لا يستطيع البعض مقاومة بريق المال، يلمع في الأعين فيمنعها من الرؤية وحتى الإحساس.. هذا ما حدث مع سوسن الفتاة العربية الوافدة التي تعيش مع اسرتها البسيطة. انهت سوسن دراستها الثانوية ثم التحقت بأحد المعاهد الخاصة للحصول على شهادة في السكرتارية تؤهلها للعمل في شركة بمرتب معقول لمساعدة اسرتها.. ولكونها جميلة جدا كانت سوسن تقبل بسرعة في أي عمل تتقدم إليه، لكنها سرعان ما تكتشف أطماع صاحب العمل فيها فتتركه سريعا لتبدأ رحلة البحث من جديد عن عمل آخر.
حتى التحقت بشركة لها اسمها وسمعتها، ومعروف عن صاحبها أنه رجل متدين وعلى خلق ولا توجد لديه أطماع دنيئة.
كانت سوسن شديدة السعادة بعملها مع ذلك الرجل الوقور الذي اعتبرته مثل والدها لحنانه الشديد عليها واهتمامه بها كابنته.
واستقرت بها الحال في تلك الشركة عدة أشهر حتى التقت بابن صاحب الشركة الذي أنهى دراسته الجامعية في الخارج وعاد ليعمل مع والده في شركته الكبيرة.
لفت الشاب انتباه سوسن بخفة ظله وبساطته وشخصيته المرحة.. ولفتت هي انتباهه بجمالها الباهر وأعجب بحيائها وخجلها واحمرار وجنتيها عندما كان يتحدث إليها.. ونشأت بين الاثنين علاقة خفية.
أحبته سوسن من كل قلبها وشعرت بأنه سينتشلها من الفقر، كما أنه شاب وسيم وليس عجوزا يقتل جمالها وشبابها بل سيجعلها الزواج به أكثر جمالا ونضارة. فكرت سوسن جيدا وقررت الزواج بابن صاحب الشركة، وتوطدت العلاقة بينهما وأصبحا يلتقيان خارج أوقات العمل.
نجحت سوسن في خطف قلب الشاب الثري حتى بات لا يستطيع الاستغناء عنها، فطلبت منه أن يتزوجها في الحلال لأنها لا ترضى إلا به.. وافق الشاب لكن على أن يكون زواجهما عرفيا وفي السر حتى يستطيع اقناع والده وأسرته بتلك الزيجة.. وافقت سوسن وصدقت الشاب الذي نقلها الى عالم الثراء في غمضة عين، وعاشت معه السعادة والحب عدة اسابيع.
وفجأة اختفى الشاب من دون مقدمات.. سألت عنه فصدمت عندما علمت بأنه يستعد للسفر لدراسة الماجستير في البلد الأجنبي الذي أنهى دراسته الجامعية فيه.. فكرت سريعا في كل ما خسرته مع ذلك الشاب الذي تنصل لعلاقتهما بل ومزق الورقة التي كتبها لها حتى لا يترك أي شيء يمكن أن يدان به. لكن سوسن لم تستسلم.. ذهبت على الفور إلى أقرب مخفر لتبلغ عن ابن صاحب الشركة التي تعمل فيها واتهمته بمواقعتها بالإكراه من خلال الحيلة والخطف.
وبالبحث والتحري وسؤال حارس البناية التي توجد فيها الشقة التي كانت عش زواج سوسن والشاب اثبتت بأن سوسن كانت تحضر بمفردها كل يوم، أي لم تكن مخطوفة أو مكرهة على المواقعة.
وبمواجهتها اعترفت بالزواج العرفي الذي جمعها وابن صاحب الشركة.
قدم الاثنان إلى المحاكمة بتهمة المواقعة بالرضا.. وأصدرت المحكمة على الشاب حكما بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ، وعلى سوسن بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ والابعاد عن البلاد بعد انقضاء مدة الحكم.
مواقع النشر (المفضلة)