مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: فرحة ما تمت - قصة قصيرة - نزار ب. الزين

  1. #1
    ... عضو جديد ...


    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    17
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي فرحة ما تمت - قصة قصيرة - نزار ب. الزين

    [align=center]فرحة ما تمت[/align]
    [align=center]قصة قصيرة [/align]
    [align=center]نزار ب الزين*[/align]
    [align=right]اعتاد فادي على ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميا في حديقة الحي المجاورة لبيته ، و بخلاف الفائدة التي كان يشعر بها ، فقد كان يستمتع بمصافحة كل شجرة أو شجيرة و عناق كل زهرة أو فراشة ؛ و اكثر ما كان يطربه ، زقزقزة العصافير الدورية و أبي الحناء ، و هديل الحمام و اليمام ، أما الشحارير فكانت المطربة الرئيسية في جوقة الأطيار ، فكان يقلد صفيرها باتقان حتى لتخاله يخاطبها و تخاطبه ، أما العصفور الطنان فكان يوقفه مشدوها ، هذا المعجزة الذي يزيد قليلا عن حجم فراشة و الذي لا يمكن لعين مجردة أن تتابع حركة جناحيه السريعين ، ما أن يشاهد زهرة حتى يتوقف في الفضاء ليمتص رحيقها ، و كأنه امتلك القدرة على مقاومة الجاذبية الأرضية ، فيتوقف فادي عن السير حتى يمضي الطائر مختفيا عن الأنظار بسرعة البرق.
    أما اليوم فقد اختلف قليلا عن الأيام المعتادة ، إذ مر بقربه بائع (الآيس كريم) فسال لعابه ، قاوم الفكرة في البداية ، فهو يتريض ليحرق السكر المخزون في جسمه ، فإذا تناول إصبع الآيس كريم فسيضيع جهده الرياضي لهذا اليوم سدى ...
    و لكن....
    نفسه الأمارة بالسوء غلبت إرادته ، فاشترى إصبع الآيس كريم بالشوكولاته التي يعبدها ، ثم تابع رياضته و هو يلتهم حبيبته على مهل ، و أذ اقترب من نهايتها ، أصبح لزاما عليه أن يلقي بالعود و الغلاف في سلة القمامة ، فإلقاؤها على الأرض سيكلفه غرامة ثمانين دولار .
    تلفت حوله باحثا عن سلة قمامة ، إنها هناك في الزاوية ، و لكن ثمت مجموعة من الشبان تكأكؤوا معا و انخرطوا في جدال ، بدأت أصواتهم تعلو كلما اقترب منهم :
    " و ما يهمني من جدلهم أو خلافهم أو حتى شجارهم ؟ سألقي مابيدي من بقايا في سلة القمامة و أمضي في سبيلي . " همس لنفسه .
    إلا أنه ذهل تماما عندما لمحه أحدهم ، فنبه رفاقه ، و بلمح البصر انفرط عقدهم ، و تركوا العنان لأرجلهم تسابق الرياح .
    تجمد في مكانه : " ترى ما الذي أخافهم ؟ " ؛ تساءل في سره ، ثم تلفت حوله ، ثم تساءل ثانية : " ترى هل أخافهم أحد ؟" و لما لم يجد أحدا ، ابتسم ، و همس إلى ذاته : " إذا أنا المرعب الذي أخافهم ، أنا كامل الأوصاف ، اللي يخوف و ما يخاف " عبارة سمعها من بطل إحدى المسرحيات الفكاهية الخليجية لطالما أضحكته .
    اقترب الآن من سلة القمامة ، القى ما بيده فيها ، و فجأة ...... لفتت نظره حقيبتان من نوع حقائب رجال الأعمال مسجيتان فوق بساط النجيل الأخضر.
    تردد طويلا قبل أن يتجرأ ؛ و لكنه تجرأ ، و بيد مرتعشة أمسك الحقيبة الأولى ، رفعها ، احس بوزنها الثقيل ، أعادها ، و قد ازدادت مخاوفه ، جثا على ركبتيه ، قرب أذنه منها ، و متأثرا بمسلسلات ( شيرلوك هومز و جيمس بوند ) أصغى جيدا ، و لما لم يسمع شيئا ، زفر بارتياح ، و أسر إلى نفسه : " بالتأكيد ليست قنبلة " .
    تجرأ الآن ، فتح الحقيبة ، و بسهولة فغرت فاها ، ليرى ، و يا لهول ما رأى ، أكياسا من اللدائن مرصوصة و مليئة بالمسحوق الأبيض .
    أرتعشت كل فرائصه و اضطربت كل عضلة من عضلات جسده ، القاها أرضا و أراد الهرب ، إلا أن الفضول الشديد جذبه بقوة نحو الحقيبة الثانية .
    تمالك أعصابه و أفرغ ما في الحقيبة في سلة القمامة ثم ألقاها خلف سياج من شجيرات ( البسكوسيا ) ؛ ثم عاد إلى الحقيبة الثانية . تلفت حوله من جديد ليتأكد من خلو المكان ، ثم اقترب من الحقيبة ، ففتحها على مهل .
    و صعقته المفاجأة عندما شاهد جوفها مكدسا بالأوراق الخضراء من فئة المائة دولار ..
    " غنينا و ما درينا " صاح في سره بينما أخذ قلبه يقرع دفوف الفرح ، اما دماغه فبدأت تدور به كدوامة بحرية في عاصفة هوجاء ، حتى كادت تفقده رشده ..
    استغرقت وقفته فترة لم يدرك مداها قبل أن يتماسك و يجمع شتات نفسه و روابط جأشه ؛ و كلص محترف ، تلفت حوله قربا و بعدا ، ثم حمل الحقيبة و مضى مسرعا إلى بيته .
    *****
    بادرته زوجته بالسؤال : " ماذا تحمل يا فادي ؟ " أغلق الباب وراءه ، و رفع الحقيبة إلى أعلى و أخذ يرقص و هو يغني : " يا سعدنا يا هنانا غنينا و السعد جانا "
    تتقدم نحوه زوجته محاولة اختطاف الحقيبة فينقلها إلى يده الأخرى ، و هو لا زال يرقص و يغني ، حتى أنهكه التعب ، فتهالك على أول وثير .
    - ما الحكاية يا فادي ؟ لقد شوقتني حتى الثمالة و شغلت بالي و وترت أعصابي !
    = فقط نصف مليون دولار هبطت علينا من السماء !!!!!.
    تمالك أعصابك يا هدى ....انظري....
    و فتتح الحقيبة ...
    فما أن رأتها المسكينة حتى جحظت عيناها ،
    ثم ازرورقت شفتاها ،
    ثم شحب وجهها ،
    ثم تخاذلت ركبتاها ،
    ثم وقعت على الأرض مغشيا عليها ..
    *****
    عندما صحت و هدأت حكى لها قصة الحقيبة و كيف عثر عليها ، إلا أنها – على عكس ما توقع – أصابها خوف شديد حتى الذعر ، و كادت يغمى عليها من جديد .
    قالت له جادة و هي لا تزال ترتعش من هامة رأسها حتى أخمص قدمها :
    - أولا إنها نقود حرام ، ثانيا قد تكون مسروقة من بنك ، و ستوقعنا في مشاكل نحن في غنى عنها ، ثالثا سيكون مصيرك السجن و مصيرنا التشرد لو شاهدك أحد و أبلغ الشرطة ؛ تخلص منها يا فادي في الحال ...
    كانت روان و منير قد عادا لتوهما من مدرستهما الثانوية ، و سرعانما علما بامر الثروة الهابطة على الأسرة من السماء ..
    قال منير : " في السنة القادمة سأبغ السادسة عشر ، أريد أن أتعلم القيادة ، و أريد أن تشتري لي سيارة ( بورش ) "
    قالت روان : " أريد دزينة من بناطيل الجينز ، و دزينتين من القمصان من مختلف الطرز الحديثة و من جميع الألوان ، و دزينة من الأحذية تناسبها ، و أريد طقما من الحلي الفضية آخر موديل ..لا بل طقمان .. بل ثلاثة أطقم !..."
    قالت أمهما : " لن يفرح أحد بهذه النقود ، فالحقيبة بما فيها ، سيسلمها والدكما منذ صباح الغد إلى الشرطة .."
    و احتدم النقاش ، لم يتمكن أي منهم من تناول طعام الغذاء أو حتى العشاء ، لم يتمكن أي منهم من النوم ؛ و الجدل لا يزال يدور ، فيحتدم حينا و يهدأ حينا ، و الأصوات تعلو لفترة حتى لتخالهم يتشاجرون ، ثم تخفت لتحسبهم يتصالحون . أما الشابان فكانا في صف والدهما ، و أما أمهما فكانت لوحدها في جبهة المعارضة الشديدة ...
    و بينما بدا أنهم - كالحكومات العربية - لن يصلوا إلى أي اتفاق ، ومضت في راس فادي شعلة إلهام ، أقنعت زوجته و هلل لها ولداه : " أحمل صباح الغد إلى البنك مبلغا بسيطا لا يلفت نظر أحد ، و ليكن عشرة آلاف دولار ، فأدخله في حسابي ، و بعد فترة تفتحين باسمك حسابا في بنك آخر تدخلين فيه مبلغا آخر ، و هكذا ...و ليستغرق الأمر سنة كاملة ، فهذا لا يهم ، المهم أننا أصبحنا من الأثرياء ! " .
    *****
    حمل الحقيبة و فيها عشرة آلاف دولار ، و توجه فورا إلى البنك ..
    وقف في الطابور و هو في غاية التوتر ..
    و أخذ يقترب رويدا رويدا من كوى الموظفات ..
    ثم جاء دوره ..
    نادته إحداهن سائلة : " بماذا يمكنني أن أخدمك ؟ " فأجابها : " أريد إدخال مبلغ عشرة آلاف دولار في حسابي ، لو سمحت . " ثم ناولها استمارة إدخال النقود بعد أن أملأها وفق الأصول ، ثم ناولها المبلغ .
    انتقت إحدى الورقات النقدية ثم مررتها فوق ضوء بنفسجي ..
    تريثت قليلا ، قبل أن تستأذنه لبرهة ..
    " لعلها ذهبت إلى بيت الراحة ؟؟! " أسر في نفسه .
    و عندما طالت غيبتها ...
    التفت حوله فلمح اثنين من رجال الأمن الخصوصيين ، يسر أحدهما في أذن أحد الزبائن أمرا ، فيترك الزبون الطابور و ينصرف خارجا ..
    ثم تنبه إلى أن الصرافين في جميع الكوات قد اختفوا الواحد إثر الآخر ..
    و أنه لم يبقَ في الميدان غيره ..واقفا كالأبله ..
    فبدأت تنتابه الشكوك و الوساوس ..
    و فجأة ...
    اقتحم رجال الشرطة البوابة الرئيسية للبنك ..
    " ارفع يديك عاليا و إلا أطلقنا عليك النار !!!.."
    تساءل مصعوقا : " أنا ؟!!!!"
    " نعم أنت .."
    " الآن ..انبطح أرضا و ضع يديك خلف ظهرك .."
    ثم ...
    انقض عليه شرطيان فقيدا يديه ثم قدميه ..
    ثم.....
    حملاه و قد بلل سرواله !..
    *****
    و في مكتب المحقق فقط ، يعلم فادي أن النقود التي عثر عليها ، مزيفة !
    [/align]
    *****
    [align=right][size=4][color=#00008B]• • ]

  2. #2
    ][ شـاعــرة الزيــن ][


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    (( قلب نجد )) الرياض
    المشاركات
    18,335
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    نزار ب الزين*


    الله يرزقنا القناعه وبالمال الحلال00

    قصة معبره -- ذات ابعاد ترمي لهدف

    محتواه ان القناعة هي الكنز--

    لو ابلغ عن الحقيبتان لربما كسب كرامته

    وقبلها الرضا من الله---

    نشكرك لرقي حضورك ايها الكاتب وننتظر

    تواصلك دون غياب--- هلابك

  3. #3
    ... عضو ذهبي ...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    %المدينه المنورهـ%
    المشاركات
    940
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    شكراً على القصه
    الله يعطيك الف عافيه

  4. #4

    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    1,087
    معدل تقييم المستوى
    2

    Rose ., ما قصرت ,..وتسلم يديك .,

    ^&)§¤°^°§°^°¤§(&^°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°,.. مشكور أخوي ,.’’ نزارب الزين ,,. على القصة الممتعة وننتظر جديدك يا الغالي ,..تقبل مروري ’, أسيروا ,.°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°^&)§¤°^°§°^°¤§(&^

  5. #5
    ... عضو ذهبي ...


    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    691
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    يسلمووووووووووو

المواضيع المتشابهه

  1. متوالية عربية - أقصوصة - نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-05-2007, 04:05 AM
  2. إنه ولدي - قصة - نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-05-2007, 08:24 PM
  3. إنهم يقتتلون - نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-05-2006, 12:16 PM
  4. في بيتنا ضيف - أقصوصة - نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-05-2006, 07:48 PM
  5. شرف العيلة - نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-05-2006, 11:37 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •