؛[] مثــاليــون ولعــواطفـنــا مـآسورون []؛
مثاليون
نحن قومٌ نُجيد التنظير
وسكب الأحرف فوق الصفحات البيضاء
نرسم بها أروع إنسانٍ
لن يتكرر مثله أحد فيما بقي
من الزمان
بل بمجموعنا نرسم
المجتمع المأمول
المجتمع الذي لا يمكن أن تُقرعَ
فيه الطبول
ولا يمكن أن يبقى السيف
به مسلول
إذ لا حاجة له فليس بيننا أحدٌ
من المغول
أصبحنا مجتمع ملائكي
ولكن
داخل تلك الصفحات البيضاء
وبين أروقة المنتديات فقط
فتجد المُدخّن يمقت التدخين ويذمه
والمعاكس يقول :
ما بالهم أليس لهم أخوات ؟
وتلك العاقة تقول :
أبَرّ البِرّ بِرّ الأمهات
وهي تجرّعها ليل نهار
أقسى الكلمات
عندما نتابع المشاهد الدرامية
تغرورق أعيننا
بالدموع
نحاول تجاهلها . . . إشغال أنفسنا
ونريد أن نتناساها
بلا رجوع
ولكن لا فائدة فقسوته لا تفارق مخيلاتنا
وتغتصب الدمع من أعيننا
وما هي إلا لحظة وتسقط تلك الدمعة التي
ضاقت بها محاجر العيون
فكانت هي القشّة التي قصمت ظهر البعير
ونعلن بعدها استسلامنا لعواطفنا
ونمقت حينها أحوال الناس من قسوةِ ما نراه
ولو فتّشنا بدواخل أعمالنا
لوجدنا أننا مقاربون لهم في القسوة
إن لم نكن مثلهم .
نُجيد فعلاً حل المتاهات على الأوراق
وداخل المنتديات
باختصار
نُلامس قمّة المثالية فقط عندما نكتب .
تأسرنا العواطف
تتعبنا تلك الأذهان التي تغوص
في دواخل الكلمات
وربما يتعبنا الأشخاص الذين
يتلاعبون بالعبارات
أو لا يفهمون معانيها فيُجْرونها
مجرى العادات
بل الأكيد
كـلّـهـم مُـتـعـبـون
وعندما يصحبك ذلك الذهن
وتُصاحب ذلك الشخص
فاعلم أنك مُحتارٌ لا محالة
بين كلماتٍ عندما تغوص بداخلها
يرتسم أمامك الجمال
مُتلحفاً بالنقاء والطُّهر والبياض
وبين أفعالٍ وردود أفعال
ترتسم أمامك عندها الحيرة
هل يمكن أن نُسمّي تلك الكلمات
من ذوق الكلام ؟
وقائلها مُرتفعٌ عنه
الملام ؟
أم يمكن أن نقول أنه قَصَدَها
لرمي شيء من السهام
بتلك القلوب التي لا تعرف شيئاً
سوى السلام
وليس لديها أي فكرةٍ عمّا يحيكه
لها اللئام
في جُنْح الليل متستّرين
بما فيه من الظلام
أصبحت الأنفس البشرية
صعبة المراس
ويصعب علينا فهم كثير
من الناس
إذ أصبح جميل كلامهم يخرج منهم
كما تخرج الأنفاس
ولم نعد نعرف من نصدّق
تلك الأنفاس وعطرها الذي يدق
بداخلنا الأجراس
أم المتناقضات التي نراها تُناقض ما نسمع
من الرأس حتى الأساس
من المفيد جداً أن يكون الشخص
كحجرٍ أصم
لا ينخره إلا تتابع جريان الماء عليه
حتى وإن كان قليلاً
أما المطر فساعة ويذهب رغم غزارته .
يقول الشافعي رحمه الله
لم يبق في الناس إلا المكر والملقُ
شـوك إذا لمسـوا زهـرٌ إذا رُمـقـوا
فـإن دعتك ضرورات لـعـشـرتـهـم
فكن جحيماً لـعـل الـشوك يـحـتـرقُ
/
\
منقولــ
مواقع النشر (المفضلة)