الموظف الحكومي لا يمكن فصله
مقولة شائعة وتمثل حقيقة عند الناس . ويعتبره الكثيرون إغراء لا يمكن مقاومته أمام المستقبل الذي يصفه البعض بأنه غير مستقر أو غير واضح في الوظائف الأهلية .
هذه الفكرة في الواقع تجعل الكثير من الشباب السعودي يأخذ الوظائف الحكومية بمثابة نقطة عبور إلى حين الوصول إلى بر الأمان المتمثل في الوظائف الحكومية .
وهذا الأمان المتمثل بعدم فصل الموظف الحكومي إلا بعد ارتكابه خطاءً جسيماً ربما يشجع البعض على التسيب في العمل وعدم الإبداع .
لأن المبدع في الوظائف الحكومية يجد أن طاقته تذهب سدى فلا يجد مايحفزه أو مايميزه عن زملائه الكسالى ممن يتأخرون عن الدوام ويبدؤون يومهم بقراءة الجرائد وشرب القهوة الذي قد يمتد ساعتين من الزمن قبل أن يتكرم الموظف بالبدء بعمله . وبعد أن يبدأ يجد أن وقت الصلاة قد حان ثم الغداء ثم شرب مزيد من القهوة والشاي حتى يجد أن الدوام قد شارف على الانتهاء ثم يعود لمنزله .
في الواقع يعاني كثير من مدراء الدوائر الحكومية من وجود موظفين مستهترين بالعمل لكنهم لا يستطيعون فعل أي شيء ضدهم فليس هناك قانون يساعد على ضبط هذا الموظف أو الاستغناء عن خدماته .
وفي المقابل نجد الوظائف الأهلية التي تعتمد على تجديد العقود سنوياً أو كل سنتين تعتمد على منهج واضح في تقييم الموظف يشمل مدى جدية الموظف ومستوى إنجازه وإبداعه .
وهذا مايجعل الموظف في تجدد مستمر على عكس الموظفين الحكوميين .
ومن هنا نجد أن انتاجية القطاع الأهلي أفضل كماً ونوعاً من مايقوم به الموظف الحكومي .
لكن على الرغم من مميزات العمل في القطاع الخاص إلا ان الكثيرين يفضلون الملل والضجر من روتين يتكرر كل يوم بلا إنجاز يذكر .
في الملحق الإقتصادي لجريدة الرياض يطلعونا بين الحين والآخر على نماذج شابة ناجحة تعمل في القطاع الخاص دون أن يفكروا بترك العمل فيه .
وهذا حقيقة يحفزني كثيراً ويجعلني أنتظر التخرج بفارغ الصبر.
دمتم بكل خير
مواقع النشر (المفضلة)