من قلبي ليصل إلى قلوبكم
ما أجمل أن تستشعر جمال قلوبنا.. وما أقبح الناس لو كانوا من دون قلوب - إن القلب هو أهم جزء في الإنسان.. ودليل ذلك قوله عليه أفضل الصلاة والسلام (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله) ألا وهو القلب.. أي ان القلب هو الذي يحرك كل جزء فينا... تخيلوا معي أن القلب هو الذي يضخ الدم إلى كل جزءٍ من أجزاء أجسامنا.. واننا نحاسب بكل قطرة دم نعم يا أعزائي نحاسب بكل قطرة دم يضخها القلب إلى كل عضو أو حاسة من أجسامنا ونحن لا نستطيع إحصاء عدد القطرات التي تضخ في اليوم الواحد.. فلنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب. (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) والنية كما أشار إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم أن محلها القلب. فهنالك أشياء كثيرة تكون نابعة من القلب فمثلاً الفرح ينبع من القلب كنهر يجري وحوله ورد جميل وعصافير تغرد.. والحزن ينبع من القلب.. والحسد ينبع من الأحشاء المظلمة في القلب (كثرة الحسد تأكل الجسد) والغيرة أيضاً من القلب (كثرة الغيرة نار مستطيرة) والظلم للناس والمعاصي تنبع من غفلة القلب والرحمة تزرع في القلب كما زرعت في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)... والحب الحقيقي لله عز وجل وللذين من حولنا وحب كل ما يحبه الله ينبع من استيقاظ القلب كروضة شديدة الخضار والجمال.. فلنجعل قلوبنا تستيقظ من غفلتها قبل فوات الأوان ولننقيها من الأشواك التي تغلفها وتحجبها عن الحياة الحقيقية وننميها بالورد ذي الرائحة العطرية الجميلة لكي نسعد في الحياة الدنيوية والبرزخية ونحب الله على بصيرة.وأختمُ بقوله تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) تفكروا في هذه الآية ثم احكموا على أنفسكم.
اللهم لا تحرم قلوبنا من نورك
مواقع النشر (المفضلة)