المراهقة المتأخرة.. هي أن يعيش الإنسان حالة من الانطلاق العاطفي بكل أبعاده بما فيها المشاعر والأحاسيس الجياشة.. ويصاحب هذا بعض السلوك الصبياني الذي لا يتناسب مع عمره وأن تكون في الأغلب العلاقة مع طرف آخر لا يتوافق معه في السن.

أما دوافع المراهقة المتأخرة فكثيرة:

الدافع الأول: قد يكون استعادة للإحساس بالشباب والسعادة.. هذا الشخص يؤكد لذاته أنه لايزال قادراً علي أن يأخذ حقه وأن يسترد شيئاً يشعر هو في قرارة نفسه أنه كان مهضوماً.. هو يشعر بأنه لم يتمتع بفترة المراهقة بالقدر الذي يرضي عنه ويحاول أن يعوض ما فاته.

الدافع الثاني: هو تجديد للجهاز العاطفي عند الرجل حيث يحاول أن ينشطه ويجدده بالخروج عن روتين الحياة التقليدية.. هذا النمط الشائع لدي بعض رجال الأعمال وبعض الأساتذة الجامعيين ليقول للآخرين أنه لايزال مرغوباً.

الدافع الثالث: قد يكون الانتقام والثأر لذاته من فشل حياته الزوجية أو العاطفية فينتقم في علاقة أخري وهذا ما يحدث في أغلب الأحيان.

الدافع الرابع: ويصدر عن شخصية مريضة مع سبق الاصرار والترصد حيث يرغب في التنقل من سيدة إلي أخري ولا يحب الحياة المستقرة أو المنضبطة يكون دائماً فاشلاً في حياته الزوجية وكثيراً ما تنتهي بالطلاق ليعود إلي حياته المتحررة من القيود والتقاليد.. وتختلف هذه الظاهرة من شخصية لأخري.. فليس بالضروري أن يمر كل رجل بهذه المراهقة.. فالفنان مثلاً إذا تعرض للمراهقة المتأخرة فإنه يختلف عن شخص آخر عادي.. لأن الفنانين بأنواعهم جهازهم العاطفي متوهج متأجج ولا يخضعون للأشياء التقليدية بل الخروج عن المألوف سمة مميزة لهم.. وكذلك بالنسبة للأديب أو المؤلف أو الصحفي غير النمطي وغير التقليدي يبحث عن الغريب ولا يقبل الفروض المسبقة بل يبحث عن الفروض غير المرئية.. لذا نراه متميزاً في حديثه وفي لبسه.. إلخ.

الدافع الخامس: مرضي وهو أن يعيش قصة حب حقيقية بما فيها من الهيام والسهد والحنين علي الرغم من أن ظروفه سليمة.. ولكنه دخل في تجربة حب عميقة لا إرادية ولم يستطع الخروج منها.. وهذا النوع يحتاج إلي علاج.. ويرجع هذا إلي عدم التجاوب في الحياة الزوجية.. فهو ظل يقاوم حتي فقد قدرته علي المقاومة وتنتهي هذه الحالة بالعلاج النفسي.


وسبب معظم مشكلاتنا الأسرية أن كل فرد لا يريد أن يسمع أو يفهم ماذا يريد الآخر.. فالكل يفكر بطريقة مختلفة وبالتالي يشعر بأشياء وأحاسيس لا يفهمها الطرف الثاني.. فتتسع الفجوة ويصبح كل في غربة عن الآخر موجود بجسده وغير موجود بفكره وإحساسه.