرون على الشدائد، يحضون على المعروف وينهون الناس عن المنكر. ويعودون بالفضل لله. يؤثرون غيرهم على أنفسهم، دائمو الاستغفار عن التقصير، لا يستكثرون الطاعة ولا يستلقون النعمة ولا يشغلهم عطاء الله للآخرين. دموعهم قريبة وأفئدتهم رقيقة فكم من هذه الصفات فيك؟

ينوب الحب

مع كثرة معاصيك تواتر إحسان الله إليك.. ومع تكرار نفضك لوعودك معه ما حرمك من نعمة.. بل قواك على طاعته.. وأعانك على بره.. وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك وأعطاك القدرة على التزود إلى جنة عدن التي غرس غراسها لك بيده.

وعلى تواضع تكوينك أسجد الملائكة لأبيك بل طرد إبليس من سمائه وأخرجه من جنته وأبعده عن قربه لأنه لم يسجد لك... وأنت لم تزل بعد نطفة في عالم الزر بصلب أبيك آدم.

أتحب أن أزيدك؟ حسنا

هو أمرك بشكره لا لحاجته إليك، بل لتنال المزيد من فضله وهو أمرك بذكره لا ليتنفع به بل ليذكرك بإحسانه.

وهو أمرك بسؤاله ليعطيك.. بل أعطاك أجل العطايا وأفضل المزايا بغير سؤال.. ألا يدل ذلك كله على أنه يحبك.

أبو بكر الصديق: بآية: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} (18)سورة الليل.

عمر بن الخطاب: بحديث (رأيت قصراً أبيض في الجنة، قلت لمن هذا القصر؟ قيل لي: لعمر بن الخطاب، عثمان بن عفان: بدعاء: اللهم اغفر لعثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

علي بن أبي طالب بحديث: رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

وسعد بن معاذ: اهتز له عرش الرحمن.

عكاشة بن محصن: من 70 ألفا يدخلون الجنة بغير حساب.

حنظلة: غسلته الملائكة بعد اسشهاده جنبا.

يالسعادة هؤلاء...

فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا..}

قارون: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ.. }

الوليد بن المغيرة: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا}

أمية بن خلف: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}

أبو لهب: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}

العاص بن وائل: {كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا}