عدت اليوم إلى مكان لقائنا الأخير
الذي رددنا فيه آخر كلماتنــا
والذي أطلقنا فيه آخر مشاعرنا
والذي ودعتني أيضا فيـــه
ولم أجد فيه بعد هذا الغيــاب
سوى صدى صرخة الفــراق
والدموع المنثورة في أرجاء المكان
وطيف حلمنا الذي غاب عنـا . .
منذ زمن . . . وتركنا للأوهـام
ولكني لم أجد صدى صوتــك
ولا بقايا من آثار لمساتـــك
ولا حتى الورود التي زرعتها فيه
وكأنه حقا كان هو الـــوداع
الأخير . . . لأنني تمنيت دومــا
بأن تعود لتشرق المكـــــان
من جديــد . . . و لكن هـذا
لم يحدث أبـــــد ا . . .
لأنه كان الـــــوداع الذي
افترقنا فيه للأبـــد
الوداع الذي لم أقل فيه وداعـا . . .


وتركتني عـــــاشقة ُحائرة
تطرق كل أبواب الأمــــل
لعل العودة كانت إجابــــة
ولـــكن . . . لا جــواب
وكأنك أصبحت كالشعـــر
في أوراقي . . وبين كتـــاباتي
فأنا أعلم بأنك لن تعــــود
وجودك كان أجمــــــل
شيء في حيـــــاتي . .
وغيابك عنها كان الأقسى
وهذا المكان الـــــذي . .
غطته آهات الزمــــان . .
سيفتقدنا . . . لأنه لن
يجد من يتذكره . . .
فمن زرع فيه الحــــب
والأمل . . . قد نسيـــه
ولم يأتي ليرويــــــه
إلى أن مات الحبُ فيــه
أما أنا العاشقة ُ الحائــرة
لا أعلم في أي طريـــق
أو إتجــاه أذهب . . .
سوى طريق واحـــد
هو طريق النسيــــان . . .



* همس المشاعر *